علي الصباحي
هاهم شبابنا ( ذكورا وإناثا) دخلوا ميدان العطلة الصيفية فماذاهم فاعلون؟!!! ما الذي يمكن فعله لاستغلال هذه العطلة من قبل هؤلاء الشباب؟!
أتذكر انه في ثمانينيات القرن الماضي وكنت حينها في المرحلة الثانوية وكان وزير التربية والتعليم آنذاك الأستاذ المهندس احمد الآنسي- حفظه الله ورعاه- إذ اصدر قرارا قضى بإلحاق طلاب المرحلة الثانوية والخريجين أيضا منها في السلك العسكري لاستغلال العطلة الصيفية وكان بالفعل قرارا حكيما حيث استغل الشباب وقتهم في كسب معرفة ومهارة في الجانب العسكري لدى المؤسسة الشامخة ( القوات المسلحة ).
وهاهم أبناؤنا اليوم يلجون مرحلة فراغ ( العطلة ) فمن الأهمية بمكان أن يتم ملأ هذا الفراغ ببرامج مفيدة لهم وللوطن فلو أن وزارة التربية والتعليم ( الموقرة ) خصصت مراكز دراسة وتدريب مجانية للبنين والبنات سواء في مجال - اللغات الأجنبية أوفي مجال تنمية مهارات واكتساب خبرات مهنية في كثير من الجوانب المهنية التي يحتاجها الوطن - وكل حسب ميوله وهوايته- من الشباب والشابات لا سيما وان عددا من الدول الخليجية الشقيقة ترغب باستقبال عماله يمنية ( مهنية ) سواء في مجال الكهرباء - النجارة - الهندسة بشتى فروعها وأنواعها وفي مجال الحاسب الآلي ..الخ وغيرها من المهن التي يحتاجها الأشقاء في الخليج وفي الوطن أيضا .
حبذا لو تم اتفاق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة العمل لدراسة احتياجات الوطن والأشقاء وإنشاء مراكز تدريب وتأهيل كوادر شبابية ومنح كل ملتحق وملتحقة راتبا ولو رمزيا أو حتى مكافأة شهرية أو أسبوعية تشجيعية لهم لانخراط اكبر عدد ممكن في مثل هذه المراكزالتأهيلية لتعود بالتالي الفائدة على الوطن والمواطن وهذا الشئ متبع في كثير من الدول فعلى سبيل المثال مملكة البحرين - ليس فقط أثناء العطلة بل على مدار العام -تقوم وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية باستدعاء جميع العاطلين والباحثين عن عمل وتمنحهم راتبا شهريا وتوجههم إلى مراكز تدريب وتأهيل- في شتى المجالات- وبعد تأهيلهم توظفهم في عدد من الوزارات الحكومية وكذلك الشركات الأهلية الوطنية والأجنبية وكذا البنوك والمصارف المالية بشتى أنواعها وهذه الخطوة - الموفقة- أسهمت في انخفاض معدل البطالة هناك إلى أدنى مستوياتها!! إضافة غالى هذه الخطوة فرضت وزارة العمل على كثير من الجهات ( بحرنة ) الوظائف وسعت في ذات الوقت في تشجيع تلك الجهات الوطنية والأجنبية ( الشركات - البنوك- المصارف المالية ...الخ) لتقبل عملية البحرنة الوظيفية مقابل منحها تسهيلات وامتيازات في جانب ( التأمين - التأشيرات) إضافة إلى هذا دفع مبالغ مالية لتلك الشركات تسهم في رفع راتب الموظف البحريني !!!
كل أمنياتنا أن الجهات المختصة في بلدنا العزيز -اليمن- تسلك ذات المسلك الذي من شانه- إن تم - أن يخفض معدل البطالة المتزايد في البلد .
بالتأكيد إن الإقدام على مثل هذه الخطوة يحتاج إلى قرار وطني شجاع في هذا الاتجاه لحل المشاكل التي عانى ويعاني منها شبابنا ماضيا وحاضرا وربما مستقبلا .
هذا ما نأمله من الجهات المعنية بالموضوع وبلا شك أنها اعلم من غيرها بما يعانيه أبناؤنا - ذكورا وإناثا - من وضعهم الحالي!!! فهل من مدكر ؟!!!
Alsabahi77@hotmail.com
