;

وحشية الزمن ومأساة الفقراء 772

2009-07-16 03:40:00

محمد أمين الداهية

مأساة حقيقة استمرارها يثبت موت الإنسان ووحشية هذا الزمن الذي أصبح لا يعترف أصلاً بأصحاب النفوذ والوجاهات والأثرياء عموماً ، وحشية هذا الزمن أجبرت الكثير من الأسر الأشد فقراً على التخلي عن أغلى ما يمكن العيش لأجله.

فأصبح اعتماد هذه الأسر على ما يسد رمقها ، يأتي بممارسة الرذيلة وعرض شرف المرأة وعفتها لمعدومي الضمير بأبخس الأثمان ، وحشية هذا الزمن جعلت ضعفاء النفوس يعبثون بالوجود الآدمي للمرأة مستغلين الفاقة والحاجة الشديدة إلى كسرة خبز انعدم وجودها في أكواخ الفقراء اعتقد أنه من العيب أن نلفت أنظار الأثرياء وكذلك الحكومة إلى معانات الفقراء ، لأن هذا شيء من أساسيات مسؤوليتهم ومن العيب أيضاً أن نظل نتطرق باستمرار إلى المآسي التي يحصدها الفقر وبالدرجة الأولى المآسي الأخلاقية المتمثلة بالدعارة التي تلجأ بعض الأسر الفقيرة إلى اعتناقها مرغمة وكذلك اعتناق مدارس الانحراف والتي تتكفل بتأهيل وإعداد مجرمين وشواذ ومتطرفين من الدرجة الأولى وليس غريباً أن تحتل هذه المدارس التي تتخذ من الأزمة والشوارع والأماكن المشبوهة مقراً - لها ليس غريباً أن تحتل درجة لا بأس بها تنافس الكليات والمعاهد والمدارس العلمية الاقتصادية التي يتنبأ رجال الاقتصاد بتفاقمها المتسارع وفي ظل الفساد المستشري والعبث بالأموال العامة والخاصة ونظرات الاستحقار من بعش الأثرياء لفئة الفقراء والتي لا تحظى بالاهتمام إلا أيام الصراعات والمنافسات الانتخابية نستطيع القول إن الإنسانية تحولت إلى وحش يتلاءم مع هذا الزمن المتوحش الذي لا مكان فيه للضعفاء الفقراء فقد أدهشني كثيراً ذلك المشهد الإنساني المأساوي الذي رأيته على أرصفة أمانة العاصمة في أحد الأسواق المركزية حيث شاهدت رجلاً واقفاً وأمامه طفلة ممدده على الرصيف لا يتجاوز عمرها الثلاثة أعوام وهي ترجف بشدة بنصف جسدها أما النصف الآخر فهو مشلول وما زاد المشهد أكثر قسوة في نفسي حماقة أحد أصحاب السيارات الفارهة والذي مر من أمام هذا المنظر وصرخ قائلاً :"قوم بيتك أبليتوا هذا الشعب " والله ما أبلى الشعب والوطن إلا أمثال ذلك الأحمق، بعد ذلك قلت في نفسي . هذه حالة من آلاف الحالات الإنسانية التي توجد في مختلف محافظات الجمهورية ولكن ألا يمكن مثلاً مثلما وجد ذلك الأحمق الذي أشمئز من منظر الرجل وابنته الممدته على الرصيف- ألا يمكن أن يوجد رجل خير يتبنى تلك الحالة ،ويرعاها إلى أن يمن الله عليها بالشفاء أو يأخذها إليه ، ألا يمكننا الجزم في حال استمرار وجود ذلك الرجل وابنته على الرصيف بأن الإنسانية ماتت ، وهذا الزمن أصبح لا يحتضن ولا يرعى سوى الأثرياء والمفسدين الذين ينفقون الملايين في ولائم وسفريات و.. إلخ بينما الفقراء يموتون جوعاً ومرضاً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد