محمد أمين الداهية
صبراً أيها الوطن فإن موعدك الخلاص ممن يريدون لك الموت فإن موعدك الخلاص ممن ينهشون في جسدك الطاهر فإن موعدك الخلاص من كل المنافقين والمتآمرين وممن لم يجعلو مصلحتك العليا فوق كل اعتبار، جبناء أولئك الذين لا يرعون فيك وأبناءك إلاً ولا ذمة، ما نطلبه منك أيها الجبار الصمود وهذا الشموخ الذي لا يبالي بأحقاد الضعفاء وأطماع الحمقى الذين جعلوا مصالحهم أغلى من شموخك وكبرياءك واستقرار أبناءك، والكل يعرف جيداً أن الوطن اليوم يمر بمرحلة هي الأصعب لكن القليل هم من يهمهم مصير وطنهم ومستقبل أبناءه الذي شارف هؤلاء الأبناء على رؤيته يدمر بكل قسوة اللامباليين. وعجرفة الأغبياء والانتهازيين ، المرحلة اليوم تتطلب الوفاء لهذا الوطن لكن الواقع يظهر لنا عكس ذلك تماماً. المرحلة اليوم تتطلب أن تكون قلوب الشعب وسيوفهم مع الوطن ولكن ما نراه اليوم في البعض من فئات الشعب قلوبهم مع الوطن وسيوفهم عليه، والبعض الآخر يعيش هذه المرحلة الخطيرة حياة تشف وكأنه غير محسوب على هذا الوطن ، أي خذلان يمر به وطننا، إنه يعيش اليوم أجواء محزنة. وما أقسى أن ينظر الشرفاء إلى وطنهم وهو يعيش هذه الأجواء.
إن الوطن في أمس الحاجة إلى من ينظر إليه ويضمد جراحه فيكفيه ما وصل إليه فهلا تضافرت الجهود وهلا أدركت الأطياف السياسية والحزبية واجبها وما يحتم عليها فعله وفاء للوطن وفي سبيل إنقاذه وأبناءه من مصير مظلم لا تضيئه سوى نار الفتنة التي سيكتوي بها جميع أبناء هذا الشعب لكن الضحايا حتماً سيكونون البسطاء الذين لا ذنب لهم ولا يعرفون من السياسة غير كيف يديرون شؤون حياتهم بعيداً عن الفتن وهموم الدنيا. وكل صراعهم مع قوة العيش الذي يوقرونه لأبنائهم وأسرهم.
لا تبالي أيها الوطن فمشيئة الله أقوى من مكرهم لا تبالي فمصير الخونة ومن لا يهمهم سلامتك واستقرار شعبك الوقوع في شباك مكرهم وهاوية حقدهم ، لا تبالي فيمن يقودونك إلى التهلكة، فلن يهلكوا إلا أنفسهم أما أنت فستظل ذلك الشامخ الذي يعانق النجوم ولا يخشى الجردان والعلوج فهم أضعف من حقيقتهم التي يعرفون بها أنفسهم فيا من يعرفون أنهم سبب في أزمات الوطن ومحنه هلا أفقتم من غيبوبتكم المصطنعة، ويا من يعرفون جيداً أنهم جعلوا من أنفسهم معاول هدم لهذا الوطن هلا عدتم إلى جادة الصواب فالوطن ليس ملكاً لأحد، ومصيره لا يمكن أن يقرره من يرون أن مصلحتهم أغلى وأهم من مصلحة هذا الوطن العظيم وأبناءه الشرفاء؟؟.