كروان الشرجبي
منذ الصغر تتلقى فتياتنا مفاهيم وتصورات ومقاييس ومواصفات لفارس الأحلام، ويتوقعن أن يعشن في عالم وردي يملؤه الحب مع زوج صالح كثير الحب والحنان والرحمة وتتحرك مخيلتهن إلى أبعد من ذلك قليلاً، حيث يحلمن بأن يكون وسيماً وغنياً وهذا طبعاً تأتي به وسائل الإعلام من خلال عرضها للمسلسلات الرومانسية هذا بالنسبة للفتاة الحالمة.
أما بالنسبة للزوجة القابعة في المنزل أو العاملة في وظيفتها فقد تعتقد أن زوجها لا يحبها ولا يرغب بها كزوجه لماذا؟ لأنه لا يسمعها معسول الكلام كما يفعل ذاك الممثل في مسلسل كذا وكذا فهي تريد من زوجها أن يعطف ويجامل ويحب ويعفو ويعطي ولا يمن، لأن الحياة دائماً ليست مثالية والأزواج بشر يصيبون ويخطئون يحبون ويسأمون ويملون ويغضبون فإن الزوجة تبدأ بمقارنة زوجها بالزوج الذي تحتفظ به في خيالها.
وإذا اختلطت بغيرها من الزوجات سمعت منهن بعض الكلام تبدأ بالمقارنة وتلوم حظها العاثر وربما تحسد هؤلاء الزوجات اللاتي يتحدثن ويقلن أنهن سعيدات، وأحياناً كثيرة تقارن الفتاة زوجها بالآخرين حين يكون مقصراً فالفتاة التي تنشأ في منزل يقوم فيه والدها بكل مسؤوليات الزوج لابد لها أن تقارن بينه وبين والدها فهنا لا أحد يلومها.
إن النساء جلساتهن كثيرة وأثناء ذلك يخضن في سيرة أزواجهن فإذا كنتِ غير قادرة على سماع مثل هذه الكلام لأنه يضرك فعليكِ الابتعاد عنهن والمكوث في المنزل أو عليك الحضور ولكن إياكِ والمقارنة بين ما يقال وبين زوجك لأن المقارنة في كثير من الأحيان تؤدي إلى عدم الرضا بالواقع وتجعل المرأة تطالب الرجل بأمور فوق استطاعته لذا عليك التكيف مع الوضع الذي يعيشه لأن عدم التكيف يدفع المرأة لافتعال النزاعات والخلافات مع شريك حياتها نتيجة لشعورها بالتذمر والاستياء في حياتها الزوجية.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM