محمد أمين الداهية
عندما يتآمر ظلام الليل الدامس على نور الفجر الساطع مستغلاً الانفلات الأمني والأوضاع القائمة المتمثلة بالتوتر الملحوظ بين الحكومة التي عجزت عن أن تقاوم الحجج التي يتم رشقها بها وأبرزها الفساد ، وبين المعارضة التي وكأن لسان حالها يقول "عصيدتك يالحزب الحاكم متنها" وانتوا يالشعب لكم الله ، أما نحن فواجبنا أن نلزم الحياد مع الميل "البسيط "مع الثوابت الوطنية ، والتي نرى بعض أحزاب المعارضة تدافع عن الثوابت الوطنية لكن بطريقة إلقاء اللوم على السلطة والحزب الحاكم عموماً وكأننا نعيش فترة منافسة انتخابية ، يتحتم على كل طرف الظهور بمساوئ الآخر ن ونسوا أن هناك وطنا يستهدف وشعباً يغرر ببعض فئاته المختلفة لخلق ثقافة الكراهية وإشعال نار الفتنة تحت مؤثرات العنصرية والمناطقية.
ما حصل لأبناء القبيطة في منطقة حبيل جبر "الدل" محافظة لحج والذين لقوا حتفهم بطريقة إجرامية بشعة لا تمت لديننا الإسلامي وعادات وتقاليد الشعب اليمني بأي صلة ما تعرض له أبناء القبيطة الأربعة عملاً إجرامياً جباناً لا يتشرف الرجال الأبطال الذين يتبنون قضية ما ومقتنعين بقضيتهم ، فأعمال الغدر الجبانة لا تدل إلا على مدى الضعف والمعرفة التامة لدى العامة بأنهم يتبنون قضية غير عادلة ضد الوطن والإنسانية.
لم يعرف أبداً في تاريخ القيم والمبادئ اليمنية نكث العهد أو الغدر بمن أعطى الأمان مهما كانت الأسباب والدواعي والمبررات للنيل من منح الأمان بل على العكس يتم إكرامه والحفاظ على حياته خشية العار الذي ستتعرض له القبيلة وحتى لا يقال قبيلة كذا غدرت بمن أعطته الأمان وقتلته في حماها ، لست هنا لأسرد قيم ومبادئ وشيم اليمنيين فاليمن الأصيل أعرف الناس بذلك ولا يحتاج إلى من يعرفه بقيمه وشيمه ، ما يتطلب منا جميعاً قيادة وشعباً أحزاباً سياسية ومنظمات مجتمع مدني وقفة وطنية جادة إزاء ما يتعرض له الوطن والشعب من مؤامرات خطيرة، وما حادثة حبيل جبر وقتل أبناء القبيطة إلا بداية حقيقية لجر أبناء اليمن نحو المناطقية وعمليات الثأر لتتسع الدائرة فيما بعد لا سمح الله إلى حرب أهلية، ليذهب بعد ذلك الأمن والأمان أدراج الرياح وتصبح عواصم المدن أنسب الأماكن لعمليات الثأر والقتل والاقتتال لا بسط الأسباب المتمثلة بالمناطقية ، تحية إلى أبناء القبيطة الأبطال الذين نعرف تماماً أنهم لن ينجروا أبداً إلى ثقافة المناطقية ولكن في الوقت نفسه ما سييثبتهم على ذلك اهتمام الأجهزة الأمنية والقيام بواجبها تجاه القتلة والمعتدين فصبراً جميلاً يا أبناء القبيطة والله المستعان على ما يصفون.<