لم يكن مركز "روافد" للعلاج الطبيعي والتأهيل في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بأقل قدرة عن غيره من المراكز العلاجية الخاصة التي تنشط في هذا الجانب فالمركز "روافد" الذي جاء نتيجة حرص مجموعة من الأطباء المتخصصين في أمراض الأطفال الذين تحملوا على عاقتهم مسؤولية تأسيس روافد كمركز علاج طبيعي هو الأول من نوعه في مستشفى حكومي متخصص بالأمومة والطفولة.
روافد في مستشفى السبعين بأمانة العاصمة تحديداً ليس فقط في مكان مناسب للمرض ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن أيضاً لكونه في مستشفى يتيح للأطفال والمعاقين إمكانية الحصول على خدمات طبيعية عاجلة في الأوقات الحرجة.
وثمة الكثير مما يميز مركز روافد عن غيره من المراكز وهذا ما لمسناه فعلياً لكن التساؤل يبقى مشروعاً عن خيارات صندوق رعاية ا لمعاقين في اختياره للمعاق خيارات علاجية أكثر ضماناً وأكثر إنسانية بعيداً عن تلك الانعكاسات السلبية التي وضعت الصندوق ذاته في موقف حرج بعد أن تحول واحد من أكبر المراكز العلاجية الطبيعية إلى مجرد مصاص دماء شريحة المعاقين. . ؟
فمركز روافد للخدمات الطبية والتأهيل نحسب أن عوامل النجاح إدارياً ومهنياً ومكانياً توافرت له لتجعل منه المكان الأكثر أمناً على حياة أطفال كانوا يواجهون جلسات العلاج بصرخ متواصل ودموع لا تتوقف.
ففي البادية يأتي دور الدكتور/ باسل المقطري رئيس قسم العجز في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة وهو احد من أعضاء اللجنة العليا الذين يعول على قرارهم اتخاذ القرار بكون حالة ما من الحالات بحاجة إلى أن يتحمل صندوق رعاية التأهيل والمعاقين تكاليف جلسات علاجها.
وليس هذا فحسب أن تواجد الدكتور/ باسل المقطري المستمر في عمله داخل مستشفى السبعين يتيح له والزملاء الآخرين إمكانية المتابعة المستمرة للحالات الخاضعة لجلسات لعلاج الطبيعي وتقييم مدى استجابة تلك الحالات للعلاج واستفادتها من البرنامج العلاجي الذي رصدناه خلال رحلتنا داخل هذا المركز.
رحلة مصوره
في رحلتنا داخل المركز كان الكادر اليمني المتخصص في جلسات العلاج الطبيعي والتأهيل يقدمون شرحاً موجزاً للحالات المعاقة والأجهزة المستخدمة في العلاج بسبب كل قسم كانت البداية من مركز العلاج الطبيعي قسم التأهيل الذي يتولى علاج حالات الشلل الدماغي بأنواعة وقسم الولادة وقسم الأوتار وتشوهات الجهاز الحركي.
غير أن صياح الأطفال وهم يتلقون جلسات العلاج كان له وقع أكثر على النفس وهناك في قسم الأطفال وجدنا العديد من الحالات التي تخضع للعلاج وكان منها الشلل الدماغي الإرتخائي والتصلبي، حالت الكساح وحالات الملخ الولادي وحالات العيوب الخلقية في العمود الفقري وتأخر المشي عند الأطفال.
في الجانب الأخر من المركز ثمة قسم العلاج الطبيعي للكبار والذي يتولى بحسب ما ذكر المختصون علاج اضطرابات الأوعية الدماغية "بعد الجلطات"،وعلاج الإنزلاقات الغضروفية في العمود الفقري وشلل العصب الوجهي وإصابات الملاعب والتهابات جذور الأعصاب وعلاج حالات ما بعد الحوادث المرورية.
ويكشف الكادر عن أقسام أخرى تمثلت لقسم التخاطب وقسم العلاج الوظيفي والتعليم الخاص واختبارات الذكاء ولكل برنامج أجهزة ومعداته الخاصة التي تناسب ودوره ولعل المشاهد التي التقطناها قادرة على التوضيح أكثر عن طبيعة مركز بدأ نشاطه مطلع العام الجاري بخطوات أكثر ثقة ما دفعنا إلى أن تنقل قصة هذا المركز الذي يعد الأول في مستشفى حكومي باليمن على لسان مديره الدكتور/ محمد أحمد القدسي الذي يقول: بداية مركز روافد للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل بمستشفى السبعين كانت في جلسات لقاء مع زملاء أخصائيين للأطفال في مستشفى السبعين عندما عرفنا أن هذا المستشفى يعد الأول في اليمن ولم يكن الوحيد المتخصص بأمراض النساء والأطفال فهو يضم أكبر شريحة من أخصائي الأطفال تتجاوز 50 طبيب وكان ينقصه وجود قسم متكامل للعلاج الطبيعي وبالدرجة الأولى يعني بتقديم العلاج الطبيعي للأطفال كونه غير متوفر في المستشفيات الحكومية الكبيرة والصغيرة في أمانة العاصمة.
لكن هناك مراكز للعلاج الطبيعي في مستشفيات خاصة؟ ما هو متوفر في السوق خاصة أمانة العاصمة هو عبارة عن بدرومات تحت الأرض تنقصها التهوية والمواصفات الصحية اللازمة ويقوم فيها قطاع خاص متطفل وليس القطاع الخاص الوطني الذي يقوم على أساس تقديم خدمة ولكنه قطاع متطفل ويقدم خدمة على حساب الأطفال المعاقين والذين من أسباب الإعاقة لديهم أصلاً هي نقص الأكسجين في والوقت الذي يعالجوا الأطفال المعاقين بدرجة حرارة "35" درجة مئوية في الشتاء وأكثر من ذلك في الصيف داخل هذه البدرومات التي لا توفر أدنى الشروط الصحية.
وبعد جلسات مع الزملاء في المستشفى تواصلنا مع مدير المستشفى وتناقشنا حول الموضوع خصوصاً وأنه كان هناك من يقوم بممارسة العرقلة التأخير تأسيس القسم وبدورها تواصلت مع المسؤولين في أمانة العاصمة وكان الرد أن الإمكانيات المتاحة للمستشفيات في أمانة العاصمة من الموازنة العامة لا تسمح بتشغيل قسم للعلاج الطبيعي وخاصة أن هذا القسم يتطلب كادراً أجنبياً متخصصاً وكادراً يمنياً ويحصل هذا الكادر على أجور كبيرة.
وهنا أبديت الاستعداد لنتعاون مع بعض ونحن بدورنا نقوم بتجهيز المركز تشغيله وإعادة تأهيله من الديكورات والأرضيات والمستلزمات الفنية وتوفير الكادر البشري ونتحمل في نفس الوقت كامل نفقات التشغيل ووصلنا إلى أن قمنا ببناء بعض الملعقات الإنشائية بالمبنى وإعادة تأهيله واستمر التجهيز خمسة أشهر بعدها فترة التأهيل والتدريب للكادر وتم تشغيل المركز اعتباراً من يناير 2009م على أساس أنه يكون بمبدأ المشاركة مع المستشفى الذي يحصل على نسبة بدون أن يتحمل أية خسائر بالمطلق والباقي للجهة التي قامت بتجهيز وتأسيس المركز والعقد لمدة محددة بعد انتهائها أو إنه يتعاقد مع جهة أخرى.
الحالات التي جاءت في البداية كانت في تعثر معنا والمسؤولين عن صندوق المعاقين على اعتباره الجهة الداعمة الأكبر لحالات المعاقين وكانت عندما تأتي الحالات على أساس أنهم يحاولون أن يختصروا الوقت في الصندوق ولكن مكثت معنا أكثر من أسبوع بالكثير وكانت تتوفر الحالات بين عشر إلى خمسة عشر حالة في الشهرين الأولى والثاني والثالث من الشهر الخامس وافق الصندوق بعد قناعة بأنه من الممكن أن يقدم المركز خدمات متميزة على اعتبار أنه سلم بتاريخ يقع في مستشفى فيه عناية مركزه أذ حدث لا قدر الله أي مشكلة صعبة بأحد الأطفال وفيه نخبة طبية تشرف على الأطفال قبل وبعد وأثناء سير العلاجات الطبيعية عكس ما هو موجود في مراكز القطاع الخاص التي تفتقر إلى الكادر الطبي البشري المتخصص وكذلك الحال بالنسبة للكادر اليمني الذي حرصنا أن يكون في المركز كادر يمني مؤهل ومدرب فاستفدنا من المراكز التي سبقتنا بهذا المجال ودربنا كوادرنا فيها والآن تصل الحالات الموجودة من الصندوق إلى حوالي 30 حالة والحالات الخاصة تصل إلى حوالي 15 حالة ولكنها ليست متضمنة فمنها منقطع ومنها متغيب.
معدل الحالات اليومية التي تمر علينا يتراوح من 15إلى 20 حالة يومياً.
الصعوبات
الصعوبات تتعلق بالوضع الاقتصادي والمادي للناس على اعتبار أن أكثر المعاقين المحالين والواصلين إلينا هم من خارج العاصمة ومن محافظات حجة ، ريمه ، الحديدة.
وهذه الحالات حتى لو وفر صندوق رعاية المعاقين مقابل العلاج فإنهم يواجهون مشكلة السكن والتغذية وهذه الصعوبة التي تحول دون استمرار الأطفال لفترات علاجية أطول تسفر عن تماثلهم للشفاء وهذه واحدة من معوقات كبيرة نأمل أن يأتي دعم المعاقين ليهتم بها وعلى الأقل توفير السكن للمرض من خارج الأمانة الجانب الأضر هو أن صندوق رعاية المعاقين اتخذ قراراً بالفترة الأخيرة على أساس أنه يتم تخفيض الجلسات من 24 جلسة في الشهر إلى 12 جلسة وبنفس الوقت تخفيض نسبة المستحقات المالية بحيث أنه أصبح من الصعب أن المراكز تعتمد بدرجة رئيسية على الصندوق لأن هذه المبالغ لا تكفي حتى بالتزامات الكادر الطبي الذي يشغل هذه المراكز.
