;

انتظر حظك!! 959

2009-07-12 03:40:34

عصام المطري

انتظار الحظ بروية وهدوء يبعث الأمل في النفس ملامح ومعالم السعادة الحالمة ، ويوقظ الإحساس نحو جمال الحياة، وعفة المستقبل الآتي، بدلاً عن الإنكباب على الذات، وتوحش الآتي، والقلق مما هو موجود ، فما عليك إلا أن تظن الظن الحسن بالله عز وجل، وانتظر منه جزيل الثواب في الدنيا والآخرة، وتحسس في زوايا قلبك عن الغفلة واطردها بذكر الله عز وجل واسع المغفرة، وامض في حال سبيلك موقداً لشمعة السعادة التي لا يستطيع على إطفاءها سير القلق والتوتر الاكتئاب .

أنتظر حظك ، واستقم كما أمرت، وتوكل على الله القوي القدير، واعزم العزمة تلو العزمة على تغيير واقعك، وغيّر ما بنفسك بتغيير واقعك ، أوما علمت أن الله سبحانه وتعالى يقول في آي الذكر الحكيم : أن الله لا بتغيير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، ولا تأبى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تدخل الجنة ، فالرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحديث النبوي الشريف: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قلنا : ومن يأبى يا رسول الله ، قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"، فلا تعصي رسول الله حتى تفز بالسعادة في الدار الآخرة وتدخل الجنة، والزم صراط الله المستقيم ، وتحرر من الذنوب والآثام والمعاصي، وحاذر من الخلوة، فما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، وأحسن إلى والديك ، وإن كنت في غربة فكن أنت المبادر إلى الاتصال لتنال طاعتهما ، وجزيل دعواتهما.

إنتظر حظك ، ولا تقلق أو تخف ، واستعن بالله ولا تعجز، وكن مؤمناً قوياً لأن ذلك أحب إلى الله قال النبي والرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأبلغ التسليم في الحديث النبوي الشريف الصحيح : "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز"، واهجر المعاصي وانتظر حظك ، ولا توقد فرناً في صدرك من العداوات والأحقاد وبغض الناس وكره الآخرين، فإن هذا عذاب دائم ، وكن مهذباً في مجلسك، صموتاً إلا من خير ، طلق الوجه ، محترماً لجلسائك ، منصتاً لحديثهم ولا تقاطعهم أثناء الحديث، ولا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح، فإياك والوقوع في أعراض الناس وذكر مثالبهم والفرح بعثراتهم وطلب زلاتهم ، واعلم أن المؤمن لا يحزن لفوات الدنيا ولا يهتم بها ، ولا يرهب من كوارثها لإنها زائلة حقيرة.

انتظر حظك ، واهجر العشق والغرام والحب المحرم فإنه عذاب للروح ومرض للقلب ، وافزع إلى الله وإلى ذكره وطاعته ، واعلم أن إطلاق النظر إلى الحرام يورث هموماً وغموماً وجراحاً في القلب ، والسعيد من غض بصره وخاف ربه، واحرص على ترتيب وجبات الطعام ، وعليك بالمفيد واجتنب التخمة ولا تنم وأنت شبعان ، واعلم أنه إذا اشتد الحبل انقطع ، وإذا أظلم الليل انقشع ، وإذا ضاق الأمر اتسع ولن يغلب عسر يسرين.

إنتظر حظك وتفكر في رحمة الرحمن ، غفر لبغي سقت كلباً وعفا عمن قتل مائة نفس، وبسط يده للتائبين ،ودعا النصارى للتوبة، واعلم أن بعد الجوع شبع ،وعقب الظمأري ، وإثر المرض عافيه ، والفقر يعقبه الغنى ، والهم تتلوه السرور هذه سنة ثابتة ،وحاول أن تتدبر سورة "ألم نشرح لك صدرك" وتذكرها عند الشدائد، وأعلم أنها من أعظم الأدوية عند الأزمات.

إنتظر حظك ، ولا تغضب وإذا غضبت فاسكت وتعوذ من الشيطان وغير مكانك وإن كنت قائماً فاجلس وتوضأ وأكثر من الذكر ،ولا تجزع من الشدة فأنها تقوى قلبك ، وتذيقك طعم العافية ، وتشد من أثرك وترفع شأنك ، وتظهر جدك، واعلم أن العمل الجاد وأعلم أيضاً أن السعادة شجرة مأواها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة.

انتظر حظك، وأعلم أن من عنده أدب جم، وذوق سليم ، وخلق شريف ، أسعد نفسه ، وأسعد الناس ونال صلاح البال والحال، وروح على قلبك فإن القلب يكل ويمل، ونوّع عليه الأساليب، والتمس له فنون الحكمة وأنواع المعرفة،واعلم أن العلم يشرح الصدر ويوسع مدارك النظر،ويفتح الآفاق أمام النفس ففرج من همها وغمها وحزنها وإلى لقاء يتجدد والله المستعان المسدد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد