محمد أمين الداهية
في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الوطن. وفي ظل الأزمات المتتابعة التي أزعجت المواطنين وأربكتهم وكادت أن تقلب حياتهم رأساً على عقب، وفي ظل المشاهد التراجيدية التي تتفاقم يوماً بعد يوم سؤال يطرح نفسه ويريد إجابة صادقة من السياسيين والقادة وقادة الرأي، والإعلاميين والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل من لهم رصيد في متابعة هموم الوطن والخوف على أبناءه من مستقبل ممزق سببه الأزمات المختلفة ، لمناكفات الساسة وحب الوطن الذي يدعيه كل طرف برز على ساحته هل ما يحدث اليوم على ساحة هذا الوطن، من واقع خطير يزداد خطورة بتهاون الجميع الذي سببه اختلاف التوجهات والانتماءات يصب في مصلحة الوطن والشعب؟ وهل أسلوب التجاهل وغض الطرف وتحميل المسؤولية جهة معينة هو الحل الأمثل لإنقاذ الوطن ؟! لماذا لم نشهد موقفاً وطنياً تعلنه جميع الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ومن يدعون أنهم يخشون على هذا الوطن من مرحلة هي الأقوى والأعتى في تاريخ وطن ال22 من مايو؟. .
لماذا لم نشهد الموقف الذي يعلن فيه كل طرف وكل جهة موقفها من أزمات الوطن بكل شفافية وبدون أي تحفظ؟ إن ما يهم أبناء اليمن اليوم وحدتهم الغالية التي تتعرض لطعنات شرسة على مرأى ومسمع من كل الأطياف السياسية والحزبية، حتى وإن وجدت الإدانات والاستنكارات فهمي أضعف بكثير من الواجب الحقيقي لهذه الأحزاب السياسية والتي لو أبدت جدية أكثر عنما نراه لساعدت إلى حد كبير في مواجهة أخطر المؤامرات التي تتعرض لها وحدة الوطن العظيم الوطن اليوم في أمس الحاجة إلى توحد جميع الأطياف والأحزاب السياسية في سبيل وحدة اليمن ومن أجل مستقبل أبناء هذا الشعب العريق لنرمي بخلافاتنا بعيداً. ولنخرج بولائنا لوطننا إلى حيز الوجود، من يكون اليوم صاحب الموقف والقرار الشجاع والتنازلات في سبيل إنقاذ الوطن والخروج به إلى بر الأمان هو من يستحق ثقة الشعب وهو الذي لن ينسى أبناء اليمن أبداً هذا الموقف وذلك الولاء الذي من خلاله طغت المصلحة الوطنية للشعب على ما دونها ، فالأحزاب السياسية اليوم أمامها فرصة جبارة لكسب أكبر إنجاز يمكن أن نقدمه للوطن والشعب ومن خلاله سيكون لها رصيد لا يستهان به أثناء المنافسات الانتخابية التي تهم جميع الأحزاب ، أما مواقف التخلي والتشفي فلن تزيد أبناء اليمن إلا استنكاراً لهذه الأحزاب وابتعاداً عنها. فالموقف وطني والمسؤلية بحجم وطن ، والمواقف الشجاعة والقرارات الصائبة والتنازلات التي ستقدم ستكون من أجل الشعب ولا يمكن للشعب أن ينسى من وقف معه وضحى لأجله.