;

الحــــــوار بالــتراسـل مــقــدمة للــتكـاسل 726

2009-07-21 03:25:12

فاروق مقبل الكمالي

من الجيد أن تبدي الأطراف السياسية في الساحة اليمنية رغبتها في الحوار من أجل الخروج بالوطن من دوامة وكوارث الممارسات السياسية الحاصلة , والحقيقة أن الحوار ليس فقط مطلبا سياسيا ملحا بالنظر إلى ما تمر البلاد به من مشاكل بل إن الحوار مع النفس قد يكون أكثر أهمية للفرد والوطن وقبل الحوار مع الجيران في الحي والعمارة نحن بحاجة للحوار مع أنفسنا في عملية مراجعة وتقييم ذاتية لما يصدر منا من تصرفات وما نتخذه من قرارات على المستوى الشخصي والعائلي وحتى نصل إلى مرحلة السلام الداخلي أولا .

الخروج من دائرة التربص مقدمة أولى للحوار أي حوار كان منذ أن جدد فخامة رئيس الجمهورية دعوته جميع الأطراف السياسية للحوار ومازلت متسمرا أتابع التفاصيل الكثيرة على قلتها والتي من خلالها أعرف الطريق التي تسلكها تلك الدعوة الرئاسية والملاحظ أن للدعوة عشاقها ومحبوها وقد بادر الجميع في الطرف الآخر " المعارضة " إلى إبداء القبول بالدعوة لكن ؟؟

لكن ؛؛ لكن هذا ليس بمقدوره أن تتحرك خارج أقبية المقار الحزبية قبل تأكدها من زوال أعراض ما بعد الإصابة بحالة البرد حفاظا على الشعور العام ولهذا ظهر الحوار بالتراسل بين مقرات أحزاب متجاورة ومتحاورة أو يفترض بها بدء الحوار , وبدء الحوار المفترض بالمراسلات, ظاهرة جديدة استبدلت عن الوساطات لتوصيل وجهات النظر التي وإن كان ولابد من شرحها قبل الاتصال المباشر على طاولة واحدة , فقد كان الأفضل بالمتهاورين عفوا "بالمتحاورين " أن يستخدموا هواتفهم النقالة لشرح وجهات النظر فيما بينهم .

مع ذلك لنستند إلى حسن النوايا ونترك الحوار يجري على طريقتنا اليمنية المبتكرة التي لايوجد في مكوناتها أية منتجات مستوردة لكن حسن النوايا هذه أم الدواهي اليمنية كلها صالحها وناطحها فهي لم ترد في رسالة المؤتمر الشعبي العام إلى أحزاب اللقاء المشترك بل ورد بديلا لها الكثير من الأمور التي تجعل الشخص يتخيل أن قاض ما قرر إعطاء المتهم صورة من ملف الدعوى والاتهامات ويلزم المتخاصمين إلى حضور الجلسة القادمة التي ستعقد بالزمان والمكان المحدد ويبدو أن لدى المؤتمر مشكلة عصية على الفهم كثيرا وبحاجة إلى طبيب نفساني قبل كل شيء يعيد تأهيل من يمكن تأهيله منهم ويجد فيه فرصة للاستمرار.

ووردت حسن النوايا مرتين في الرسالة الثانية الموجهة من المشترك إلى المؤتمر وحسب الرسالتين الأولى والثانية فإن ثمة شرطين أو لنقل مطلبين أراد المشترك طرحهما في واجهة الحوار الذاتي للمؤتمر نفسه قبل أن يتم تقرير أي طاولة ستجمع المتحاورين . لكن المشترك هنا كان مدفوعا بردة الفعل تجاه رسالة مؤتمريه جافه ,واستعلائية وانتقاصية لذا فإن حسن النوايا هذه التي أرادها المشترك من المؤتمر الشعبي العام كمقدمه لجدية الحوار تتضمن ثلاث نقاط رئيسه على النحو التالي :

أولاً: تنقية الأجواء السياسية وإزالة مظاهر الاحتقان الشعبي ، بما في ذلك إطلاق المعتقلين السياسيين ، وقضايا الحريات العامة وحريات الصحافة

ثانياً: بحث الآلية المناسبة لإشراك كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مناقشة وتطوير النظام السياسي بما في ذلك النظام الانتخابي (القائمة النسبية)

ثالثاً: الاتفاق على ضوابط عامة للحوار .

وقد تفضل المشترك مشكورا بشرح مبررات وأهداف كل مطلب على حده في رسالته الثانية الموجهة إلى المؤتمر علنا عبر الوسائل الإعلامية المتاحة للمشترك؟؟

حتى الآن لاخلاف ولا اعتراض على حسن النوايا لكن ما كنا نأمل أن يدركه المشترك أن تلك النقاط هي جزءاً من كل المشكلة التي تعيشها أو تمر بها البلاد والمؤمل من الحوار الوصول إلى حل لها وتقديمها لتكون بادرة لحسن النوايا عمل اعتباطي كونها شروط مسبقة إن لم يقبل بها الطرف الآخر" المؤتمر" فإن "المشترك " لن يدخل بالحوار ؟ !

وإن قبل بها فإن المشترك سيذهب إلي حوار مفروغ منه على إنه مولود في الوقت الضائع وربما لن يكون في جعبة المتحاورين الكثير ليقولوه إذ أن المشاهد والملاحظ أن طبيعة المشكلة أساسا تتمثل في ذلك الجانب المعني بصنع الأزمات إعلاميا من كلا الطرفيين .

وعودة إلى حسن النوايا فقد كان يفترض برسالة المشترك الأولى والثانية وما سيتبعها من رسائل أن تطلب من المؤتمر حوارا جديا يفضي إلى تحقيق الكثير من النتائج الهامة ومن ضمنها تلك التي سبق وأشرنا إليها وتعلم المؤتمر أن الحوار بلغة الاستخفاف غير مقبولة كونه جزءاً من المشكلة التي نتحاور للوصول إلى حلٍ لها.

لكننا الآن لا نعرف أين ضاعت حسن النوايا التي من أول أسسها " وأني وإياكم لعلى هدى أو في ظلال مبين " . ولهذا يبدو أن الحوار بالتراسل ليس عدا مقدمة للتكاسل.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد