د. يوسف الحاضري
هناك من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان ممن خلق الله لهم قلوباً يفقهون بها وعيونا ينظرون بها ومن هذه المسلمات اليمنية عدة أحداث غيرت من وجه التاريخ اليمني المعاصر ولعل أهمها على الإطلاق خمسة أحداث حدثت في خمسة أوقات مختلفة ورغم تغير الأزمان إلا أنها مترابطة ترابطاً وثيقاً في التقدم والرقي لليمن خلال هذه المدة والتي تمتد لأكثر من 47 عام وهذه الأحداث بدأت عاماً 1962 بالانتفاضة الكبرى في وجه الحكم الإمامي المستبد في تلك الفترة في ذلك الشطر الشمالي (سابقا) لليمن الحبيب ثم تسارعت الأحداث سريعة وترابط الدم الشمالي مع الجنوبي كما ترابط من قبل وتم الحدث الثاني الهام في ذلك الشطر الآخر لوجه اليمن المشرق ( الجنوب سابقا ) وتمت ثورة ال14 من أكتوبر 1963 أي بعد عام واحد وأسبوعين فقط مما حدث في الشمال واستمرت قرابة 4 أعوام حتى جاء تاريخ ال30 من نوفمبر لعام 1967 وهي لحظة عظيمة في تاريخ كل يمني حيث تم طرد آخر جندي غاشم مسيحي محتل من أرض اليمن الأبي، ولأن هناك ضريبة لابد أن ندفعها ثمنا لحريتنا فقد كان نتاج الاستعمار في الجنوب والاضطهاد في الشمال أن تكونت لنا دولتان تحملان أسما واحدا ( اليمن ) فقد سعى كل أبناء اليمن من تلك اللحظة لإعادة إلى لملمة الشمل من جديد ولأن هذا اللملمة لن تحدث بسهولة فقد أحتاج لسنين كثيرة لكي يتم هذا الحلم المسمى بإعادة توحيد اليمن وأيضا احتاج لصناع قرار يحملون في قلوبهم حبا صادقا لليمن مستمدا حيويته من روح كل أبناء اليمن وتوالت الأحداث ليقدر الله سبحانه وتعالى لليمن ولليمنيين رجلا من أصلاب هذه الأرض ليخرج ويولد من رحم هذه الأرض تربى في جنبات هذه الأرض وتلقى ثقافاته وعلومه وتدريباته في أحضان هذه الأرض وأخذ منها كل شئ صقلت فكرة ومواهبه وعلمته ولم يستفد حرفا واحداً من أي دولة لا تحمل في مسماها اليمن فقد عرف قدر هذه البلاد ووهب نفسه لهذه البلاد دون غيرها فتسارعت الأيام والأشهر والسنون ليتم وبقرار كوني من رب الكون الذي بيده ملكوت السماوات والأرض من يؤتي ملكة من يشاء فقد شاءت إرادته أن يخرج اليمنيين من دوامات الحروب والاغتيالات وعدم الاستقرار خلال تلك الفترة بأن قدر لنا هذا القدر وجاء الحدث الرابع الهام جدا في حياتنا نحن كيمنيين وتاريخنا الحديث وذلك في اليوم ال17 من يوليو 1978 لتكون نقطة البداية لبداية كانت قد بدأت في بداية الستينيات ولكنها توقفت إلى أن بدأت هذه البداية عندما تولى رجل يمني أسمة ( على بن عبدالله صالح ) رئاسة اليمن الشمالي في تلك الحقبة وبه بدأت اليمن تتخذ منحى جديداً وشكلاً آخر مغايرا عما كانت عليه في السنين السابقة لها، بدأ الأمن يستتب وبدأت عجلة التنمية تتحرك وبدا كل شئ جميلاً في شتى مجالات الحياة المعاصرة ترى نورها وأنتشل اليمن من مستنقعات الحروب الطائفية والقبلية والاغتيالات السياسية وغير ذلك واستمر في حلمه في لملمة الشمل اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة وبالفعل قام ودعا إلى الوحدة اليمنية التي وبالفعل وبعد مرور أقل من 12 سنة من تولية مقاليد الحكم تمت مشيئة الله التي أرادها لنا في هذا البلد الطيب ( لأنها موصوفة بهذا الوصف ) بلدة طيبة ورب غفور، وتمت الوحدة بين شطرين جزأتهم أطماع المستعمرين منذ عشرات العقود وبهذه الوحدة والتي تمت في 21مايو 1990 يأتي الحدث الخامس المهم والأهم في تاريخنا الحديث كنتاج طبيعي لما سبق من أحداث تاريخية رائعة في حياتنا وعلى يد والدنا وأخونا ورئيسنا رمزنا جميعا رمز الأمة اليمنية وكل فرد ينتمي إليها وأشدد على كلمة ينتمي إليها، وكان هذا الحدث الخامس من الأحداث التي تعتبر نتاجاً طبيعياً للأيام العظيمة السابقة التي سبقتها بدءا ب"26" من سبتمبر وال14 من أكثوبر مرورا بال30 من نوفمبر إنتهاءا ب17 من يوليو تمحورت وتشكلت واتحدت لتولد لنا يوما مجيدا من أيام الله يسمى ال21 من مايو وما أجمله من يوم يفتخر فيه كل فرد كان حاضرا تلك اللحظة العظيمة في هذه الأرض العظيمة وبهذا تزداد التحديات ولكن لكل تحدي عظيم رجال عظماء على قدر من المسئولية فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتستمر عجلة التنمية تسير وتسير وتسير تحت قيادة رمز كل يمني في الداخل والخارج علي عبدالله صالح حفظه الله لهذا البلد ولأهل البلد، فأقولها وبكل ملء فمي يعبر بها قلمي كلمات مدوية تسمع كل من لديه القدرة على السمع بأن يوم ال17 عشر من يوليو يوم عظيم في حياتنا كيمنيين أما الصم والبكم فلن يستطيعوا أن يسمعوا ما أقول لأن الله يقول ((إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ))، فمن كان ميتا أو كان أصما فهذا شأنه ولا يعبر عن شئ في اليمن. <
Yusef_alhadree@hotmail. com