علي الصباحي
تجنبنا الكتابة خلال الأيام القليلة الماضية عما يحدث من مآسي في بعض المناطق في الوطن العزيز وذلك تحاشياً لأمور كثيرة لا داعي لتناولها هنا مع أن كاتب هذه الأسطر يسكن في إحدى المحافظات الجنوبية إلا أن ما حدث ويحدث من جرائم مناطقية يندى لها الجبين وتذرف لها الأعين إذ كيف يتجرأ مواطن ويقوم بقتل أخيه المواطن بل وصديقه وعشرة عمر!!.
قديماً قيل "رب ضارة نافعة" وهذه المقولة لم تأت من فراغ بل بنيت على أساس من الواقع عبر الواقع عبر التاريخ الإجتماعي ومن هنا فإن ما حدث مؤخراً من قبل عناصر عابثة كان بمثابة الصاعق الذي أيقظ النائمين ونبه الغافلين على امتداد الساحة الوطنية كما أن الحادث في ذات الوقت كشف للرأي العام "المحلي" عن التوجه الحقيقي لما يمسى "الخراب" أقصد "الحراك" إضافة إلى ما سبق فإن تلك الفاجعة التي حدثت مثلت رسالة صريحة وواضحة للسلطة والمعارضة على السواء ومن ثم إن لم تستيقظ الحكومة الموقرة من سباتها وتساهلها وتعقل المعارضة "اللقاء المشترك" ليتم تدارك إنزلاق الوطن برمته إلى الهاوية إذا لم يتم الاستفادة مما يحدث فلينتظر الوطن "دماراً " بيأكل الأخضر واليابس"!!
كان الكثير من المواطنين في تلك المناطق التي تشهد "خراباً وحراكاً" مغترين بما ينادي ويسعى إليه "الحراك" ولكن بعد حدوث الجريمة النكراء المناطقية أعادت إلى أذهان المواطنين صورة المآسي التي كانوا يعانونها ويلاقونها ويعاصرونها في الماضي إبان الحكم الشمولي "البوليسي" الذي كان يستدرج عناصر بريئة إلى أماكن "خاصة" ويتم التحقيق معهم وبعد إنهاء التحقيق والتعذيب التنكيل يتم تصفيتهم جسدياً وبعد ذلك تلصق بهم تهمة العمالة والخيانة!!
إلا أنه وبرغم أن هذه القضية التي حدثت أحزنت وآلمت جميع المواطنين وفي المقدمة أهلنا في المحافظات الجنوبية إلا أنها خدمت النسيج الإجتماعي الوطني دفعته إلى التلاحم والتآخي بعيداً عن المناطقية والفئوية وفي ذات الوقت فضحت دعاة "الحراك" والتجزئة والمناطقية وأصابتهم في مقتل من حيث لا يحتسبون !! فرب ضارة نافعة" نتمنى أن تدرك سلطتنا الموقرة "المربع الذي وصل إليه الوطن" وتعيد حساباتها بجدية وصدق نية على الواقع وليس عبر الإعلام فقط كما نتمنى من الإخوة في اللقاء المشترك" إعادة النظر في "بعض " الأطروحات وذلك من أجل الوطن ووقف التدهور - المستمر- في الجسم الوطني والجميع على ثقة تامة بأن "اللقاء المشترك" يمثل صمام أمان للوطن ككل.
والمطلوب التحرك السريع لإنقاذ البلد فيكفيه تدهوراً وفساداً !! فهل يلمس المواطن خروج السلطة والمعارضة برؤية وطنية تفيده؟
هل يسمع الشعب التقاء الطرفين على طاولة الحوار البناء- خاصة بعد دعوة الأخ رئيس الجمهورية المعارضة للحوار من أجل إخراج البلاد من الأزمات المتتالية ؟! .
هذا ما يأمله كل من يعيش على أرض "السعيدة" اليمن .
Alsabahi77@hotmail.com