علي منصور مقراط
منذ انتهت المسيرة والاحتفال الجماهيري الكبير والحاشد الذي شهدته محافظة أبين بمناسبة الذكرى ال15 ليوم النصر الوحدوي العظيم 7 يوليو استقبلت شخصياً سيلاً من الاتصالات الهاتفية التي جاءتني من العديد من محافظات الجمهورية لأصدقاء وزملاء وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية ونشطاء وسياسيون في المعارضة والحاكم وهي عبارة في مضمونها عن ردود أفعال أمام المشهد الاحتفالي الكبير الذي لم يكن يتوقعه البعض بذلك الحشد الجماهيري الهائل الذي تميزت وتفردت به بوابة النصر الوحدوي محافظة أبين كما أسماها فخامة الرئيس الصالح بعد حرب الدفاع عن الوحدة صيف 94م لدورها الشجاع في التصدي لقوى الردة وإسقاط مشروعها الانفصالي السيء حيث أراد المتآمرون إعادة وضع اليمن إلى مربع التشطير البغيض.
والحاصل أن المتكلمين كانوا متناقضين في قناعتهم ومزاجهم كلاً حسب اتجاهاته السياسية والوطنية فمنهم من عبر عن سعادته الغامرة ومباركته لهذه المحافظة وهي بخروج الآلاف من أبنائها الذين جاؤوا من أقصى مناطقها الريفية البعيدة طواعية الاحتفال بهذا العيد المجيد وليؤكدوا أن أبين كانت وما زالت في قمة الوفاء والعهد الصادق للوحدة والقيادة التاريخية لليمن بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح ولعظمة تلك المشاركة الكبرى أنهم وجهوا رسائل شديدة اللهجة لعناصر ما تسمى بالحراك الجنوبي التي فاجأتها جماهير أبين بموقفها الحديدي الغير متوقع باصطفافها حول الوحدة. . فيما حاول المحبطون والمأزومون من المتكلمين التقليل من ذلك الحدث الاستثنائي الذي خرجت به أبين أمام العالم لتؤكد وقوفها بالمرصاد لدعاة التفرقة والتمزق والتشطير واستعدادها لتجديد مواقفها المشرفة مثلما كانت في 94م. .
والثابت أن الكلمة القوية للمحافظ القوي م. أحمد الميسري أمام الجماهير المحتشدة كانت بحجم المناسبة وليس بغريب أن مسؤول مثقف وسياسي يرتجل خطابه بتلك الدقة والمعاني البليغة في لحظة تاريخية هامة والذي لفت الأنظار وهو يوجه رسالتين هامتين في منعطف تاريخي خطير وحساس الأولى للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح مفادها أن محافظة أبين ليست ملكاً لأحد. .
أنها مع الوحدة والرسالة الأخرى وجهها المحافظ إلى المرجفين والقوى التي تعيش ما وراء البحار ونقول لهم أرفعوا أيديكم عن هذه المحافظة والمحافظات الجنوبية والشرقية يكفي عبثا ما عانت هذه المحافظة لتوليكم الحكم لفترة طويلة عانينا منها الويلات. .
بقي القول أنني أكتب هذه المادة الصحفية عن مهرجان الوفاء لمحافظة أبين وما زلت متألماً ومتأسفاً لما تعرض له المناضل الوطني الوحدوي والإعلامي المخضرم والسياسي البارز الأستاذ القدير محمد الحاج سالم شحيري مستشار محافظة أبين ومدير إعلامها ورئيس منتدى الوحدة ومشرف الموقع الإلكتروني الأخبار ي"أبين برس" من اعتداء آثم قبل انطلاقة مسيرة ومهرجان أبين والذي كان أي الزميل الحاج من القيادات التي عملت بأقصى الجهود وبكل تفاني وإخلاص لا حدود له لإعداد المهرجان 7 يوليو ونجاحه بذلك المستوى الرفيع المشرف. . ويبدو أن ذلك العدوان الذي طال الرجل الستيني المسالم الذي لا يملك من حطام الدنيا إلا رصيده الوحدوي المشهود هو اثمن مواقفه العظيمة في مقارعة العناصر الانفصالية الموتورة التي حاولت أن تستقبل تلك الحادثة لتشفي برجل الكلمة الشريفة محمد الحاج سالم. . ونحن إزاء ذلك ندين ونستنكر بشدة ما تعرض له هذا المناضل المجاهد الذي حاول من تطاول عليه أن يكسر شوكة هامة وطنية وإنسانية فإننا نقول من المستحيل أن ينكسر من أمثاله وسيظلون واقفين بهامات عالية وبرصيد عظيم ولن يموتوا إلا كما الأشجار المثمرة التي تموت وهي واقفة. . وهنيئاً لأبين ولكل الوطن والله الموفق.