د.يوسف الحاضري
هل أتاكم حديث منظمة العفو وقراراتها الأخيرة والقديمة؟ نعم أكيد وصل الكل هذا الحديث في أقصى الأرض إلى أقصاه , هذا الحديث عبارة عن قرارات تصدرها من وقت لآخر وفقا لمطالب المكان وتداعيات الزمن , قرارات تصدرها هذه المنظمة التابعة لهيئة الأمم المتحدة السلطة الأعلى في المعمورة , قرارات يتسابق القائمون عليها في إصدارها من وقت لآخر , قرارات تسابق الريح إن كان الأمر متعلق بالأمن العربي ويزحف كالسلحفاة إن كان في القرارات وجود إسرائيلي , ألم يأتكم نبأ القرار الأخير التي أصدرته منظمة العفو الإسرائيلي ( وليس الدولي ) بل الإسرائيلي , فقد أدانت هذه المنظمة الهجمة الهمجية الغاشمة على الشعب الفلسطيني في غزة الحرة في نهاية العام الماضي وفي نهاية ولاية سئ الذكر دبليو بوش , نعم أدانتها بعد مضي أكثر من 7أشهر من الغزو والقتل والدمار والجرائم الأبشع في تاريخ الإنسانية في هذا القرن , أدانتها هذه المنظمة وأدانت الأسلحة التي كانت تستخدمها إسرائيل في حربها ضد الشعب الأعزل من كل شئ , ضد الشعب الأعزل من السلاح الأعزل من الطعام والشراب , ضد الشعب الأعزل من السكن والمأوى , ضد الشعب الأعزل من الأخوة والأصدقاء العرب المسلمين والجيران , ضد الشعب الأعزل من كل قريب وبعيد , ضد الشعب الأعزل من كل شيء , نعم فقد نطق خيال المآتة وأدان استخدام إسرائيل للأسلحة الثقيلة والخفيفة وكذا للأسلحة المحرمة دولية والشاملة للفسفور الأبيض والقنابل الانشطارية وغير ذلك من الأسلحة المتطورة أو التي ما زالت تحت التجربة , أتدرون لماذا تجرأت هذه المنظمة الفاشلة في إدانة الهمجية الإسرائيلية ؟؟ أتدرون لماذا ؟؟؟ لأن الحرب والمجازر وحفلات الشواء الإنسانية التي أقيمت في غزة خلال تلك الفترة كانت على مرأى ومسمع العالم كله وعلى الهواء مباشرة وكانت هذه المنظمة إحدى الجهات في العالم التي كانت ترى وتسمع وتصفق أحيانا وتنعم برائحة الشواء الليلي والنهاري , فكان لزاما لهذه المنظمة أن تقول كلاما لهذه المجزرة وبعد أخذ ورد استمر أكثر من 7 أشهر نطق وكما يقال سكت دهرا ونطق كفرا , ولكي تبرر قرارها وتحسن صورتها أمام إخوانها في إسرائيل وقادات الحروب الداعمين لها في أمريكا كان لابد لها من وضع شيء في التقرير لأخذ الأنفاس الإسرائيلية وتبرير هذه المواقف والقرارات وذلك بأن تجرأت هذه المنظمة الإسرائيلية وأدانت الجانب الفلسطيني ي هذه الحرب , نعم فقد أدانت منظمة العفو الدولية حماس أمام العالم دون حياء وقالت بأن حماس ارتكبت جرائم حرب ضد الإسرائيليين , أتسمعون ما يقولون أم تقرئوا ما أكتب فقد أدينت حماس في غزة باستخدامها صواريخ تعتبر في المقياس الحربي الحديث ألعاب نارية تعطى للأطفال في ليلة الأعياد للاحتفال ولكن الرعب المضروب في قلوب اليهود منذ الأزل جعل هذه الصواريخ النارية قنابل ذرية في رعبها وحدثها , وبهذا التقرير الكاذب الحاقد الخالي من الصحة تفتح منظمة العفو الدولية الإسرائيلية المجال أمام الإسرائيليين وحلفائها في تشابه جرائمهم مع ما أحدثته حماس من دفاع عن النفس وبأن المسمى واحد بين ما عملته إسرائيل بالفلسطينيين وما عملته حماس بالإسرائيليين بعيدا عن حسابات الدفاع عن النفس وبهذا التقرير أجازت منظمة العفو للإسرائيليين ما عملته في غزة وتدعوها بصورة غير مباشرة لتكرار هذه الأحداث وكلنا سمع وقرأ تقرير هذه المنظمة عن اليمن وما يجري فيها من مظاهرات وحراك وكيف لم تتوانى هذه المنظمة لحظة أو تتأخر إلى الصباح بل قامت تلك اللحظة من فراش نومها وأصدرت تقرير يدين الدولة في معاملتها للمتظاهرين , سرعة لم نجدها في مجازر الصهيونية مما يؤكد نظريتي ومقولتي بأن المنظمة والجهات المدعومة من إسرائيل لا يحق لها أن تدين من يشبعوا بطونهم , وادعوا من هنا ثانية كما دعيت سابقا في إحدى مقالاتي عن هذه المنظمة بأن (( تذهب هذه المنظمة إلى الجحيم )) ويجب علينا نحن كعرب ومسلمين أن نكون لأنفسنا منظمات وهيئات لملاحقة مجرمي الحرب ضد الإنسان العربي المسلم بعيدا عن هذه الوقاحة الظاهرة للعيان من قبل هذه المنظمات ومثيلاتها.
Yusef_alhadree@hotmail.com