;

أزمـــــة المــيـاه في اليـــمـــن ..الحلقة التاسعة : مستقبلا سيكون الماء أندر من النفط 1010

2009-07-18 04:08:13

شكري عبدالغني الزعيتري  

بنى علماء الاقتصاد قاعدتهم الاقتصادية على الآتي : ( كلما قل العرض لسلعة ما زاد الطلب عليها وادي الزيادة في الطلب إلي ارتفاع سعر هذه السلعة ). وقال الخبراء إن المخزون المائي الجوفي المتاح في كل الأحواض بما يقارب (20) بليون متر مكعب، وطبقًا لمعدل الاستهلاك الحالي فإن اليمن ستستنزف حوالي 12. 02 بليون متر مكعب حتى سنة 2010، وهو ما يؤدي إلى أن المخزون لن يكون كافياً إلا لسنوات قليلة، وتتوقع بعض التقديرات نضوب المخزون المائي لمنطقة صنعاء خلال (10 - 15) سنة - حيث يعيش أكثر من 10 % من السكان -، وتبلغ استخدامات المياه من هذا الحوض حوالي (224) مليون متر مكعب. بينما تتم تغذيته بحوالي (42) مليون متر مكعب أي بزيادة 18 % من الكميات المستهلكة سنويا. وقد بدأ خبراء مياه يحذرون من إقبال اليمن على أزمة مياه خلال الأعوام القليلة القادمة، خصوصًا أن اليمن تعتبر من أكثر دول العالم فقراً في الموارد المائية إذ لا يتعدى نصيب الفرد (150) متراً مكعب في السنة بينما يحصل مثيله في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على (1250 ) متر مكعب سنويًا، وبالمتوسط العام الدولي( 7500 )متر مكعب سنويا للفرد الواحد في الوقت الذي يستقر فيه خط الفقر المائي في اليمن عند ( 1000 ) متر مكعب سنويًا للفرد. وقد قدرت "الرؤية الإستراتيجية لليمن بأنها ستتعرض لازمة مياهه حادة في عام2025 م حيث تنبه الدراسات الصادرة مؤخراً عن وزارة المياه والبيئة إلى أنه ما لم تنخفض مسحوبات المياه الجوفية فستكون هناك آثار وخيمة على موارد المياه للاستخدامات المختلفة في الزراعة والصناعة والمنازل، كما أن تكاليف ضخ المياه سترتفع إلى مستويات غير اقتصادية؛ مما يؤدي إلى نهاية الزراعة المروية والمعتمدة على مياه الآبار. وتشير إحصاءات وزارة المياه والبيئة اليمنية إلى أن 95% من استخدام المياه في اليمن يتجه للزراعة؛ مما اقتضى البحث عن خطة ترشيد استهلاك الماء في الإنتاج الزراعي، والتوفيق بين الرغبة في الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء و استمرار تدفق الموارد المائية لأغراض مختلفة في الأجل الطويل. حيث تشير الهيئة العامة لحماية البيئة في تقريرها للوضع البيئي في الجمهورية اليمنية للعام الفائت إلى أن القدرة المتجددة من المياه الجوفية لا تتجاوز 40% من الموارد المائية العذبة مضيفاً أن من تلك النسبة يوجد هناك استنزاف جائر لمعظم الأحواض الجوفية خاصة في الجزء الغربي من البلاد حيث يقطن 90% من السكان الريفيين المعتمدين على الاقتصاد الزراعي إضافة إلى وجود ميزان مائي مختل نتيجة للاستخراج غير المراقب للمياه الجوفية واستنزافها بوتيرة عالية من الآبار الارتوازية المحفورة آلياً ، كذلك عجز مائي سنوي مقدر بأكثر من بليون متر مكعب وتوقع تقرير الوضع البيئي أن حوض صنعاء سوف ينضب في اقل من عقد من الآن نتيجة كمية المياه الجوفية المسحوبة سنوياً التي تصل إلى 264 مليون متر مكعب مقارنة بتغذية قدرها 59 مليون متر مكعب بمعنى أن هناك عجزاً سنوياً ب 205 ملايين متر مكعب إي حوالي 50% من كمية التغذية تسحب من الرصيد المائي المخزون حديثاً. كذلك لا يختلف الأمر في حوض تهامة الذي ارتفع السحب السنوي فيه ليصل إلى 810 ملايين متر مكعب بالمقارنة مع تغذية قدرها 550 مليون متر مكعب بزيادة قدرها 47% من معدل التغذية. كما وان تعرض معظم الأحواض الجوفية لخطر النضوب خاصة في أحواض تعز وأب والمرتفعات الوسطى والشمالية والمناطق الساحلية وأمام هذا نجد البعض يقولون بان الفرد واستهلاكاته الشخصية للمياه هو مصدر أزمة المياه في اليمن وهذا اعتقاد ربما يكون خاطئ من وجهة نظري ككاتب ومحلل إذ عندما ذهبت نحو التدقيق وتحليل البيانات اتضح بان حصة الفرد في بلادنا من الموارد المائية المتاحة لا تتعدى( 150 ) متر مكعب سنوياً. بينما قطاع الزراعة يستأثر بمعظم المياه النقية الجوفية المستخرجة وبما يصل إلي نسبة (95%) المياه النقية الجوفية المستخرجة سنويا ونسبة (5%) استهلاكات الفرد الشخصية فما يؤكده خبراء البيئة أن الوضع الحالي لمدينة صنعاء كإرثي يجعل منها من أوائل عواصم العالم المهددة بالجفاف، وكذلك الحال في محافظة تعز الذي نضب الحوض الجوفي الذي يمد المدينة بمياه الشرب المتردية النوعية التي يبلغ ملوحتها 1350 ملغم لكل لتر. وهذه الأوضاع المأزومة تكررت في مدن أخرى وقابلة للتكرار في باقي المدن وقد بدأت مؤشراته في مدينة عدن حيث تعاني من اختناقات شديدة تصل فيها المياه مرة في الأسبوع في مدينة ساحلية حارة شديدة الرطوبة. تقول البيانات والدراسات التي جمعتها هيئة حماية البيئة عن وضع الموارد المائية في عدن ولحج وأبين هذا الوضع المأزوم التي عليه كبرى المدن اليمنية لاشك انه سيسحب نفسه على باقي المحافظات اليمنية وها هو الواقع المعاش اليوم يسفر عن حقيقة صارخة وهذا ما يجعلنا نقول بان مستقبلا سيكون الماء أندر واغلي من النفط في اليمن. . اتبع بالعدد القادم غدا الحلقة العاشرة بعنوان (ما مدي إمكانية تحقيق الأمن المائي في اليمن )

s_hz208@hotmail. com 

Shukri_alzoatree@yahoo. com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد