;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «45» 728

2009-07-21 03:19:33

أشرنا في الحلقة السابقة إلى ضرب أعداء الثورة لأستوديو الإذاعة التي كانت تحت قبضة رجال الثورة في محاولة منهم لإخماد صوت الثوار واستخدامها بوقاً يروج لفلول النظام الإمامي البائد وهنا يضيف المؤلف:

تواجهنا صوب الأستوديو الاحتياطي الذي كان في حاجة إلى جهد كبير وهدفنا من وراء ذلك هو تحاشي الإصابات الجديدة التي قد تحدث والإيقاف الفعلي للأستوديو الأساسي وما قد يترتب على ذلك من مخاطر، وللحقيقة فإن رجال الإعلام كانوا مخلصين ومتفانين في سبيل الثورة ومنهم أحمد دهمش الذي كان وكيلاً لوزارة الإعلام وهذا الرجل عمل المستحيل في سبيل إيجاد أستوديو احتياطي بالإضافة إلى توجيه إذاعة صنعاء وتعز للبث في قنوات مشتركة حيث كان يذيع من وقت لآخر قائلاً "هنا إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء وتعز"، وكان ذلك تحسباً فيما لو تعرضت إذاعة صنعاء للقصف ليستمر البث من استوديو إذاعة تعز.

الكهرباء.. والدفاع عن العاصمة

كان الجميع يتجه وبكل تفان نحو القيام بالدور المطلوب للدفاع عن العاصمة باعتبار الدفاع عنها هو الدفاع عن الثورة والجمهورية لا يغيب عن الذهن دور مؤسسة الكهرباء خاصة العمال والمناوبين الذين كانوا يصلحون كل الأعطال بعد توقف القصف والذي كان يستمر لساعات وما ينتج عنه من أعطال وتدمير، حيث كانت هذه المجموعة التي كانت على مقربة من الإذاعة والتي كنا نتعامل معها كانوا بقيادة الأخ/ محمود سرحان حيث كنا نلاحظهم ونتابع تحركاتهم وتفاعلهم مع مجريات الأحداث.

وفي إحدى الليالي كانت الكهرباء قد أصيبت بأضرار كبيرة وأصبح الظلام يخيم على المنطقة ولا أبالغ بأن الموقف حينها كان يوحي بأن الجميع يعيش بين الأنقاض حيث عم انقطاعها أحياء متناثرة وكان كل من يعيشون فيها كأنهم يتواجدون بين الأطلال القديمة بينما كانت الإذاعة هي الوحيدة التي لم تنقطع عنها الكهرباء وذلك نتيجة للدور المشرف لعمال الكهرباء.

وفي اليوم الثاني قامت فرقة صيانة الكهرباء بمهامها ومتابعة ومعالجة الأعطال في شبكة الكهرباء داخل الإذاعة والمرافق المحيطة بها.

والأكثر من ذلك فقد كانت مجموعة الكهرباء لا تتقيد بزمن أو فترة معينة للقيام بالإصلاح حيث كان تواجدهم المستمر من علامات تلك المرحلة وشمل نشاطهم القيام بمهام أخرى منها تكثيف الحماية على أعمدة الكهرباء وحمل جواني الرمال ونشرها على الأماكن المهمة التي قد تؤثر على الكهرباء.

عبدالله اليدومي..

واللقاء الثالث

تلك بعض المواقف الصعبة التي رافقت مرحلة الدفاع عن الثورة وفي فترة ملحمة السبعين حيث شملت مهمتنا الدوريات داخل وخارج الإذاعة ولم تقتصر على ذلك بل امتدت إلى أسطح المباني ومراقبة المنازل المجاورة حيث أن أعداء الثورة كانوا يصنعون مخططاتهم لتحقيق أهدافهم بالسيطرة على الإذاعة وذلك بشغل بعض المباني ويكون بمثابة بجعات يحتمي بها أعداء الثورة ليتمكنوا من مراقبة الأحداث.

وصولاً لتحقيق ما يهدفون إليه عندما تتاح لهم الفرصة باعتبار أن الإذاعة صوت الجماهير والثورة داخل الوطن وخارجه والأكثر من ذلك تم التأكد من وجود بعض المنازل المجاورة والمحيطة بالإذاعة وأنها كانت مصدراً للقنص بالسلاح الخفيف.

وكان اللقاء الثالث بالزميل / عبدالله اليدومي بالكلية الحربية بعد التحاقي بها حيث كنت وقتها من طلاب القسم المتوسط وكانت كل تلك اللقاءات ونحن في خندق واحد نؤدي الواجب المقدس بالمشاركة في الدفاع عن الثورة والجمهورية.

كانت روح العمل الجماعي والتعاون هي المبادئ السائدة بين الزملاء غير عابئين بالانتماء القبلي أو المناطقي أو أي نوع من أنواع الولاء حيث كان حزبنا هو "الوطن والثورة والجمهورية".

مجاهد أبو شوارب.. ومواقف شجاعة

كان من المواقف البطولية التي رافقت ملحمة السبعين والتي كانت في مقدمة الأسباب التي أربكت أعداء الثورة ذلك التنامي والتزايد في حجم المقاومة الشعبية في إطار العاصمة والمدن الأخرى وكان ذلك بمثابة الدافع المعنوي والسند القوي لوحدات القوات المسلحة.

وكانت القوات المسلحة في حجة تقوم بالدور المطلوب منها بقيادة الأخ/ علي محمد صلاح ومن معه من أبطال اللواء والوحدات التي كانت تتخذ من المنطقة مقراً لها بالإضافة إلى أبناء المحافظة من قبائل وقوات شعبية وطلائع من شباب المقاومة وكان الجميع لهم مواقف شجاعة وأدوار صعبة أعطت أعداء الثورة ولقنتهم دروساً قاسية.

وكانت حجة والقوات المسلحة المرابطة في نطاقها مصدراً أساسياً لإفشال مخططات المرتزقة الفلول الهاربة التي كانت تستهدف إسقاط الثورة وإحكام الحصار على صنعاء.

وبذلك الأسلوب والتفاني في تحقيق الأهداف تمكن الأخ/ مجاهد أبو شوارب ومعه العديد من أبناء القبائل من فتح الطريق المؤدي إلى حجة مستخدما كل الأساليب الممكنة ابتداءاً من المصالحة والإقناع إلى خوض العديد من المعارك والتي كانت معظمها معارك ضارية لتطل بعد ذلك إلى مدينة حجة وفك الحصار عنها الذي عانت منه لمدة كبيرة.

ولهذا المناضل في سنوات الدفاع عن الثورة وحتى إبان ملحمة السبعين يوماً وعندما سيطر الملكيون على جبل الطويل قاد الأخ/ مجاهد أبو شوارب هجوماً كبيراً في اتجاه جبل الطويل وتمكن خلال تلك الهجمة من الاستيلاء على بعض الأسلحة وتدمير البعض الآخر بالإضافة إلى طرد مجاميع الملكيين والمرتزقة من ذلك الموقع ليحتله بعدها أفراد من المظلات باعتبار أن القوات المرافقة لمجاهد أبو شوارب كانت أشبه بالقوات الاحتياطية.

الشيخ/ أحمد المطري.. والمواقف الوطنية

كان لكل قبيلة دورها في الدفاع عن الثورة وكان للقبائل والمشائخ من المواقف التي يصعب على أي أحد أن يتجاهلها ومنها قبيلة بني مطر بقيادة الشيخ المرحوم/ أحمد علي المطري والذي كان له الدور الأساسي في المحافظة على الطريق التي تربط الحديدة بالعاصمة صنعاء.

وقد كان عبر سنوات الدفاع عن الثورة في مقدمة الصفوف كما كان عاملاً معنوياً ورمزاً من الرموز الوطنية حيث شارك بإخلاص في بناء اليمن بعد تثبيت جذور الثورة.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد