;

هل ينجح الدرع الصاروخي في مواجهة التهديد الإيراني؟ 863

2009-07-14 03:45:36

صحيفة "واشنطن بوست

منذ إعلان الولايات المتحدة عن خطتها الخاصة بنشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي بأوروبا الشرقية لم يهدأ الجدل المثار حول القضية، وقد صعدت الزيارة التي قام بها الرئيس "باراك أوباما" إلى روسيا من حدة هذا الجدل.

وتحت عنوان "دفاع ضد تهديد حقيقي" نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالاً لاثنين من أبرز المحللين السياسيين وهما "تري أوبرينج"، و"إريك إيدلمان" عرضا من خلاله أهم ملامح الخلاف حول برنامج الدرع الصاروخي، وكذلك رؤيتهما لمدى أهمية نشره في أوروبا الشرقية.

وفيما يلي نعرض نص المقال، وجاء فيه:

أصدر معهد "إيست ويست" في نهاية مايو الماضي دراسة أعدها "خبراء" أمريكيون وروس بشأن التهديد الصاروخي الذي تمثله إيران؛ وانتهت الدراسة إلى أن التهديد "ليس وشيكًا، كما أن نظام الدرع الصاروخي الأمريكي المقترح حاليًا لن يكون فعالاً على أية حال في التصدي له". في اليوم التالي لذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي"روبرت جيتس" أن إيران على ما يبدو قد اختبرت صاروخًا متعدد المراحل يستخدم الوقود الصلب ويبلغ مداه بين 1200 إلى 1500 ميلاً ما يضع معظم أوروبا في حدود نطاقه.

إن ما يبدو من إعادة انتخاب الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" والتزامه الذي كثيرًا ما أعرب عنه بشأن السعي لامتلاك قدرات صاروخية نووية وباليستية، يؤكد على أهمية منظومة مواقع الرادار، والصواريخ الاعتراضية الدفاعية في شرق أوروبا التي اقترحتها الولايات المتحدة. غير أن منتقدي الخطة عادة ما يثيرون الأسباب التي طالما تذرع بها المسئولون الدبلوماسيون ومسئولو الدفاع الروس أثناء جولات من الحوار الدبلوماسي الأمريكي - الروسي خلال عامي 2007 و2008، كان من بينها لقاءين جمعا بين وزراء خارجية ودفاع الجانبين.

وهذا الاتجاه يسير كما يلي: ليس هناك تهديد صاروخي إيراني واسع المدى في المستقبل القريب؛ كما أن النظام الأمريكي المقترح لا يمكنه على أية حال التغلب على مثل ذلك التهديد، وبدلاً من ذلك فإن نشر هذا النظام في أوروبا من شأنه أن يهدد الرادع النووي الروسي.

وهذه الأسباب القاصرة ليست مقنعة على الإطلاق.

ولفت رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الفريق "باتريك أوريلي" مؤخرًا الانتباه إلى التقدم الإيراني في إطلاق الصواريخ والتحول من استخدام الوقود السائل إلى الوقود الصلب؛ وهو التقدم الذي يقر به أيضًا العديد من منتقدي الخطة.

وكان تقرير صدر في أبريل عن المركز الوطني للاستخبارات الجوية والفضائية قد أشار إلى أنه "بمساعدة أجنبية كافية، قد تتمكن إيران من تطوير واختبار صواريخ باليستية عابرة للقارات لديها القدرة على الوصول إلى الولايات المتحدة وذلك بحلول عام 2015".

وقد ألقت شهادة المدعي العام في ولاية نيويورك الأمريكية، "روبرت مورجنثو"، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في مايو الماضي بالضوء على بحث إيران الحثيث عن مثل ذلك النوع من المساعدة. وقد تحدث مورجنثو عن قرار الاتهام الذي وجه في أبريل لمدير أعمال صيني عن تورطه في صفقات مع عملاء لوزارة الدفاع الإيرانية لنقل:

15.000 كيلو جرام من نوع خاص من سبائك الألومنيوم يكاد ينحصر استخدامها في عمليات إنتاج الصواريخ بعيدة المدى.

1.700 كيلو جرام من أسطوانات الجرافيت التي تستخدم في أجهزة التفريغ الكهربائي المحظورة.

أكثر من 30.000 كيلو جرام من صفائح التانجستين والنحاس.

عدد 200 وحدة أسطوانات فارغة مصنوعة من سبيكة التانجستين والنحاس.

19.000 كيلو جرام من مسحوق فلز التانجستين.

24.500 كيلو جرام من قضبان الصلب غير الكربوني (وهو سبيكة فائقة المتانة).

