;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «33» 930

2009-07-07 03:15:17

وصلنا في الحلقة الفائتة إلى الحديث عن دفاع أبطال الثورة للإذاعة التي كانت تتعرض للقصف من أكثر من اتجاه وكيف وقف أولئك الرجال حماة للإذاعة والحفاظ على أجهزتها.

لنواصل اليوم والحديث للمؤلف الذي يضيف: ولازلت أتذكر ذلك الرجل الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الإعلام،وكان وزير الإعلام هو الأخ/ محمد عبده نعمان والجميع كانوا يؤدون رسالة إعلامية كلاً بقدر استطاعته، إلا أن الذي كان يتواجد في كل وقت هو الأخ الأستاذ/ أحمد دهمش الذي كان في مقدمة الجميع، وكذا الأستاذ المناضل/ عبدالله حمران رحمه الله ، ولا أبالغ إذا قلت بأني وزملائي شاهدنا الأستاذ/ أحمد دهمش ولعدة مرات وهو يحمل أكياس الرمل فوق ظهره ليغطي بها الكابلات والأجهزة الهامة لحمايتها من القصف.

وأيضا قيامه مع العديد من كوادر الإذاعة بأعمال الدوريات وتنفيذ مبنى الإستيديو الاحتياطي خارج مبنى الإذاعة من الجهة الغربية وأحد منازل ابن الإمام والذي يدعى بسيف الإسلام/ علي بن يحيى حميد الدين، نظراً لعدم وجود أماكن مخفية داخل الإذاعة يمكن الاستفادة منها لمواجهة الموقف ووضع الترتيبات اللازمة لضمان استمرار البث الإذاعي.

ومن الذين شاركوا من المذيعين الأخ/ عبدالعزيز شائف والأخت/ فاتن اليوسفي والأستاذ/ محمد عبدالله البابلي رحمه الله والأخ الرائد/ حمود زيد عيسى الذي كان يقدم برنامج "صالح علي" وآخرون لا أتذكرهم.

وكانت إذاعة صنعاء هدفاً رئيسياً لأعداد الثورة إذا تعرضت إضافة إلى القصف المدفعي إلى القنص بالأسلحة النارية من قبل عملاء يتمركزون في المباني المجاورة والتي كانت طلقات الأسلحة النارية الخفيفة تستهدف أفراد الدفاع الجوي المتواجدين خارج مبنى الإذاعة، وكانت سبباً في سقوط أعداد من الأفراد بهذه الأسلوب مستغلين أصوات الإنفجارات الكبيرة والثقيلة على المباني أو بجوارها ليتسنى لهم غدر الأفراد وقنصهم.

وخسرنا أعداداً من الشهداء والجرحى حتى تم التأكيد من عملية الخيانة والخداع التي كان يستخدمها المغرر بهم من البيوت المجاورة للإذاعة عندها تأكيد بأن تلك الإصابات لم تكن ناتجة من شظايا المدفعية حسب اعتقادنا، وأن مصدرها طلقات نارية من بنادق خفيفة ومن اتجاهات معروفة.

فأصبح لزاماً العمل على إسكاتها فقمنا باستدعاء عقال الحارات المحيطين بالإذاعة وسكان البيوت المجاورة.

وأتضح لنا بأن هناك منازل خالية تركها سكانها ويتردد عليها أناس ومجاميع غير معروفة، ونتيجة لذلك تم القبض على تلك المجاميع التي كانت تستعد وتترقب الفرصة للسيطرة على الإذاعة وبهذه الخطوة شعرنا بأن تلك المخططات تتساقط الواحدة تلو الأخرى لترتفع معنويات الجميع خاصة المقاتلين والمدافعين عن الثورة والجمهورية في تلك المواقع المحيطة بالإذاعة.

وكان ذلك التلاحم الذي جمع بين القوات المسلحة ورجال الأمن ومعهما الشرفاء من كل أبناء اليمن المثقفين وطلاب وقبائل بما في ذلك العديد من مشائخ اليمن وفي مقدمتهم الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ المرحوم/ أحمد علي المطري والشيخ المرحوم/ حمود الصبري والعميد/ مجاهد أبو شوارب وغيرهم والذين كانت لهم أدوار بطولية لن يغفلها التاريخ.

ولا يغيب عن الذهن دور العديد من قبائل اليمن في "آنس والحداء وقيفة والبيضاء ورداع وعنس والمحويت والحديدة وصعده وإب وتعز ومأرب والجوف " وغيرهم ممن كان لهم شرف المشاركة في هذه الملحمة.

والأكثر من ذلك هنالك قوافل من المجهولين الذين قدموا أرواحهم فداء لهذه الثورة، وكم نحن سعداء عندما تركز مراكز البحوث المتخصصة في التعرف على دور كل مناضل ليتعرف الجيل الحالي والأجيال القادمة عن الثورة ومراحل الدفاع عنها.

الدفاع الدائري. . والحزام الأمني. . ومحاولة اختراقه

في بداية شهر ديسمبر من عام 1967م وعلى وجه الخصوص في 11/12/67م كانت مخططات أعداء الثورة تهدف إلى المزيد من المهمات عن طريق إحكام محاولاتهم المتكررة بقطع الطرق وتشديد القصف على المدنيين ، ولذا يمكن إبراز الدور البطولي والشجاع لوحدات القوات المسلحة خاصة في إحكام الخطة الدفاعية على العاصمة صنعاء ومعهم المقاومة الشعبية وعدد من القبائل الوطنية.

ففي هذه الفترة تحركت قوات أعداء الثورة المزودين بالمرتزقة نحو الاتجاه الشرقي للعاصمة بالسيطرة على جبل الطويل ووادي سعوان وتبة دارس التي كان يطلق عليها "تبة المطلاع" حتى تمكنوا من الوصول إلى مداخل العاصمة وبجوار مصنع الغزل والنسيج وتلك المناطق المحيطة بباب شعوب،

وكانت هذه الأماكن ضمن ضواحي العاصمة وهي الآن ضمن أمانة العاصمة، ولا زلت أتذكر حينها قطع طريق الروضة صنعاء لعدة ساعات وضرب مطار الجراف الذي موقعه الآن "حديثة الثورة" ، فقد امتد إلى الإذاعة لأول مرة بالمدفعية من عيار "81م " والذي يطلق عليها بالهاون وتسبب ذلك القصف في إرباك المواطنين، وأعتقد الكثير بأنها بداية سقوط العاصمة.

وبالطبع كانت المواجهة تأخذ في التوسع إذ قاد المرحوم الفريق / حسن العمري مجاميع من الحرس والجيش الشعبي المتواجدين في صنعاء.

ومع صباح اليوم الثاني لمحاولة التسلل إلى المناطق المشار إليها بدأت المعركة والهجوم حيث رافقه ترقب المواطنين لدحر أعداء الثورة باعتبار هذه المعركة هي الأولى، ولمن ستكون الغلبة مدركين ذلك الأسلوب الذي سلكه أعداء الثورة بترويج الدعايات والشائعات التي سبقت خطة الحصار ، وكان إصرار المقاتلين وإرادة "الله سبحانه وتعالى" بأن تكون هذه المعركة هي الأولى التي لقنت أعداء الثورة درساً كبيراً لتنشر أخبار النصر في عموم العاصمة وخارجها وتصاعدت معنويات المواطن والجندي على حد سواء لما لهذه المعركة من أهمية بالغة بعد التحدي ونشر الشائعات المغرضة والأكثر من ذلك كان يهدف المرتزقة والمغرر بهم إلى تحقيق مكاسب وطموحات لكنها تلاشت في مهدها. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد