د.يوسف الحاضري
انتهت القمة الخاصة بدول عدم الانحياز والتي ضمت أكثر من 110 دول من جميع أنحاء العالم والتي أقيمت في مصر وبالتحديد في المنتجع السياحي شرم الشيخ وقد شارك فيها زعماء هذه الدول وترأس الحاضرين الأمين العام للأمم المتحدة ولأني لا أتابع أو أستمتع بمثل هذه القمم والتي لا تسمن ولا تغني من جوع فلم أتابع مجرياتها وتوصياتها وما آلت إليها النتائج وما دفعني لتحريك قلمي والتكلم عن هذه القمة هو ما تدافع إلى سمعي بضع كلمات كما يقولون ( على الماشي ) من هذه التوصيات وهي ( إن المجتمعين يعترفون أو يتضامنون أو يتلفظون بعبارات تؤدي نفس المعنى من كلمات أرهقت طبلات آذاننا على مر العصور) , حيث وزعماء الدول المجتمعون الأكثر من 110 دولة من دول الكرة الأرضية يتضامنون مع حق فلسطيني أغتصبه الغاصبون ولأننا نعرف هذا كلنا ونستنكره غير ان الاستنكار لابد أن يشمل هؤلاء القادة لأن قراراتهم تذهب هباء منثورا في السماء ولا يعيرها أحد اهتمام على الإطلاق والسبب ليس فيهم أنفسهم وإنما السبب ما قراناه على مدار عقود من السنين بأن هذه القرارات خاصة التي تمس الشأن الفلسطيني ليست سوى حقنة مهدأة مؤقتة تستمر أيام معدودة لا تتجاوز أيام الاجتماعات وبعدها تزول تأثيرها ويرجع الألم يعتصر القلوب من جديد وهكذا يرجع كل قائد دولة خاصة الذين يعنيهم الحق الفلسطيني إلى دولهم لا ليتابعون تنفيذ قراراتهم والتي أتت من سلطة رئاسية أو ملكية أو أميرية تعكس قوتهم وقوة ما يحكمونه وإنما يبحثون عن حقن أخرى لتسكين الجراح وتهدئتها من وقت لآخر سواء في الاجتماعات او المؤتمرات وهكذا تدور الدوامة الفلسطينية والعالم كله ينظر إليها إما برأفة او لامبالاة أو شماتة ( ولكل غرضه ) , إلى متى سيظل هذا الاستهتار بالشعوب والدول , ألا يكفي قرارات وقرارات بالآلاف فيما يخص الشعب الفلسطيني !!! أما يكفي الدعوات والأعمال والاضطرابات التي تختص بهذا الشعب المغلوب على أمره !!! نحن يا قادتنا الأكارم نسمع كل تصريح منكم يختص بالقضية الفلسطينية تكون ردة فعلنا كالآتي ( مننا من يغلق جهاز التلفاز إن كان مشاهدا أو يقلب الصفحة إلى صفحة خاصة بالوفيات او بالرياضية إن كان قارئ , ومنا من يرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة من القرار ويهز رأسه ولسان حاله يقول (( بالتوفيق)) وآخرون يبكون وتعتصر الآلام قلوبهم ( وهم العاطفيون ) ولا نجد قارئ أو مستمع واحد يصفق لكم ويرجو منكم الخير لهذا الشعب , ليس لشئ وإنما لأن ال61 السنة الماضية علمت أجدادنا وآبائنا ونحن وتعلم أبنائنا بأنكم لستم على قدر التحدي وبأنكم لستم ندا للمغتصب وبأنكم تقولون أكثر مما تفعلون وتفعلون عكس ما تقولون , ونحن هنا كشعوب لن نطالبكم بالرحيل من أماكنكم لأن هذا غير منوط بكم فالملك بيد الله يهبه من يشاء ولأن هذا لن يحل المشكلة فسيأتي غيركم من قد يكونون أضعف منكم ( ولو كان هذا مستبعد ) لأن حالكم هذا أدى بالشعوب العربية والإسلامية إلى أدنى مستوى للتقهقر والانحطاط لم يشهد له التاريخ مثيل منذ بعث رسول الهدى والقوة محمد بن عبدالله صلى الله علية وسلم , ولكني من هنا أدعوكم إلى أن تكفوا !! كفاكم حديثا عن الفلسطينيين وقضاياهم وموطنهم كفاكم فهم لا يريدون أن يسمعوا أصوات لا تنفعهم ولا تغنيهم من آلام وجوع وقهر , كفاكم تنديدا وضربا على الخدود وعضا على الأنامل ( إن كان مازال معكم أنامل ) فالشعب الفلسطيني سيكافح كما كافح حتى يأتي الله بأمره على أيدي أناس ليسوا كأناس هذا العصر وإنما أناس كأناس عصر عمر بن الخطاب وصلاح الدين وغيرهم , فكفاكم حديثا عن هذه القضية والمتاجرة بها في سوق النخاسة والبحث عمن يدفع أكثر لتبنوا بها عرضا من حياتكم الدنيا , نرجوا ألا نسمع أي تنديد مستقبلي أو حديث أو شجب أو مطالبة بحق هذا الشعب فقد بلغ السيل الزبا وقد أصابتنا التخمة من هذا كله واتركوها لربها , فللقدس وللفلسطينيين رب يحميهم ؟؟ )).
Yusef_alhadree@hotmail.com