عصام المطري
الحقد خلقُ ذميم نهى عنه الإسلامي الحنيف ، وهو مانعك من دخول الجنة ، فحاول أن تترفع عن الصغائر تعش أسعد الناس وتصغي خلافاتك من الآخرين بحيث لا تحمل لهم في قلبك ذرة حقد ، فاخفض جناحك للمؤمنين واغفر زلاتهم تكن أسعد الناس ، وتودد إلى زملائك وأصدقائك وأخوتك تودد المنكسر الذي لا يرجوا علوا ً في هذه الدنيا وأحسن معاشرة الناس بالحسنى والكلمة الصالحة الصادقة، وخالق الناس بخلق حسن ، واجتنب قول الزور أو العمل به لأن تقول الزور من المنهيات العظيمة التي شدد عليها الدين الإسلامي الحنيف ، واصبر في النوازل والفواجع وعاديات الزمن ، ولتكن لك رحلات في فضاء الكون الواسع لتتعرف عن قرب على عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
إخفض جناحك لمن اتبعك، واغفر الزلة عن المذنب المسيء في حقك ، ولا تصعد الخد وأطفئ نار العداوة ، وأذكر الناس بذكر حسن ، ولا تكن نماماً حاقداً مستعلي وإنما كن بسيطاً متواضعاً ، عاقب على قدر الذنب، فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول أنها تحلق الشعر وإنما تحلق الدين ، كما أخبر عن ذلك الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا تؤذي الحيوانات والحشرات والهوام خاصة الكلاب والقطط ،وارأف بالحيوان ، وأطعمه واسقيه، فإن أحدهم دخل الجنة لأنه سقى الكلب الماء ، وامرأة مصلية ناسكة صائمة دخلت النار بسبب هرة حبستها في البيت ، فلا هي التي أطلقتها ترتع من حشاش الأرض ، ولا هي التي أطعمتها ، فكان جزاؤها النار على الرغم من الأعمال الصالحات التي تقوم بهن ، فحذاري من النار بالإساءة إلى الحيوانات الضعيفة ، فالدين الإسلامي الحنيف نادى برعاية حقوق الحيوان من قبل أربعمائة وألف عام ، فما بالنا لا نرحم ، ولا نكلف انفسنا شيئاً في اتجاه الرحمة.
أخفض جناحك لمن اتبعك ، واغفر الزلة للمذنب المسيء في حقك ، واعفُ عن من ظلمك ، وصل من قطعك ، وأعطي من حرمك تكن أسعد الناس، ولا تمشي في الأرض مرحاً أنك لن تخرق الأرض ، ولن تبلغ الجبال طولاً ، ولا تصعر خدك للناس ، واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، وابتغي فيما أتاك الله الدار الآخرة ، ولا تنسى نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك ، ولا تركن إلى الذين ظلموا فتمسك النار ، واقتصد في الإنفاق ، فإن المبذرين إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً ، ولا تنتظر الشكر أو المديح من أحدٍ من الناس ، وإنما إطلب الجزاء الوافي من الله سبحانه وتعالى.
اخفض جناحك لمن اتبعك، واغفر الزلة عن المذنب المسيء في حقك ولا تحقرن شيئاً من المعروف حتى وأن تلقى أخاك بوجه طلق، وبادر إلى عمل الصالحات ، وكن من الخيرين في هذا الوجود ، تفقد حال الأيتام المساكين والمحتاجين في حيك أو مدينتك أو قريتك وقم بالواجب نحوهم مما يمليه عليك ضميرك تجاههم ، فالصحابة والتابعين رضوان الله عليهم كانوا يعولون الفقراء والمساكين ويصرفون لهم يومهم من الغذاء والملبس والمأكل والمشرب ولا تنهر اليتيم ، ولا تقهر السائل بل لا تقهر اليتيم ولا تنهر السائل ، وحاول أن تجود لهم بالعطاء الجزيل، فإن ذلك من حقهم.
إخفض جناحك لمن اتبعك، واغفر الزلة مذنب المسيء في حقك تفز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، وامحو السيئة بالحسنة، وقل المعروف ، ولا تكثر من المزاح، فإن كثرت المزاح تغضب الله وتورث الضغائن والأحقاد ، وعاشر الناس بالمعروف ولا تكلف نفسك الشيء الكثير من الأعمال ، واعلم أن خير درهم ما أنفقته على أهل بيتك وعيالك ، وتطيب بالعطور فإن تلك ممن كان يحرص عليهن الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: "من أنفق ثلث ماله على الطيب فما خسر" هكذا هو التوجه الرباني في.. التجمل وحسن المظهر ، والتطيب.
إرحم الناس ، وليكن في قلبك رحمة دائمة أبدية لهؤلاء الناس الذين حرموا من الأعمال الصالحات،ومارس معهم أصول الدعوة إلى الله ، فادعو إلى كتاب الله العزيز المتعال ، ولا تخشى أحداً من الناس ،وخالطهم، ووجههم إلى المعالي وفعل الطاعات ، واقضي حوائجهم وتودد إليهم ، وانشر الخير في كل اتجاه، وأرض عن أهل بيتك وعيالك ، وعاشرهم بالمعروف ، واكسهم ، وتفانى في خدمتهم ، وازرع البسمة في أفواههم وحذاري أن تجوعهم فيملوك.
وترفع عن الصغائر ولاتهم الرزق ، فإن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى ، وأطلب الله من رزقه الوفير يعطيك ، ما اتخذت في ذلك الأسباب المؤدية إلى رزق الله الواسع منها على سبيل المثال لا الحصر الشكر والحمد لله عز وجل على القليل فإنه سيأتيك بالكثير ، والمداومة على الاستغفار ، والمشي في مناكب الأرض بحثاً عن الرزق وإلى لقاء يتجدد والله المستعان.<