محمد أمين الداهية
هل يحق لأي شخص كان أن يبني حياته ويؤمن مستقبل أولاده على حساب الوطن وبقية أبناء الشعب سؤال مباشر لكن الإجابة عليه معروفة ولا تستدعي الارتباك أو التفكير ، حتى من يتميزون بهذه الصفات التي تضمنها السؤال، يعرفون الإجابة وسرعان ما يلفظون حرف النفي "لا" وكلهم يقيناً وإدراكاً بأنهم يقولون ما لا يفعلون ، تعلقت الآمال بعد الله عز وجل بهيئة مكافحة الفساد إلى حد كبير لكن هذه الهيئة والتي لا نشكك أبداً برئيسها وأعضائها. لم تستطع إلى الآن أن تحقق النجاح الذي كنا نتوقعه. لا ندري ما هي الأسباب، وهل تكمن في الهيئة سواء الأجهزة الأمنية أم السلطة القضائية المهم أن الفساد ما زال قائما. حتى أننا عجزنا عن تصنيف الأدعية الغير مأثورة طبعاً التي يتبرك بها المفسدون لتقيهم من أن يقعوا يوماً تحت المساءلة القانونية والمحاكمة العادلة.
اذا كان الكل يدرك بل ويجمع أن ما أوصل الوطن إلى هذا المستوى وجعله عرضة للانتهازيين هو الفساد والمفسدين هؤلاء الذين يعتبرون الوجه الحقيقي للخونة أصحاب المشاريع التخريبية الداعية لتجزئة الوطن، وإلحاق الأذى والضرر والقتل والاقتتال بين أبناء اليمن الواحد من خلال المناطقية ومبادئ الحقد والكراهية التي تزداد تجذرا ورسوخاً وتتسع إنتشاراً بشكل ملحوظ لا يخفى على أحد إلى متى سنظل نشكو من داء الفساد، ونحن نرى ضعفاً في مكافحة هذا الداء وإلى متى سيظل المفسدون يعبثون بهذا الوطن مستغلين الأوضاع القائمة بكل بجاحة ومن أدنى مبالاة بمصير وطن يدمرونه وشعب يسيرون به نحو الهلاك، حتى غالبية الناس أصبحوا اليوم يلجؤون إلى الأساليب الانتهازية والاستغلالية إزاء أي مطالب حقوقية، ولا أدري هل بقصد أو دون قصد يرسلون برقياتهم إلى الجهات المعنية المختلفة بإنه إذ لم يتم الإصغاء لهم وحل مشاكلهم في أسرع وقت ممكن فسيضطرون إلى أن ينضموا إلى معاول الهدم التي تنهش في جسد هذا الوطن وكأن الوطن ووحدته هما المسؤولان الأولان عن أوضاع الناس وكأن الوطن هو الفساد بعينه ولا بد من استئصاله والقضاء عليه ، لماذا أصبح البعض بهذا المستوى من التفكير، ولماذا يصرون على أن يحشدوا قواهم على ما لا يحق لهم الاحتشاد والتجمع عليه، هل وصل الضعف بهؤلاء البعض من الناس إلى هذه الدرجة، لماذا لا يتم التعامل مع الواقع كما هو، لماذا لا يتم تبني المطالب والحقوق والمطالبة بها بالطريقة الوطنية المسؤولة والجادة، أليس من الصح أن نبتعد عن لوم الوطن وانتقاده والوقوف في وجهه وأن نجعل ذلك في وجه الفساد والمفسدين وبطريقة سلمية قانونية وأن نعمل يداً واحدة، على نصرة هذه المطالب والحقوق. أليس ذلك أفضل من الاعتداء على الوطن وإقلاق الشعب؟!.