عبدالباسط الشميري
التشاؤم طبيعة ونتيجة حتمية لكل المقدمات الجميلة والرائعة والسهلة أيضا فالوصول السهل لغاية ما لم يكن من المتوقع بلوغها إلا بشق الأنفس ودفع الثمن غاليا من الجهد والوقت والكثير من التنازلات عن أشياء أخرى لا تقل أهمية -هذا الوصول السهل يبعث على القلق والخوف أيضا ,ربما مما قد يحدث بسبب ذلك لأن الفرح والسرور والسعادة مجرد طارئ في حياتنا أو عابر لا يكاد يظهر حتى يختفي ثانية ,يتبعه حتما ألف حزن وألف بؤس وآلامً لا حصر لها كثمن زهيد وبخس لما حصلنا عليه من فرح وسرور , شئنا ذلك أم أبينا ,ولذلك تجدنا ومع كل ضحك أو سرور أو شعور بالسعادة نقطع كل ذلك لندعو بالخير وملاحظة الأقدار التي ستأتي غالبا بالشر أو بما نريده أو نرجوه خاصة بعد ذلك الضحك أو السرور القصير الذي اقترفناه رغما ..
ومثله الشعور بالجمال والحسن إذ ربما رافق إعجابنا بجمال ما شعور آخر من التوقف والإحجام وغير قليل من التردد و ربما أكثر من ذلك خاصة إذا كان هذا الجمال صارخا وقويا وملفتا أو غير مألوف ,فليس الجمال - كما يقال - سوى بداية ذعر يكاد لا يحتمل ,وهذا ما يدعونا في كثير من الأحيان إلى اخذ الحذر والحيطة إزاء كل جميل من الأشياء والكائنات وربما الأفكار أيضا ..وعلى افتراض نسبة من الصحة والصواب في ذلك ربما توقفنا لمعرفة جزء من السبب في ذلك ولماذا يجب أن يخضع كل ما في الحياة أو معظمه لقانون العرض والطلب ,أو قانون العرض والثمن الذي يجب ان يكون كثيرا وباهظا في مقابل ما يمكن الحصول عليه !
وربما الوصول إلى افتراضات لا تخلو من الصواب كأن تكون طاقة ما تنبعث من الجمال أو الحسن تجذبنا إليها وتخفي في الوقت نفسه الشر أو الخطر الذي تحمله وهو الأمر الذي لا ندركه إلا بعد ان نكون قد أصبحنا في قبضته بالفعل إذ وربما جنت فكرة على صاحبها مدفوعا بأشياء وأحلام منها مثلا امتلاك القوة أو الثروة أو غير ذلك
Abast66@hotmail.com