كروان الشرجبي
قد نكون تطرقنا كثيراً لهذا الموضوع ولكن هذا المرة سوف نتطرق إليه من جانب آخر تماماً وهو جانب أوجد لدي الحافز لأن أكتب حول هذا الموضوع ثانيةً طبعاً عزيزي أنت في شوق لأن تعرف ما هو الموضوع وها أنا أقول إن الموضوع حول الإنترنت: تقولون في أنفسكم موضوع قديم أصبح!! ولكن الجديد الذي جعلني أتحفز للكتابة هو ذلك المشهد الذي حصل أمامي من إحدى الفتيات "في غرفة الإنترنت" فقد كنت كعادتي أمام جهاز الكمبيوتر وإذا بفتاة تجلس إلى جانبي وبدأت بتصفح الكمبيوتر وإذا بهاتفها يرن، وبعد أن أغلقته استدعت صاحب المحل ليفتح لها مجالاً للاتصال بالإنترنت وقام هذا الأخير بذلك.
هنا بدأت القصة الحقيقية: كانا يتكلمان هي تراه وهو يراها ولأنها بجانبي كان كلامهما يصل إلى مسامعي رغماً عني علماً بأني حاولت إلا أركز عليها ولكنها كانت تتحدث بصوت مسموع وفي اعتقادي لست الوحيدة من استمعت إلى كلامها فمن كان في الغرفة قد استمع إليها وهي تتحدث في البداية اعتقدت أنها خطيبة هذا الشخص أو مكتوب كتابه عليها لأن طبيعة الكلام لا يقال إلا لشخص يكون لديه هذه الصفة ولكن جاء في حديثها عبارة: "أشعر بأننا تعرفنا على بعضنا من زمان، وأشعر بأني منجذبة إليك وطوال الوقت أفكر فيك"، إلى هنا قد يكون الأمر عادياً ولكن الغير عادي هو الآتي: "عندما قالت له كان نفسي أجلس معك ولكن أنت عارف أن الآن المدارس إجازة وصعب جداً ألاقيك، ولكن بأعمل محاولة عشان أقدر أخرج وأجلس معك".
هذه العبارة صدمتني بحق وبقيت بانتظار متى تنتهي هذه الفتاة حديثها حتى أقرب منها وبالفعل كان ذلك فابتسمت في وجهها وقلت لها: "هذا خطيبك" قالت : "لا هذا حبيبي" قلت لها: هنيئاً لك، "سعيدك باللهجة العامية" لقيتي واحد يحبك، ردت عليا بقوة "طبعاً" اختارني من بين كل البنات وأعطاني رقمه وسألتها أين لقيتيه قالت أمام المدرسة وبعدها اتصلت به وخرجنا أكثر من مرة نمشي مع بعض ونشرب حاجة باردة وبعدين أروح البيت، قلت لها وأهلك، قالت أيش عرفهم لأني أروح على وقت المدرسة وبعدين هو قال لي إنه سوف يتزوجني لأنه أحبني من أول نظرة ..حاولت أن أنصحها ولكن وجدت أن هذا الشخص قد تمكن من غسل دماغها تماماً وجعلها مسيرة لا مخيرة في تصرفاتها لذلك لا تقولوا عني أني قد تعمدت التصنت ولكن هي من كان صوتها مسموعاً.
ووجدت نفسي أكتب ذلك ولكن دعوني أسأل إلى أي درجة قد يكون الشخص صادقاً في مشاعره؟ هل يخطط فعلاً للزواج بتلك المسكينة ؟ أم أن هذا الشاب وجد صيداً سهلاً وينتظر إلى أن يحين الوقت لينقض على فريسته لأن شباب "النت" الآن لا يعرفون المعنى الحقيقي لكلمة أحبك إذ أصبحت تعني شيئاً آخر مقروناً بالحرام لا بالحلال وهذه طباع سيئة للأسف عند بعض الشباب، فالحب أو كلمة أحبك تعني الطهارة والصدق والوضوح وعلينا أن نتعلم بأنا حين ننطقها أن نعرف ما هي تبعاتها والتزاماتها حين نقول لفتاة "أحبك" يعني وهبتك حياتي يعني أصبحت شريكة الروح وأني أعطيك كلمة شرف ووعد صادق على عدم الخيانة وعدم اللف والدوران وأن أفرح حين تفرحين وأقلق حين تقلقين فإذا نطقت بهذه الكلمة يعني أيضاً أني لن أتخلى عنك إلا بالموت "لا قدر الله" وأني سأحافظ عليك ولن أمسك إلا بالحلال هذا بعض ما تعنيه كلمة أحبك.
لذا إحذروا أن تنطقوا بهذه الكلمة إذا لم تستطيعوا أيضاً تحمل مستلزماتها وتبعاتها لأن بنات الناس لسن للعب والتسلية وتذكروا دائماً أن لديكم أخوات ربما "لا قدر الله" يجدن من يلعب بعقولهن مثلما تفعل أنت.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM