;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «37» 775

2009-07-12 03:38:44

التنسيق المسبق ليلة عملية الإغارة

كان من العوامل التي ساعدت على إنجاح عملية الإغارة السابق ذكرها هو ذلك التنسيق المسبق بين قوات الصاعقة والكلية الحربية على أساس أن تكون عملية الإغارة على موقعين للعدو حيث تم الاتفاق على أن تقوم الصاعقة بعملية الإغارة على مواقع القلفان وأخذ الأسلحة منها بينما يقوم طلاب الكلية الحربية بعملية الإغارة في اتجاه سلسلة براش من اتجاه الجنوب والشرق.

وبالرغم من عدم تحقيق ذلك إلا أن النجاح كان حليف طلاب الكلية الحربية، بينما تعثرت عليه الإغارة لقوات الصاعقة والذين قاتلوا باستبسال إذ أن المواقع التي تحركوا نحوها كانت مركزاً لتجمع قوى الملكيين والمرتزقة والتي يمكن اعتبارها مواقع ثابتة لهم وأستمر القتال بين قوات الصاعقة وأعداء الوطن لما يزيد عن ثلاث ساعات استشهد خلالها الملازم / عبده قاسم أحمد والذي كان يتمتع بالشجاعة والإقدام وكانت له مواقف عديدة تشهد ببطولته.

وبعد أن عزز الملكيون مواقعهم تم انسحاب قوات الصاعقة بدون تحقيق أهدافهم في السيطرة على الأسلحة.

إلا أن ذلك لم يؤثر على المعنويات التي كانت في ارتفاع مستمر بين أفراد القوات المسلحة والأمن ومجاميع المقاومة الشعبية لتتحول المعركة من الدفاع مع بداية الحصار إلى الهجوم الذي رافقه تساقط مواقع الأعداء موقعاً تلو الآخر واستيلاء قوات الثورة على أسلحة الأعداء من المرتزقة والمغرر بهم.

قرار خاطئ ومتسرع.. ومشاهدة مثيرة

بعد تلك المعركة وبينما تدور معارك أخرى في بقية الاتجاهات المحيطة بصنعاء، قمنا بجمع الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها ومنها مدفع أمريكي عيار "75ملم" كما تم أسر الفرد الحارس للمدفع وتم إيصاله إلى الإذاعة وعندما وصل خبر ما حدث إلى المرحوم الفريق/ حسن العمري أصدر توجيهاته بإرساله إلى وزارة الداخلية والتحقيق معه بهدف الحصول منه على معلومات يمكن الاستفادة منها.

وكان ذلك الفرد ينتمي إلى بني بهلول ويدعى/ خجيف، والذي اتضح وجود صلة قرابة بينه وبين الرامي على المدفع الذي يحمل نفس اللقب "خجيف" وبعد التحقيق معه أتضح بأن المعلومات التي أدلى بها لم تكن هي المعلومات التي يهدف الفريق العمري الحصول عليها ، إذ لم يكن ذلك الشخص ملماً كثيراً إلى المعلومات فقد كان مكلفاً بالحراسة للمدفع أثناء غياب الرامي أو خلوده للنوم فقط، وذلك خلافاً لتلك التوقعات بأهمية ذلك الشخص وحساسية معلوماته التي كان الأفراد بالداخلية يهدفون بالحصول عليها وسرعة إيصالها كمعلومات جديدة إلى الفريق العمري كما أوهموه بذلك قبل التحقيق ، وعند اكتشافهم لذلك قاموا بتبرير الموقف للعمري بأن ذلك الرجل شديد وملتزم ولذلك لم يدلي بأية معلومات.

واللبس الذي حدث هو أن الجميع ظنوا بأن الحارس هو الرامي على المدفع ومن المؤكد أن لديه معلومات هامة.

وأن ذلك الحارس كان يجهل دور المدعو الحسن بن الحسين عندما وجهت إليه بعض الأسئلة عن الملكيين ومن معهم من المغرر بهم وذلك ما دفع الفريق العمري إلى المزيد من الشك في المعلومات غير الواضحة الناتجة عن التحقيق، ومن ثم التوجيه إلى وزارة الداخلية من جديد لإرغام ذلك الرجل لإعطاء معلومات مهمة أو مواجهة الموت في ميدان التحرير.

ومما يثير الدهشة والاستغراب هو ما حدث أثناء تنفيذ حكم الإعدام في ميدان التحرير، حيث سبق ذلك الرجل إلى وسط الساحة التي احتشدت حولها جماهير كثيرة وكنت أنا واحداً ممن حضروا ذلك الموقف.

وبعد أن القي ذلك الرجل على بطنه إذ بمجموعة من الرصاص أطلقها الشخص المكلف بإعدامه تستقر في جسده ووسط ذهول الجميع يتكئ ذلك الرجل على يديه وركبتيه رافعاً رأسه إلى الأعلى ويتلفت يميناً وشمالاً محدقاً بنظرة في وجوه من حوله وكأنه يتعرف عليهم فرداً فردا متجاهلاً ذلك الرصاص الذي اخترق أحشاءه ثم يعود إلى وضعه السابق وتنطلق رصاصات أخرى من فوهة بندق من كلفوا بإعدامه وتستقر في جسمه من جديد ويتكرر ما حدث منه في المرة السابقة وتنطلق رصاصات أخرى ولكنها هذه المرة موجهة إلى الجهة اليسرى من ظهره وتستقر في قلبه حيث فارق الحياة على إثرها بعد أن واجه حكم إعدام قاس مصدره الانفعال والتسرع في اتخاذ القرار.

وكانت ردود الفعل متباينة إذ كان يردد البعض بأن ما حدث كان دليلاً على براءة ذلك الرجل، ووصفة البعض الآخر بأنه يحمل ما يسمى "بالأسحار والأحراز" كان يمنحها النظام الإمامي بالنسبة لي شخصياً فقد كان شعوري بأن ذلك الرجل لا ذنب له وقد سيق إلى ساحة الإعدام ظلماً وذلك هو التفسير الوحيد لتلك المشاهد المثيرة.

ولا أحمل ما حدث للمرحوم الفريق/ العمري وحده ، ولكن يتحمل عبء ما حدث أولئك الذين أدلوا له بمعلومات غير صحيحة ومنافية للواقع وما ترتب على ذلك من التعجل في إصدار حكم الإعدام.

وعودة إلى مجموعة الأسرى عقب الإغارة فعند وصولنا إلى موقع المرماحة كنا على معرفة به بحكم أننا من منطقة واحدة وطلبت منه تعريف دفعة ا لأسرى الثالثة التي أتضح أنهم من القرى المجاورة.

ونتيجة لتواجد الأسرى عندنا، فقد كان بعض الزملاء يرغبون في معرفة معلومات جديدة عن طريق سؤال الأسرى وبالأخص الأسير/ أحمد هميل، لقدرته على المحاورة حيث كانت ردوده توحي بأنه من أنصار الجمهورية وأنه مع الثورة وما عليهم إلا التأكد مني وكان يشير بيده نحوي على أمل إنقاذه من الموقف الذي هو فيه، معتقداً أن بمقدوري تخليصه من الأسر تلك الساعة.

وللمزيد من التوضيح فإن عملية الأسر في الإغارة أعقبها الاستيلاء على كل ما كان في الموقع من أسلحة منها مدفع عيار "75" ورشاش عيار "50 بوصة" وآخر عيار "30 بوصة مع الذخيرة التي كانت في حوزتهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد