محمد أمين الداهية
أصبح الكثير من الناس اليوم يتحلون بالحذر الشديد سواءً كان ذلك أثناء عبورهم أو تجوالهم مترجلين أم كان ذلك أثناء قيادتهم لسياراتهم في الخطوط السريعة الرسمية أو في الأحياء والشوارع الفرعية ، وسبب هذا الحذر ليس خشية من أعمال الخطف والاغتيالات وأيضاً لا يوجد لعمليات الثأر علاقة بذلك الموضوع أهون من ذلك بكثير لكنه شديد الخطورة ويضر المجتمع في مختلف الجوانب فبسبب عدم الاستخدام الأمثل لهذه الآلة الطائشة وكذلك عدم اهتمام الجهات المعنية بالتوعية اللازمة ، وكذلك البطالة التي جعلت الكثير من الشباب يلجئون إلى هذه الآلة التي تسمى "الدراجات النارية" امتلأت المستشفيات بالحالات المأساوية التي سببها القيادة الطائشة والهمجية للدراجة النارية، انتشرت عمليات الاعتداءات والسرقة من قبل البعض من محترفي النصب من على متن الدراجة النارية، أعمال أخرى بواسطة الدراجة النارية..
إلا أن هذه السلبيات لا تعطينا الحق بالإفتاء بمصادرة هذه الآلة الخطيرة والاعتداء على أرزاق عباد الله.. هذه السلبيات لها جهات مختصة تتحمل مسؤولية عملها تجاه الظواهر الغير إنسانية التي تمارس عبر الدراجات النارية، لكننا في الوقت نفسه سنسأل الجهات المختصة ، ما هو الدور الذي قامت به تجاه ظاهرة الدراجات النارية وحوادثها المأساوية بعيداً عن السلبيات الأخرى؟ ثم أين النظام والقانون الذي يجعل من سائق الدراجة النارية شديد الحرص والخشية من ارتكاب أي مخالفة مرورية؟ هل تم الاكتفاء بمخالفات الخوذة فحسب أم أن الواقع يفرض على وزارة الداخلية وإدارة المرور التوسع أكثر في النظر إلى موضوع الدراجات النارية؟ ليس من باب محاربة انتشار الدراجات النارية فهذه معضلة ومن الصعب جداً القضاء على هذه الظاهرة وإن كانت هناك حملات وما إلى ذلك إلا أن الحقيقة تقول إن الدراجات النارية ساعدته إلى حد ما في مشروع القضاء على البطالة ومعالجة سلبيات الدراجات النارية تكون في تطبيق الجزاء الرادع في حق كل من يستخدم هذه الوسيلة لمخالفات قانونية وإضرار بالآخرين. وما يحتاجه المواطن اليوم ومن يمتلك دراجة نارية لغرض العمل الشريف توعية إعلامية مكثفة في مختلف الوسائل الإعلامية وعلى وجه الخصوص الإعلانات الضوئية التي تنصب على الأرصفة التي تفصل بين خطين رئيسيين، فالصور المأساوية التي تلتقط ضحايا الدراجات النارية كفيلة بأن تخلق نوعاً جيداً من التوعية لدلى السائقين المتهورين والطائشين فيا ترى هل ستعي الجهات المختصة مسئولياتها تجاه مشاكل الدراجات النارية؟ وهل سنشهد في المستقبل القريب اهتماماً في هذا الجانب؟ أم أن الدور يقتصر على الصحف التي ملت تناول هذه المشكلة المؤرقة؟ بالمختصر المفيد، الدراجات النارية لها دور لا بأس به تجاه مشكلة البطالة، ولكن أين اللوائح والقوانين الشاملة لاستخدام هذه الوسيلة؟ والأهم من ذلك إلى متى سنظل نتجاهل أهمية دور التوعية؟ وهل فعلاً وسائل الإعلام تجهل قيمة هذا الدور؟<