عبدالوارث النجري
عاشت معظم محافظات الجمهورية يوم أمس الأول عل صفيحاً ساخناً بين الفعل ورد الفعل، بين تهديدات صدرت من قبل من يسمون أنفسهم بعناصر الحراك في بعض مديريات المحافظات الجنوبية وتوعدات السلطة في يوم السابع من يوليو عيد الانتصار على فلول الردة والانفصال،وبين السلطة وحزبها الحاكم التي دفعت الجماهير للخروج إلى الشارع في مسيرات جماهيرية احتفاءاً بالمناسبة وتأكيداً على الدفاع عن الوحدة بالمال والأرواح ، الكل شارك وعبر عن موقفه بالنسبة للمناسبة، ففي الوقت الذي ترى فيه تلك العناصر الخارجة عن القانون والداعية اليوم إلى فك الارتباط أن يوم السابع من ويوليو يوم مشئوم بالنسبة لها، يرى كافة أبناء الوطن في مختلف محافظات الجمهورية أن يوم السابع من يوليو هو يوم النصر على كل خائن مرتد متآمر على وطنه، يوم الانتصار على مؤامرة استهدفت اليمن أرضاً وإنساناً قبل الوحدة الوطنية،ولولا إرادة الله عز وجل في دحر وهزيمة عناصر الانفصال وكذا مواقف الأبطال في القوات المسلحة والمواطنين الشرفاء في مختلف محافظات الجمهورية وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية لدخلنا في حرب أهلية لا تزال تدور رحاها إلى اليوم، وهكذا كان يريد أعداء الوطن في الداخل والخارج ، لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم على مختلف القوى السياسية والمتواجدة على الساحة هو ماذا بعد يوم السابع من يوليو ؟! أين دور المثقفين والنخب السياسية والأحزاب والتنظيمات والشخصيات الاجتماعية للعمل على الخروج مما نحن عليه اليوم من أعمال شغب ، مظاهرات مسيرات جماهيرية ،إعتصامات ، حراكات، اختطافات، قرصنة ، تمرد وتخريب ومخدرات وغيرها؟! لا شك أن غياب هيبة الدولة وقوة النظام والقانون ، وغض الطرف عن الفساد والمخالفات والرشوات والمحاباة والمجاملات ، ونهب المال العام والمراضاة،والحوار والوساطات مع الخارجين عن القانون والمتآمرين والمتمردين في صعدة والخاطفين وغيرهم يمثل ما سبق كسبب رئيسي لما نحن عليه اليوم لكن في نفس الوقت لا يعني هذا أن نظل إما مكتوفي الأيادي تجاه ما يدور اليوم على الساحة اليمنية وصار يهدد أمن وثروات البلاد ومستقبلها ووحدتها ومستقبل وحياة أبناءنا، أو نضم أصواتنا مع تلك الأصوات النشاز التي استغلت فساد السلطة وانتشار بعض المظالم في مختلف محافظات الجمهورية لتفصح عن نواياها الخبيثة بالإعلان والمطالبة بالانفصال وفك الارتباط ، وذلك ليس حباً في المحافظات الجنوبية وأبناء المحافظات الجنوبية أو نكاية بالمحافظات الشمالية وأبنائها بقدر ما هو لهث وراء تلك الفتات من الأموال المدنسة التي يتم ضخها من قبل أعداء الوطن والثورة والوحدة في الخارج وبواسطة أذنابهم من العملاء والمرتهنين الذين يسمون أنفسهم بمعارضة الخارج وغالباً ما يتم الاستعانة بهم من قبل العدو الخارجي ، على تنفيذ مخططاتهم الإجرامية بحق أبناء الأمة العربية والإسلامية بهدف احتلال أراضيها وتنكيل شعوبها ونهب ثرواتها.
لهذا فإن على رئيس الجمهورية اليوم أكثر من أي وقت مضى التدخل بصورة فردية وبحكمة يمانية معهودة فيه للعمل على إصلاح كافة الاختلالات الموجودة في معظم مرافق وأجهزة الدولة والتخلص من كافة عناصر الفساد التي استغلت الوظيفة الرسمية أبشع الاستغلال تارة باسم الحزب الحاكم ودورها القيادي والتنظيمي في بعض المحافظات والمديريات وتارة بواسطة الأسرية وأخرى باسم القبلية ورابعة وخامسة، وعملت كافة تلك العناصر خلال السنوات الماضية ولا تزال إلى اليوم على انتهاك اللوائح والقوانين وتشويه سمعة النظام والدولة التي ينعمون بخيراتها، وفي المقابل يجب على كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية وفي مقدمتها تكتل اللقاء المشترك العمل بروح الوطنية الحقة بعيداً عن المماحكات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة ويجب على هذه الأحزاب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تثبت للجماهير اليمنية وفي المقدمة لأنصارها وقواعدها في الشارع أنها أحزاب بحجم المسؤولية قادرة على المعارضة وقادرة على القيادة عندما تصل إلى مركز القيادة، لا أن تظل أحزاباً متقوقعة على المقرات والبيانات والاعتصامات والمظاهرات والانتقاد والمساومة وغيرها ، وتظل على ديدنها هذا حتى في الأوقات الحرجة التي تتطلب مواقف وطنيين خلص ورجالاً أوفياء لبلدهم / خاصة وأن لبعض تلك الأحزاب والقيادات الحزبية في المشترك المواقف الوطنية السابقة،كما يجب على القيادة السياسية الضرب بيد من حديد تجاه كل الخاطفين وقطاع الطرق وعناصر التخريب في مختلف محافظات الجمهورية ويجب على القيادة السياسية العمل بسرعة على إغلاق ملف صعدة وإلزام الحوثي وعناصره للنزول من المواقع العسكرية والالتزام بالنظام والقانون وتسليم كافة الأسلحة الثقيلة وإلغاء النقط والتقطع وعمل التعهدات بعدم القيام بأي مظاهر مسلحة أو الإعتداء على رجال الجيش والأمن المرابطين في مديريات محافظة صعدة ، وليكن النظام والقانون والدستور هو مرجع الجميع ولا مرجعية أخرى غيرهما،ما لم فليعلم الجميع وفي مقدمتهم من تطرقنا إليهم سابقاً بأن الوطن يمر بمنعطف خطير والنتائج بلا شك ستكون وخيمة وتستهدف السياسي والوزير والقيادي قبل الجندي والغفير والمواطن العادي.