علي الصباحي
عندما تتأمل في أي دعاية إعلانية لشركة ما أو جهة ما أهلية كانت أو حكومية تظن أن هذه الجهة صاحبة الإعلان تقدم لك ( أرقى) الخدمات و( أفضل ) التسهيلات و(أدنى التسعيرات!!!
فعلى سبيل المثال عندما تشاهد أو تسمع عن إعلان لناقل جوي ( طيران) أي طيران كان تجد الإعلان مكسو بعبارات مثل (نقدم لك أرقى الخدمات وأفضل التسهيلات!! وتلمس الراحة فاستمتع بسفرك معنا بسعر اقل ... فبادر للحجز عبر طيران ....!!) كلمات جذابة وعرض مغري- طبعا عبر الإعلان- فقط- وبلاشك أن هنالك شركات طيران صادقة أو شبه صادقة بإعلانها ..
ما أريد أن أتوصل إليه هو ماحدث ظهر أمس لأحد المسافرين ( يمني) من صنعاء إلى مملكة البحرين الشقيقة عبر طيران ( الجزيرة ) من موقف لا يتماشى مع أطروحات هذا الطيران !!
بداية القصة اتصل بي الأخ العزيز الأستاذ يحي طاهر المريسي (مدير احد المصانع في الشقيقة البحرين )وطلب مني أن أرسل إليه بعض ( الأشياء ) فقمت بتوفيرها واتصلت بالاستعلامات للاستفسار عن اقرب رحلة ستتجه إلى البحرين فقيل لي أن اقرب رحلة ستكون على طيران ( الجزيرة ) ظهر السبت , المهم أنني توجهت إلى مطار صنعاء الدولي لإرسال ما طلبه مني صديقي المريسي وبعد دخولي الصالة لأبحث عن من سيحمل معه (الأغراض) فوجدت فتا يافعا ربما لايتجاوز عمره أل(16) عاما فسألته عن وجهته ثم طلبت منه أن يوصل ما احمل من أغراض إلى السيد المريسي في البحرين فوافق على طلبي فحملت معه بعض أغراضه( كون والده ذهب عنه) وتوجهنا معا إلى (جهاز الوزن)وإثناء إجراء عملية الوزن طلب منه الموظف أن يدفع مبلغا وقدره 4500ريال لان لديه ( 3كيلو جرام زيادة!!) عن الوزن المقرر لكل مسافر !!!( وطبعا الأشياء التي حملها مني لم تدخل ضمن الوزن كونه سيحملها معه في الطائرة لخفت وزنها).
رأيت الولد يلتفت يمنة ويسرة وقد تغير لون وجهه فسألته عما انتابه فقال ( ماعندي ولا ريال واحد ووالدي ذهب ) فطلبت من ( الموظف) مساعدة هذا الشاب كون الوزن ( الزائد) بسيط جدا وفي الوقت نفسه الولد لا يملك أي مبلغ في حوزته فرفض وقال عليه أن يدفع المبلغ والاعليه أن( يسحب أغراضه ويرجع!!) فطلبت منه إبلاغ المسؤول عنه بالموضوع فأشار إلى شخص كان واقفا خلف الموظفين فناديته وأخبرته بوضع المسافر وكمية الوزن ( الزائد) وطلبت ( تسهيل) أمر المسافر كونه لا يملك شيئا من المال !!!تخيلوا كيف كان رد صاحب - السعادة- المدير حيث قال وبالحرف الواحد عليه أن يدفع !!!!
وقفت مليا أشاهد الفتى الصغير ووضعه المحرج ( لايملك شيئا من المال يدفعه للوزن الزائد -ولا يوجد لديه تلفون يخبرا باه الذي تركه ورجع إلى صنعاء والوقت ضيق ) !! وتذكرت في هذه اللحظات العبارات التي ترافق الدعاية الإعلانية التي لا تمت حروفها إلى الواقع بصلة وان تلك الكلمات المنمقة ( تسهيلات مريحة - خدمات راقية - راحة واطمئنان ....الخ) ماهي إلا سراب في سراب !!! فقررت إنهاء معاناة( المواطن) الشاب وقفلت راجعا إلى المدينة وقد ارتسمت في فكري وخيالي صورة مشوهة للغاية عن هذا الناقل أو ما يسمى ( طيران الجزيرة ) وذلك جراء ما حدث من تصرف غير إنساني وكان الله في عون المسافرين على ذات الناقل !!!
ختاما الجميع يتمنى من مجلس دارة ( طيران الجزيرة ) أن يتلاشى مثل هذه الأخطاء والتصرفات التي من شأنها- إن استمرت- الإضرار بسمعة هذا الطيران الذي طالما ولج ميدان الربح والخدمة لبني البشر , ونحن على ثقة أن المسؤلين الكبار على هذا الطيران لن يرضوا بتاتا عن أي تصرف في أي مكان كان يمس في سمعة الأسطول المذكور, والله من وراء القصد .
Alsabahi77@hotmail.com