عصام المطري
تهتم الحكومة اليمنية ببناء الحدائق كونها تعد متنفساً طبيعياً لجحافل المواطنين والمواطنات حيث درج العديد من الناس والعائلات في أمانة العاصمة على الزيارة الأسبوعية لحديقة السبعين التي تعد وبحق منتجعاً سياسياً لطيفاً وللغاية، فالحديقة أي - حديقة السبعين- مترامية الأطراف ، وكبيرة جداً في مساحتها إلا أن القائمين عليها إشرافاً ورعاية ليسوا على درجة كبيرة من المسؤولية، فلقد حضرت الساعة الواحدة ظهراً برفقة عائلة -زوجتي وأبنائي- بيد أننا وجدنا الحديقة مغلقة تماماً وليس هناك من يقول ربي الله إلا من عائلات متواجدات داخل الحديقة، وقد كن تلك العوائل في حكم السجينات ، فهذه حديقة من المفترض أن لا تغلق ، وتظل على مدار الأربعة والعشرين ساعة مفتوحة على الدوام من أجل أن يتمكن منهم داخل الحديقة على مغادرتها ، ويستطيع من هو في خارجها الولوج إليها ، وهذا مظهر من المظاهر المقززة والمزعجة في حديقة السبعين .
لقد انتظرنا إلى الساعة الثانية ظهراً عندما لاح في الأفق حارس البوابة الذي تركها لحالها ، وكان لنا الدخول إلى الحديقة إلا أن الملاحظ وجود سلات للقمامة ، وهذا يحسب لإدارة الحديقة غير أن المواطنين لا يستخدمونها فليس عندنا وعي تام بأهمية النظافة والمحافظة على المكان الذي جلسنا فيه وندعه نظيفاً، وهذه من المظاهر المقززة التي أرجو أن يتنبه إليها جميع زوار الحديقة فلنترك المكان نظيفاً مثلما وجدناه.
إن الحديقة -أي حديقة - ملك للشعب اليمني العظيم وعلى إدارتها حسن تنظيم الأعمال ، وتقديم الخدمات العامة للمواطنين مجاناً ن فهذه دورة المياه "الحمامات" تستثمرها إدارة الحديقة حيث تم وضعها بيد أحد الموظفين ويدفع لها في الشهر مبلغاً محدداً، فما راعني هو اصطحابي لأبنائي إلى دورة المياه "الحمامات" حيث طلب منا الشخص المستثمر لتلك الحمامات مبلغاً وقدره عشرين ريالاً عن الواحد ، فقلنا له إن هذه خدمات عامة تقوم بها الحديقة مجاناً لزبائنها الكرام لكنه نصحنا أن ننظر إلى اللوحة التي كتب عليها الدخول بعشرين ريال ، وهذه من المظاهر المقززة ، فالحمامات ودورات المياه ملك للدولة وعلى الدولة أن تقدم خدماتها في هذه الحديقة مجاناً للمواطنين هذا ناهيك عن عدم وجود مياه للشرب، فالحديقة يجب أن ترعى مشروعاً ناجحاً وهو الاستثمار في مجال مياه الشرب بحيث تدعو مستثمرين لبيع المياه على المواطنين بأسعار غير سياحية أي بسعر السوق، وهذه ستكون محمدة لإدارة الحديقة العامة علماً بأنه يوجد ماء بأسعار السوق في قسم الألعاب ذهبنا إلى هناك من أجل الدخول ، فمنعونا وشرطوا علينا الدخول بقطع تذاكر الألعاب الواحدة منها بمائة ريال ، فما كان منا إلا الرضوخ للأمر الواقع وقطع تذاكر بمبلغ أربعمائة ريال من أجل شراء ماء بأربعين ريالاً.
إن الإدارة العامة لحديقة السبعين غير جيدة ، ولها حس تجاري في تجريع المواطنين الويلات تلو الويلات ، فلا تسهر على راحة المواطنين ، وتقدم لهم خدمات عامة مثل دورات المياه يجب أن تكون مجاناً لزوار الحديقة ، وهذه ملاحظات نطرحها بين يدي القائمين على الحديقة "الإدارة العامة وطاقمها" علماً بأن أحد المواطنين شكا لي أنه أدخل ابنه ليعمل في حديقة ألعاب السبعين بدفع راتب شهر مقدم إلى سمسار في الحديقة فنرجوا من الإدارة العامة للحديقة التنبه لمثل تلك السلوكيات التي تسيء إلى الحديقة وإلى لقاء يتجدد والله المستعان.<