عصام المطري
الوقت من النفائس الغالية وليس هنالك أغلى من الوقت والإنسان بضع أيام إذا ذهب يوم ذهب ذلك الإنسان ، فعلينا الحفاظ على الوقت لأنه ثمين جداً، وما دام الوقت ثميناً جداً فمن المستحسن إدارة ذلك الوقت بأن تكون له إدارة مستقلة خاصة تعنى بشؤون الوقت فنظم حياتك وأدر وقتك تفوز بالسعادة في الدارين الدنيا والآخرة.
إن إدارة الوقت من أرقى الفنون الإدارية فمن خلال هذه الإدارة نستطيع التحكم بالوقت وإنتاج أوقات مستحسنة تساهم إلى حد ما في عملية الرقي والازدهار البشري، وتضعنا أمام أعتاب التقدم والرفاه فهذا هو الخبير الأميركي بإدارة الوقت "ما يكل فريتم" أنجز بحثاً في الوقت كلفه عشرين عاماً، ووزع الأعمال على الوقت في العينة الأولى الآتي:
7 سنوات في الحمام، و6 سنوات في مائدة الطعام ، و6 أشهر في انتظار إشارة المرور، و120 ساعة أي خمسة أيام في غسيل الأسنان ، فهذا هو الوقت الذي تهدره ولا يتصور الإنسان المتوسط العادي يتحدث إلى شريكة حياته يومياً أربع دقائق ، ويتحدث إلى أبنائه نصف دقيقة ، ومقياساً على هذا التوزيع فإن الإنسان الذي عمره "80" سنة يتحدث مع أبنائه "240" ساعة أي عشرة أيام ، فكم هذا الوقت هام جداً ونهدره في غير فائدة على نحوٍ نعجز معه عن القيام بمهامنا وأعمالنا.
فأدر وقتك رغم كل الخطوب وأعمل لذاتك برنامجاً يومياً تنفذه كل يوم وحاذر من لصوص الوقت والإرجاء والتسويف للأعمال تنجز أعمالك وفق تنظيم دقيق للوقت ، فساعة للإنجاز وساعة للالتقاء مع الأصدقاء ، وساعة للجلوس مع الأهل وساعة لتنفيذ الأعمال من أجل التقدم والرفاه والازدهار - الحضاري.
فأنت تمتلك الوقت الذي هو ركيزة من ركائز البناء والأعمال والتنمية الشاملة فحاذر أن تهدر الوقت بدون فائدة تذكر فقديماً قالوا الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فكن وثاباً جداً نحو المعالي وانشد المستقبل الوضاء من خلال المحافظة على الوقت وليكن كما أسلفنا لديك برنامج عام وخاص تحدد فيه أعمالك ومضبوطة بالأوقات وبكل عمل وقت معلوم مثل القراءة والاطلاع والتواصل مع الأهل والأقارب والقيام بأعمالك الحيوية العامة.
وتأسيساً على ما سبق تجدر الإشارة إلى أهمية الوقت هذا الذي يقطعنا مثل السيف في حدته ، فالذي يقصر ويهمل فإنه سيضع الوقت الثمين وسيخرج من هذه الدنيا صفر اليدين وسوف تؤجل أعماله ، ويضيع وقته بدون فائدة فيزداد ألماً وحسرة على ما فات ، فالوقت لا يرجع فإذا خسرت الوقت اليوم في معصية الخالق أو التهاون في العبادات لن يعود أبداً ومحسوباً عليك وهو من أيامك ، فإنه إذا انقضى يوم أو يومين فإننا نقرب من القبر خطوة أو خطوتين الأمر الذي يدفعنا دفعاً إلى الإفادة من الوقت وصرفه في المعقول ، وتبديده فيما ينفع مستقبل وحاجة الفرد اليوم، فأدر وقتك خير إدارة تكن أسعد الناس ، وحافظ على وقتك من الضياع تكن أفضل الناس، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً وأنصف نفسك في المحافظة على أوقاتك الثمينة فهي رأس مالك.
أدر وقتك ، ونظم أعمالك تفز بالسعادة في الدنيا والآخرة ، وحافظ على الوقت ولا تصرفه إلا في محله ، واحذر من لصوص الوقت كزميل يحاول أن يرغي معك بعض الشيء بل أجعل لك برنامجاًَ يومياً خاصاً بالأعمال التي تريد تنفيذها، وبالأوقات المسموحة لذلك وأدر وقتك خير إدارة، وتغلب على العشوائية والارتجال في أعمالك ، وكن خفيف الظل عملي تريد أن تحقق الكثير والكثير من أعمالك في أوقات محددة ، فالبرنامج اليومي الذي تعده يومياً سوف يسعفك بعض الشيء وإلى لقاء يتجدد والله المستعان.