نبيل مصطفى الدفعي
هذه المرة وفي اليوم الأوسط من الأسبوع الماضي ذهبت لشرب الشاهي في المقهى ولكن كان الوقت مبكراً عن الموعد الذي دائماً ما ألتقي فيه مع العديد من المعاريف والأصدقاء من رواد المقهى الدائمين والتي لم يحن الوقت بعد لتواجدهم. ونظراً لكوني شعرت بالوحدة لعدم تواجدهم فضلت الجلوس بجانب شابين كانا يخوضان حديثاً جاداً وبعد مقاطعتي لهم بالاستئذان بالجلوس والمشاركة في نفس الطاولة لشرب الشاهي تبين لي أنهم يتحدثون عن قضية بناء وعن بقع وأراضي الجمعيات السكنية وفجأة وجه لي أحدهم سؤال ليتشاور معي وليأخذ رأي قائلاً ما رأيك لو الواحد يبيع قطعة الأرض الممنوحة له من الجمعية السكنية ويستفيد من فلوسها في البناء فوق بيت أبوه قائلاً فصاحبي يرفض هذه الفكرة من أساسها!
هنا أجبت إذا كان متفق مع أهله وما يقدرش يبني البقعة حقه يبيعها ويبني فوق أهله .هنا صاح الشاب الآخر حرام عليك أيش يبيع الدولة منحت الموظفين البقع لمساعدتهم وليس عليهم الاستعجال وبيعها برخص التراب فهناك سماسرة في بعض الجمعيات السكنية يقومون بأعزاء الناس بالفلوس خاصة المحتاجين منهم يشتروا البقعة مثلاً بمليون ريال خاصة التي في موقع حلو وبعدين يبيعوها بثلاثة أو أربعة مليون وبعض رؤساء الجمعيات السكنية يعرفون ذلك وبعضهم يشارك في هذه الصفقة ولكن يعمل نفسه بعيد وفي بعض السماسرة في بعض الجمعيات السكنية يقومون بالاحتيال خاصة مع كبار السن المحتاجين لفلوس العلاج يقدمونهم مبالغ ويخلوهم يوقعون على أوراق بيع وهذه حصلت مع امرأة كبيرة موظفة وعندما عرفت بالأمر صاحت واشتكت فهددوها وهناك قضايا أخرى وتلاعب في بعض لجان الجمعيات السكنية كانوا طفارى ضباحى الآن قد هم يخزنوا قات مطول وكروشهم كبرت حتى رقابهم أعتوجت ولا أحد يحاسبهم كل هذا بسبب الجمعيات السكنية قادرة على البناء ورغم هذا يستلموا اشتراك شهري من الموظفين المشتركين في الجمعيات ولا يعلم أحد كيف يصرفوها منذ أكثر من عشر سنسن المهم على الموظفين أن يحافظوا على بقعهم ولا يبيعوها وأن يصمدوا في وجه المستغلين الذين أصبحوا مثل صابون رافسو الذي يمحي البقع من الثياب ولكن هم من الأرض.
طبعاً أنا كنت استمع للشاب وهو يتحدث بحرقة وألم ومعاناة وأتخيل حال الشباب أمثالهم ولم ألاحظ قدوم وجلوس أحد رواد المقهى الدائمين من كبار السن وهو متقاعد ومن المعروفين إلا بعد أن قام بالتعليق على حديث الشاب قائلاً : أغلب كلام الشاب صح وعلى الدولة التدخل للحد من سرقة الأراضي على الناس البسطاء بهذه الطريقة والله من وراء القصد.<