كروان الشرجبي
كلنا نسمع عن الجندي المجهول ذلك الجندي الذي يعمل بصمت دون أن يعلم به أحد وهو أيضاً ذلك الجندي الذي يضحي بنفسه في معركة ما من أجل وطنه فلا يعثر عليه ومن أجل ذلك تعمل الدول على تكريم كل جندي مجهول ساهم بشكل أو بآخر في حماية وطنه.
لا تستغربوا من هذه المقدمة لأني بدأتها عن الأموات ولكن اسألوا أنفسكم هل هناك جنود مجهولون يعملون بجد وبصمت وبتفان ولا يعلم بهم أحد؟
أجيب أنا وأقول نعم يوجد لأني شاهدتهم بنفسي وهم يعملون بهمة ونشاط وينجزون أعمالهم بشكل سريع وبتفانٍ وأنهم يعملون في إدارة الأحوال المدنية فرع عدن هؤلاء هم من أطلقت عليهم الجنود المجهولين، لأني وقبل فترة فقدت بطاقتي الشخصية وكان لابد من استخراج بدلاً لها وكان ذك وذهبت إلى هناك بعد أن تقدمت بإعلان في الجريدة، فوجدت أن هؤلاء الجنود هم بحق يعملون بصمت وبروح التعاون فإذا ما شاهدت الازدحام الموجود يخيل إليك أن هذا عمل متراكم لعدة أسابيع أو أشهر، ولكن ما إن تبدأ بالوصول إليهم تلاحظ أن هذا الازدحام هو عمل يومي فذاك يأخذ استمارة وآخر يذهب إلى قسم التصوير وآخر في قسم الكمبيوتر وآخر يستلم بطاقته ومن شدة الازدحام يخيل للمرء أنه في خلية نحل فالكل يعمل دون توقف.
قد أكون أطلت عليك ولكني اسعد عندما أجد ظاهرة إيجابية فأجد نفسي أتغزل بها رغماً عني ربما لأنها تكون نادرة الحدث فقل ما نجد ظواهر إيجابية.
ولكن لفت انتباهي شيء عندما صعدت إلى الأعلى في قسم الكمبيوتر وقسم التصوير وهذه الأقسام بها أجهزة حساسة وباهظة الثمن وأجهزة للتكييف التابعة لها لا تعمل فهي موجودة ولكن دونما فائدة فالكل يعرف جيداً أن الحر سيتلف الأجهزة الكهربائية ولا يجعلها تعمل بشكل سليم ووجود المكيفات يساعد على إطالة عمرها وعدم تعرضها للتلف حتى على مستوى الإدارة في الأسفل لا وجود للمكيفات فعلى الرغم من ذلك العمل يسير بانتظام وسط أجواء شديدة الحرارة والرطوبة.
ماذا لو تكرمت رئاسة مصلحة الأحوال المدنية مشكورة بتوفير المكيفات فإن ذلك سيكون لصالح العمل ويصب في مصلحة العمل أولاً فلن يكون هناك استمارات تبلل من العرق، ولا أجهزة تتوقف عن العمل بسبب الحر الشديد، وأنا هنا ليس لي حق التدخل ولكنه من باب الحرص الشديد لا أقل ولا أكثر. <
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM