;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «44» 762

2009-07-20 03:53:26

نواصل في هذه الحلقة الحديث عن الشراسة الظالمة التي اتبعها أعداء الثورة لمحاصرة صنعاء، وحصدت تلك الشراسة أطفالاً ونساءً وشيوخاً.

يؤكد المؤلف: أن العدو حاول الاستيلاء على مواقع مهمة لإجهاض الثورة وإطباق قبضته الظالمة على صنعاء.

ومنها مطار الجراف الذي أعتبر ورقة ضغط استخدمها الملكيون لوقف الإمدادات وتضييق الخناق على صنعاء ومن يسكنها ويدافع عنها حيث كان يعتبر المهبط المتبقي والوحيد للطائرات "الداكوتا" حيث تسنى للمرتزقة ضرب المطار الجنوبي وقطع طريق صنعاء عندما كانت تتلقى يومياً قذائف مدفعية وصاروخية، وكذلك تعرض مصنع الغزل والنسيج للقصف المستمر ونتج عن ذلك أضرار مادية.

وأخيراً كان القصف العشوائي على أحياء العاصمة وقتل أعداد كبيرة من الأطفال والشيوخ والنساء بواسطة أسلحة أعداء يمدونهم بها من الخارج.

ولكن الفريق العمري كان يصنع نصب عينيه النظام الجمهوري وعدم المساس به وكان يشعر من حوله بأن الموت أقرب إلى النفوس وأشرف من العودة إلى عهود الظلام والتخلف، وكان القائد المتواجد في كل المواقع وكان دائماً في مقدمة الجنود والضباط في تلك الحملات التي كان يقودها وكان كثير التواجد في كل المواقع بما في ذلك قمم المرتفعات "نقم، عيبان ، عصر، ظفار".

وعدنا بعد ذلك إلى الإذاعة حاملين انطباعاً مخالفاً لتلك الانطباعات السابقة شارحين لبقية الزملاء في الإذاعة ما حدث وما سمعناه وشاهدناه عن الفريق/ حسن العمري وكيف تعامل مع الآخرين بثقة متناهية، وكان ذلك بمثابة حافز قوي للزملاء للاطمئنان بأن الثورة باقية والجمهورية لم ولن تموت وما هي إلا ساعات محدودة إلا وأخبار النصر تنتشر وتتناقل بين صفوف المواطنين وأخبار الهزيمة لأعداء الثورة والوطن تتوالى وتتساقط بعدها مواقعهم موقعاً تلو الآخر لتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل احتلالهم وسيطرتهم على تباب عطان وقطع الطريق تاركين ورآهم قتلاهم وجرحاهم.

ولم تغب شمس ذلك اليوم إلا وقد تم إعادة جميع المواقع التي وصلوا إليها في اليوم السابق بل تركوا مواقع كانت تحت سيطرتهم من قبل قيامهم بالهجوم لتعود بعد ذلك معنويات الجميع في الارتفاع كما كانت عليه.

وبالرغم من استمرار المعارك الشرسة في كل الاتجاهات المحيطة بالعاصمة صنعاء وعلى سبيل المثال كانت المعارك على أشدها في الاتجاهين الجنوبي والغربي وعدا تلك المواقع التي تم انسحاب الأعداء منها في عطان وما نتج عن ذلك من قطع طريق عصر باب اليمن والقصف مستمر على محطة الكهرباء واستمرار القصف والهجمات في اتجاه مواقع نقم والحفاء وهجمات على خشم البكرة وتبة المطلاع إلى غير ذلك من المحاولات والغزوات المتكررة في اتجاه موقع الأزرقين وتبة الحاوري.

ومع ذلك كله كان الإيمان الراسخ رسوخ مرتفعات اليمن من أهم العوامل التي قادت المدافعين لتحقيق النصر على أعداء الوطن والثورة.

ملحمة السبعين أيام صعبة

خلال تلك الأيام التي يصعب على كل من عايشها أن تغيب عن ذاكرته لما فيها من مواقف صعبة وحرجة للغاية وعلى سبيل المثال عندما وصلت إشارة إلى الإذاعة من جبل نقم مفادها بأن المجموعة المكلفة بمساندة مواقع المرماحة عليها الطلوع قبل الغروب كما هي العادة عندما تصل إليهم معلومات بأن هناك هجوم على تلك المواقع.

مخاوف من توقف الإذاعة

ولذلك كان من الضروري تحركنا في وقت مبكر وذلك لسببين الأول الخوف من الطريق والسير عليها ليلاً والثاني لأن تحركنا في الليل وما سيصحبه من إثارة سوف تمكن أعداء الثورة من معرفة أن هنالك نجدة ومساعدة عند حدوث الهجوم على المواقع.

وبينما نحن نستعد للطلوع وكان الوقت حينها يقترب من موعد صلاة العصر بدأ القصف المدفعي على الإذاعة فما كان من مجموعتنا إلا الانتظار حتى ينتهي القصف بحسب العادة، وكانت المفاجأة بأن القصف استمر وخلافاً للعادة التي يكون عليها وبصورة أشد لم يسبق لها مثيل ليشمل كل محيط الإذاعة بما في ذلك سقوط قذيفة عند باب مبنى الأستوديو ونسمع معها صوت الانفجار في الراديو وإذا بالأخ/ محمد شمسان الدبعي يصيح بأعلى صوته بأن الإذاعة قد انتهت وعندها تحركنا نحو الأستوديو وكان خوفنا على أشده فيما لو توقف البث الإذاعي وتأثيرات ذلك على سير المعركة وعلى الدفاع عن العاصمة وبالتالي على الثورة والجمهورية.

وكان خوفنا يتزايد فيما لو تمكنت إذاعة الملكيين من البث الإذاعي في حالة توقف إذاعة صنعاء وما قد ينتج عن ذلك من حدوث مخادعة يرددون فيها إذاعة المملكة المتوكلية اليمنية من صنعاء، وكان على علم بذلك المخطط الذي يهدف فيما لو تحقق ذلك ومن خلال استخدام المندسين داخل العاصمة وما يمكن لهم القيام به من إشعال الإمامة وإذا تحقق لهم ذلك فسوف يكون لذلك أثر كبير يفوق كل الآثار التي تنجم عن مختلف أشكال الحروب.

ونتيجة لما حدث توقفت الإذاعة عن البث وكنت في ذلك الحين مع المساعد/ على الحبيشي والأخ/ محمد شمسان والتقينا بأحد الموظفين على باب الأستوديو وعلى الفور أمسكنا بيده طالبين منه معرفة ماذا حدث وأين يتجه والذي اتضح فيما بعد بأنه من المهندسين وأنه لا يستطيع القيام بمتطلبات الإذاعة والإرسال واستفسرنا منه عن مكان المذيعين.

وطلب المساعد الحبيشي من المهندس أن يعرفنا من أين يتكلم المذيع ولكنه أصر على أنه يجهل القيام بمهام الإرسال الإذاعي عندها أخبرنا بأنه ما عليه إلا الإشارة إلى مكان وموقع الميكرفون ونحن بدورنا سنقوم بالكلام حتى يأتي أي مذيع.

وعلى الفور قام الأخ/ محمد شمسان الدبعي بمهمة الإرسال ويردد "هنا إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء" وكان لذلك النجاح أثره الكبير لتنتهي عندها مخاوفنا من الاحتمالات كما قام المهندس بوضع اسطوانة وبدون اختيار مسبق وإذا بها الأسطوانة محمد البصير "جمهورية ومن قرح يقرح" وكان ذلك أشبه بالمعجزة باعتبار الاسطوانة مجهولة وغير مختارة وبدون إعداد مسبق ليصفق معها الجميع مرددين بأن النصر جاء من عند الله سبحانه وتعالى.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد