محمد أمين الداهية
في كل مرة يشتد الصراع فيها وتتفاقم أزمات الأمة العربية والإسلامية يبرز لنا الهوان والضعف الشديد الذي أصاب الزعماء العرب حتى أصبحنا نراهم كاللاشيء ذلك السراب الخادع الذي يحسبه الضمآن ماءً ستون عاماً وعام والعرب على طاولة الحوار والذي يدركون تماماً بأنه طريق مسدود لا يحقق أبداً الأهداف المنشودة للأمة العربية والإسلامية ستون عاماً وعام والقضية الفلسطينية بين مطرقة المحتل الغاصب وسندان القمم العربية . التي لم تعد اليوم قادرة على أن تكون حتى ذلك الاسبرين المسكن الذي طالما أمتص غضب الشعب وستون عاماً وعام وعين الغاصب المحتل لم يغمض لها جفن وهي في يقظة دائمة متعاقبة تحيك خططها الصهيونية للإطاحة بالقدس الشريف الذي وصلت أعمال الحفر اليوم في أرجائه الطاهرة ما يجعل الصهاينة يفلحون في استخراج هيكلهم المزعوم الذي لا يستبعد أن يكونوا قد عملوا على صنعه فهذا زمن العجائب ستون عاماً وعام وفي كل عام يزداد العرب ذلاً وهواناً بلغ السيل الزبا لكنه سرعان ما تقهقر وعاد ليلتهم نفسه ليضفي على الأمة العربية والإسلامية صفاء يزداد تسارعاً مع مرور السنين ليشمل من أضاعوا القدس وفلسطين والأجيال المتعاقبة للعرب عموماً.
أصبح المشهد العربي اليوم إزاء القضية الفلسطينية وقضايا العرب بشكل عام يوحي بأن الأمة العربية والإسلامية تقترب بشكل ملحوظ نحو الهزيمة الكبرى والتي تتمثل في فقدان قضايا الأمة العربية والإسلامية وإعلان محكمة قانون القوة الغربية الموحد القدس الشريف عاصمة رسمية لدولة إسرائيل العظمى وتتحمل الدولة الفلسطينية ومن يساندها مسؤولية التجرؤ على إعلان القدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين، هذا إن صارت فلسطين دولة ، نحن لا نتمنى ذلك لكن المشهد القائم هو من يفرض نفسه على واقعنا العربي المرير، وخير ما ينذر بهذا الواقع المشؤوم التجزؤ والفرقة التي آلت إليها البلدان العربية والإسلامية وأي هوان ونكسة أكبر من هجوم القدومي على الرئيس أبو مازن وخروج ملف مقتل الرئيس الشهيد ياسر عرفات والتوقيت الزمني لإبراز هذا الملف ، ولا أستبعد أن تكون إسرائيل هي وراء هذه المفاجآت ولو أن أبو مازن أبدى موافقته على الشروط الإسرائيلية لفك الدولتين ربما لم يكن يخرج ملف مقتل الرئيس أبو عمار إلى حيز الوجود، وليس ذلك وفاء من أبو مازن للقضية الفلسطينية لكن الواقع العربي والإسلامي الشعبي وأيضاً الشعب الفلسطيني يحتم عليه أن يكون أكثر واقعية ولا زلنا نتذكر ما قاله رئيس الوزراء القطري عندما قال له أبو مازن ، لا أستطيع لو حضرت القمة سأذبح من الوريد إلى الوريد.
رحمك الله يا أبا عمار ، وكم سنكون سعداء لو أثبت أبو مازن براءته.