محمد أمين الداهية
هل يعقل أن ينهار هذا الوطن الشامخ بسبب الحمقى المصابين بداء الفساد ؟ وهل من المعقول أن يكون الحفاظ على مشاعر المفسدين وغض الطرف عن أفعالهم أولى من الحفاظ على هذا الوطن الذي أصبح منهكاً جراء البطش الذي أعياه وأبناءه وأيضاً الجهل الذي يكاد أن يوصله إلى مرحلة الانهيار، بسبب الممارسات الهمجية المشتركة والمتمثلة في العناصر الحالمة بالانفصال والتشرذم والمفسدين الذين طغى فسادهم على حده وأوصل الوطن والمواطن إلى هذا الواقع المرير الذي نتمنى أن يقف عند هذا الحد ، إننا اليوم وفي ظل التشرذم العربي الذي وصل أثره إلى المستوى المحلي في جميع الأقطار العربية في أمس الحاجة إلى معرفة الداء الذي استفحل في مجتمعاتنا وبدأ ينخر بكل قساوة في جسد المواطن والمواطنين، إذا كان الغالبية بل السواد الأعظم من الناس يجمعون على أن هنا الداء "هو الفساد" فلماذا نرى عجزاً عن مكافحة هذا الوباء والقضاء عليه، إذا كان ليس من أجل الموطنموطن أجل الوطن هذا العظيم الذي يحتضن الكل دون أدنى تفرقة، هذا الحنون الذي يغمر عطفه وحنانه كافة أبناء اليمن، هذا الذي يصرخ اليوم متوجهاً أهاكذا يجازي الأبناء والدهم ؟ أهكذا ينهش الأبناء في جسد من رباهم ورعاهم واحتضنهم وكان لهم خير ملاذ وحام أمين أترضون أيها المفسدون أن تكونوا سبباً لمعاناة هذا الوطن؟ أحقاً وصل بكم الأمر إلى حد اللامبالاة وعدم الاكتراث لمصائب فسادكم وإساءتكم ؟ وأنتم يا من تدعون حب هذا الوطن أوصل بكم العمى الذي أصاب قلوبكم إلى التفكير بتمزيق الوطن وإلحاق أبشع أنواع الأذى والطعنات الغادرة به وجر أبناءه إلى ما لا يتمنون الوصول إليه ؟ أهكذا تعلمتم الولاء لخالقكم ومراعاته في وطنكم وإخوانكم ؟أليس المفسدون ومن يجب مكافحتهم هم كل من يسيء للوطن وأبناءه وبطريقة أو بأخرى يكونوا سبباً للإضرار بالوطن ومصالح الشعب؟ أليس الفاسد هو كل من يعتدي على أملاك الغير ، متجاهلاً منصبه والمسؤولية التي ألقيت على عاتقه فبتصرفاته واستخدامه السيء لصلاحيته يخلق نوعاً من الحقد والكراهية وعدم الرضاء قبل أن يكون عنه ، عن من أستأمنه على ذلك المنصب ؟ أليس المفسد هو ذلك الذي يكذب في رفع التقارير وبالذات التي تهتم بشؤون الناس وقضاياهم ، ويضمن تقريره بأن كل شيء على ما يرام ولا داعي للقلق؟ وحتى نبتعد عن الإسهاب ألا يمكن القول بأن المفسدين ورموز الفساد هم أولئك الذين لا يراعون المصلحة العليا للوطن ولا يكترثون لمصير الشعب الذي يحدده فسادهم؟ سواء كانوا أي المفسدين، في الحكومة أو في المعارضة، أو في غير ذلك من المصطلحات والمسميات الجديدة التي وجدت مؤخراً على الساحة.
وأخيراً يا ترى هل لمن كانوا يسمون حراكهم بالسلمي علاقة بمن يرفعون شعارات التمزق والانفصال؟
أم أن هؤلاء الأخيرين تكوين لا علاقة له بالحراك السلمي؟