فمثلاً اعتبرنا أن لدينا مائة حالة وهذه ستكون بعد ستة أشهر من بداية العقد وتكلفتها ستة آلاف دولار في الوقت الذي يمكن أن تتجاوز نفقات التشغيل للمائة الحالة هذه قد تتجاوز 8 آلاف أو العشرة آلاف دولار إضافة إلى أن الوقت الذي هو 12 جلسة في الشهر فإن 18 جلسة يكون الطفل خارج التدليك والعلاج الطبيعية وهذا يؤثر على التفاعل مع العلاج نفسه.
وكان يفترض أن الصندوق بدلاً من اتخاذ هذا القرار أنه يقوم بعملية مراقبة ومعاقبة للمراكز التي تخل أو تقدم كشوفات وهمية والتي ربما جعلته يتخذ هذا القرار بوقف العلاج المكثف الذي كان ينتقل بالطفل إلى مراحل متقدمة من التجارب مع العلاج الطبيعي في مرحلة زمنية محددة.
هل تقولون قرار الصندوق بتخفيض جلسات أو ساعات العلاج جاء نتيجة تلاعب بكشوفات الحالات من بعض مراكز العلاج الطبيعي؟
حسب معلوماتي إن الصندوق أضطر إلى توقيف العلاج المكثف بدرجة رئيسية لكون بعض المراكز كانت ترفع بكشوفات الحالات لم تكن تتلقى ساعات علاج مكشف أو حالات لم تتلقى العلاج واعتقد أنه بإمكان الصندوق إليه مراقبة ومتابعة للحالات وأولياء الأمور في نهاية كل جلسة أو نهاية كل شهراً وكل دورة يقابل ولي الأمر ويستفسره عن توقيع حضور الجلسات كاملة وبنفس الوقت يراقب مدى التحسن الذي حصل على الطفل المعاق ويتخذ قرار يكون الطفل مستحق للمتابعة في العلاج أو أنه يتوقف.
طموحات المركز؟
المركز أساساً يقدم العلاج الطبيعي للجمهور اليمني بشكل عام فهو أول مركز يفتتح بشكل متكامل للأطفال والكبار فلدينا قسمين لكن قسم الكبار هو الآن متعثر بسبب عدم وصول الحالات من الصندوق أو إن الحالات لا تمتلك القدرة في الدفع رغم أن المركز يقدم تسهيلات كبيرة وحاولنا أن تكون الأسعار في المركز أقل بنسبة 50% من الأسعار المتوفرة في السوق وهي في الجلسة تصل إلى 750 ريال للعلاج الطبيعي للأطفال وربما نفس المبلغ للكبار وأحياناً تأتي الحالات وليست مقتدرة مع ذلك بأن الحالات التي تصل إلى هذا المركز في مجال العلاج الطبيعي للكبار لا تتجاوز الحالتين إلى الثلاث حالات في اليوم بسبب أن الكل يريد أن يكون الصندوق هو الجهة الداعمة والممولة للعلاج الطبيعي والصندوق يتعامل مع مراكز أخرى تجارية وأخرى منها مركز الأطراف "حكومي".
نريد أن يكون المركز ضد المراكز التي تشتمل على كل معوقات ومكونات العلاج الطبيعي الأساسي فندخل وحدات الليزر بالعلاج الطبيعي ندخل علاج الأكسجين ومن الاستحداثات الحديثة في العلاج الطبيعي بمعالجة المصابين بما يسمي القدم السكري الذي غالباً ما ينتهي بعملية بتر قدم أو ساق المريض فيتحول المريض من إنسان طبيعي إلى إنسان معاق
كذلك نريد أن نفتتح مركز أو قسم العلاج والتأهيل للتخاطب
النطق " ومركز للسمعيات بحيث نقدر أن نساعد المرضى والمعاقين في الحصول على خدمة نوعية متميزة تحت اشراف أخصائيين وتقديم خدمته برسوم وتعرفة أقل بكثير 50% من التكلفة الموجودة حالياً في القطاع الخاص "رسالة عبر أخبار اليوم"؟
نتمنى أن تصل رسالتنا إلى الإخوان المهتمين بالصحة والقائمين على حماية الطفل للالتزام بما هو حق مستمر من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي حرص ويحرص دوماً على الدعوة إلى الاهتمام والحفاظ على النشء وسلامتهم كونه محامي الوطن والعلاج الطبيعي هو الطب البديل والآمن والخالي من المخاطر والمشاكل الصحية وألا تكون النظرة إلى العلاج الطبيعي كجانب ترفي أو ترفيهي أو غير رئيسي.