منيف الهلالي
في ظل النهضة التنموية، الفكرية ،الروحية.. التي تشهدها دول الجوار تبقى بلادنا محصورة داخل دائرة الأزمات التي نصنعها لأنفسنا، فكلما أوشكت أزمة على الانزياح لاحت في الأفق أخرى، لكان السحب التي تمر على أرضنا مسجاة بخطايانا خصوصاً وقد تبخرت المبادئ وتهاوى القانون واستفحل الظلم وسيطرت ثقافة الزامل على تفاصيل حياتنا اليومية.
عندما يحاول المرء استعادة شريط الذاكرة إلى الوراء يصاب حينها بالذهول من هول الأزمات التي مرت بها اليمن، ويزداد ذهولاً لحظة أن يقف نصب عينيه اليأس الذي يتجرعه المواطنون مع كل أزمة ترحلها السلطة إلى أرشيفها الموبوء حد الانفجار.
ما زالت السلطة ترتدي الصمت حيال ما تشهده البلاد من فوضى ومن حالة تفشي غير مسبوقة لظاهرة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، ربما هذا الصمت الغير مبرر قد يساعد أعداء البلاد على نفث سمومهم القاتلة أوساط المجتمع المحتقن نظير السياسات الخاطئة التي يتعامل بها الحزب الحاكم.
أنا هنا عندما اتحدث عن الصمت لا أعني به عدم الكلام فالكل يعلم القدرة الخطابية التي يمتلكها رجالات السلطة والفقاعات الإعلامية التي يستخدمونها كنوع من المسكنات عند ظهور ما يهدد كراسيهم حتى إذا ما فتأت الأوضاع تستقر زال المسكن وعاود الألم اجتياح جسد الوطن المترهل حد الغرغرة، غير أني أتحدث عن غياب الجدية في معالجة الأمور والتغييرات التي يجب أن تطرأ على السلوكيات المهنية لدى موظفي السلطة وتدارك الأخطاء التي من شأنها إشعال فتيل التذمر الذي يولد الفوضى ويصنع التمردات، وقبل ذا وذاك لا بد من تطبيق سياسة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والعمل على مكافئة المحسن ومعاقبة المسيء، واعتقد أن هذا غير وارد في قاموس السلطة الفارغ إلا من بقايا بيضة وحجر..!!
وكم هو مؤلم عندما يتوغل الغش أعماق وزارة التربية والتعليم فيصبح المراقب في لجنة الامتحانات هو من يقوم بعملية إمداد وتموين الطلاب "بالبراشيم" عن طريق الجو والبر مستخدماً أحدث الوسائل المسكوت عنها من قبل رؤسائه مقابل حفنة من المال كان قد أدخرها الطلاب الفاشلون كبديل غير شرعي للمذاكرة.
وكم هو مؤلم أكثر عندما أجدني في صرح أكاديمي بحجم جامعة عدن تتصعد صدور موظفيها بآهات الشكوى وأنات الألم من سياسة تبادل الكراسي التي أتت حتى على التعليم الأكاديمي في بلادنا فلم تبق ولم تذر..
وكم هو جميل أن يتقاطع الأمر بين رئيس جامعة عدن السابق والحالي بطريقة التعامل اللا أكاديمية!! ربما يتميز الرئيس الحالي للجامعة برقيه في التعامل مع غير الطلاب والدكاترة والمدرسين!!.
لا امتيازات جديدة ولا تغيير ملموس داخل الجامعة لعل الكرسي والتناوب عليه يغني رئيس الجامعة عن النظر في مشاكل وهموم منتسبي الجامعة..!!.
والأشد من ذلك هو أن تلك المرتبات الهزيلة التي يستلمها الكادر التعليمي في الجامعة تتعرض للقرصنة والسطو ولكن لا حياة لمن تنادي.
هي الأخرى الإجازات .. الكل ينتظرها دون أن تلوح بأجنحتها والسبب يعود إلى تزاحم الامتحانات وتصادم مساحتها الزمنية مع العقلية الإدارية للجامعة.
أقول رئاسة جامعة عدن متفردة باستخدامها سياسة التنكيل ضد كادرها الأكاديمي ولا نعلم أسباب ذلك.
ربما يستوجب الأمر قراءة الفاتحة على واقعنا بألسنة الترحم إن لم نبادر إلى إصلاحها.
Almonef @yahoo.com