نبيل مصطفى الدفعي
أضحكتنا كثيراً النكتة التي قالها لنا الأستاذ توفيق عندما كنا جالسين في المقهى معه أنا والعم سالم والوالد حسين والحاج عثمان وابنه الشاب عدنان الذي حضر هذه المرة الأولى مع والده للتعرف علينا في المقهى بالإضافة إلى رغبته التي أعلن عنها وهي الانضمام إلى رواد المقهى حسب قوله ولكونه غير متزوج لديه الوقت للحضور إلى المقهى والحقيقة أنها الشاب عدنان عندما أعلن أنه غير متزوج ومضرب عن الزواج قد أثار موضوعاً بيننا للنقاش وذلك حول الزواج بين الفتيات والفتيان وقد جاءت نكتة الأستاذ توفيق كنوع من التعليق حول موضوع النقاش. وقد كانت النكتة كالتالي : واحد قال لجدته العجوز ذات التسعين عاماً مازحاً وكان يحمل إليها طبقاً من الشوربة -هل تتزوجين يا جدتي أم تأكلين الشوربة، قالت له : يا ولدي الله يرضى عليك وهل لي أسنان للشوربة؟؟
وهكذا بعد أن ضحكنا واصلنا نقاشنا حول عزوف أغلب الشباب عن الزواج بسبب الإمكانيات وغلا المعيشة ولا أحد يريد تحمل تكاليف ومسؤولية الآخر لا الشباب ولا الفتيات.
وكل واحد يبحث عن شريك يكون ميسور ليرتاح وهكذا يمضي القمر بهم ويكبروا ويشعرون بالوحدة فيبدوا رحلة البحث عن جديد عن شريك ميسور وهكذا وصلنا إلى هذه النتيجة ولكنني رغم كل ذلك اعتبرتها غير مقنعة أو مبررة لعزوف الشباب عن الزواج. ولكن الوالد حسين أسكتنا جميعاً من خلال قوله أنه بعض الصحف في بعض الدول تنشر إعلانات لناس يطلبون الزواج وفق شروط تكون متوفرة لمن يريد التقدم للزواج من صاحب أو صاحبة الإعلان وقد اختتم نقاشنا بقوله أنه قراء ذات مرة في إحدى مجلات المرأة في دولة غربية يقول الإعلان أن سيدة أعمال في الثانية والخمسين من العمر لها نشاط اجتماعي ولديها مصنع ثياب ليست بجميلة جداً ولكن سلوكها مستقيم ومستعدة أن تضحي بكل شيء من أجل أن تحصل على شريك لحياتها "زوج". كما قراء إعلان آخر لفتات في السابعة والعشرين من العمر أكملت الدراسة الجامعية موظفة محدودة الدخل وذات جمال وأخلاق ولديها استعداد للزواج فمن يتقدم لها عبر الإعلان وجميعهم طلبت أن يكون حسن المظهر ذات أخلاق ومؤدب وأن إمكانياته ليست مهمة.و بعد أسبوعين من نزول الإعلانين وصل إلى الصحيفة أو المجلة مئات الخطابات جميعها يطلب أصحابها الزواج من سيدة الأعمال بينما الفتاة الجميلة الموظفة الشابة لم يصل لها إلا ثلاثة خطاب مواصفات أصحابها لا تنطبق على مطالبها بأي حال من الأحوال. والله من وراء القصد.