450 طنًا متريًا من القضبان المستخدمة في الأفران الكهربائية.

1.400 طنًا متريًا من الفيرو منجنيز عالي الكربون.

في ذلك الوقت من أبريل وأثناء سير القضية، كان الإيرانيون يتفاوضون كذلك لشراء أجهزة جيروسكوب وأجهزة أكسيليروميتر (التي تستخدم لقياس التسارع)، وكذلك مكونات ضرورية تدخل في إنتاج الصواريخ الباليستية.

إذن هل يمكن للموقع الأوروبي أن يتصدى فعليًا للتهديد الإيراني؟ إن منتقدي فاعلية البرنامج كثيرًا ما يعتمدون على أساليب تحليلية خاطئة. فأنظمة الرادار التي اقترحت الحكومة الأمريكية نشرها بجمهورية التشيك تُستخدم في اختبارات الطيران بالمنطقة الجنوبية من المحيط الهاديء منذ ثماني سنوات، إلا أن منتقدي البرنامج يقللون إلى حد كبير من شأن كفاءة أدائها، حتى من قبل إدخال التحديثات المخططة لها من أجل نشرها. كما أن معارضي البرنامج كذلك لا يدركون القدرات الأساسية لذلك الرادار أو أنظمة الرادار المزمع نشرها في عمليات تحديد، وتتبع، وتمييز الأهداف.

إن الصواريخ الاعتراضية المزمع نشرها في صوامع للصواريخ فوق الأراضي الأوروبية من شأنها أن توفر أسرع وأفضل تكلفة لحماية فعالة من الصواريخ بعيدة المدى التي من المتوقع أن تمتلكها إيران بحلول عام 2015. لقد أثبت برنامج الدفاع الصاروخي جدارته الفنية في اختبارات الطيران؛ اختبارًا تلو الآخر، حيث تم الانتهاء بنجاح من 37 من بين 46 عملية اعتراض في ظروف واقعية منذ عام 2001 عن طريق صواريخ اعتراضية إما على منصات متنقلة أو في عرض البحر أو في صوامع تحت الأرض.

وعلى ذلك، فإن بعد هذه النتائج ليس هناك سبب للاعتقاد في أن نشر عناصر الدرع الصاروخي في أوروبا لن يعمل كما هو مخطط له.

ولطالما كانت المخاوف الروسية بشأن البرنامج من الصعب فهمها. فكيف لعشرة صواريخ اعتراضية بلا رؤوس متفجرة (وهي أقل بكثير من الرؤوس النووية التي نشرتها روسيا حول موسكو) أن تهدد موسكو، إنه أمر عسير فهمه. إن النظام في استطاعته التعاطي مع الأعداد المحدودة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي قد تنتجها إيران، إلا أن الجاذبية الأرضية القوية وعلم الطبيعة يؤكدان أن النظام ليس في مقدوره اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات.

وذكر جيتس مؤخرًا أن تقييم روسيا للتهديد يشهد نوعًا من التغيير وأن البلد أصبح أكثر ميلاً لاعتبار برنامج إيران يمثل تهديدًا. وهو ما سيكون تغييرًا مرحبًا به. ويذكرنا الاختبار الصاروخي الذي أجرته إيران مؤخرًا بأن برنامجها يتقدم بخطى سريعة. إن الولايات المتحدة تقوم بنشر نظام من شأنه أن يمكننا من الدفاع عن امتنا من التهديد المتصاعد؛ لكنه سيكون من غير الحكمة الابتعاد عن الافتراض المتبع منذ فترة طويلة حول كون أمن ودفاع الولايات المتحدة وحلفائنا الأوروبيين مرتبطين ببعضهم البعض. وقد أيد كلاً من "جورج دبليو بوش"- أثناء ولايته الرئاسية- والرئيس الحالي أوباما مواصلة البرنامج طالما كان هناك تهديدًا. وينبغي على الإدارة الأمريكية والكونجرس أن يقدما الأموال اللازمة للمضي قدمًا في هذا المشروع لاستباق التهديد بدلاً من التعامل مع "أحمدي نجاد" وقدرات صاروخية إيرانية فيما بعد.<

تقرير أعده كلاً من الفريق المتقاعد "تري أوبرينج"، الرئيس السابق لوكالة الدفاع الصاروخي من يوليو 2004 وحتى نوفمبر 2008، و"إريك إيدلمان"، وهو زميل بارز بمركز التحليل الإستراتيجي والموازنة، وكان قد شغل منصب وكيل وزارة الدفاع للشئون السياسية وذلك من أغسطس 2005 وحتى يناير 2009م.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد