محمد أمين الداهية
بعض الزملاء الأكارم أبدوا استياءهم تجاه ما كتبته في مقالات سابقة حول القضية الفلسطينية وهو أن الأمة العربية والإسلامية وقالوا يا محمد قبل أن تتطرق إلى ما لا يجدي التطرق إليه علينا أن نجعل اهتمامنا فيما يخص مشاكل وطننا وشعبنا ، لكنني قلت وما زلت أقول لا بارك الله فينا نحن العرب إذا صارت مشاكلنا وهمومنا تلهينا عن أغلى قضية للأمة العربية والإسلامية، القضية الفلسطينية التي نجح أعداؤنا في أن يبعدونا عنها وذلك عبر الانقسام والتجزؤ الذي استطاع الأعداء أن يوجدوه في أوساط الأمة العربية والإسلامية مستعينين بالخونة عبدة الدولارات ومستغلي سذاجة العقول العربية للأغلبية ممن ينتمون إلى المحيط العربي.
لا بارك الله في عرب يحققون لأعداء الإسلام أهدافهم الشيطانية المتمثلة في تدمير الأوطان العربية والإسلامية والقضاء على حضاراتها العريقة، وشرذمة الأمتين وعولمة هويتها، لا بارك الله في عرب يعرفون أن الأزمات الداخلية للأوطان العربية عامل مساعد في التخلي عن القضية الفلسطينية ويسعون لأثارتها بحجة أي مبررات كانت ، لا بارك الله في حكومات عربية تلهيها أزماتها عن القضية الفلسطينية،لا بارك الله في حكومة فلسطين المتمثلة بفتح إن كان وصولها إلى الرئاسة الفلسطينية جاء على حساب دم الشهيد "أبو عمار". لا بارك الله في شعب فلسطين إن عرف الحقيقة ولم يحرك ساكناً.
لا بارك الله في الأمة العربية والإسلامية إن نست حصار الرئيس عرفات من قبل الكيان الصهيوني الذي عجز عن تحقيق أي هدف عن طريق أبو عمار، والذي أثبت للعالم أنه خير من صان القضية الفلسطينية فيا أيها العرب المتشرذمون هلا أفقتم ، هلا حاولتم الخروج من واقعكم المرير المقدس في الطور الأخير من مرحلة التهويد، وغزة تذرف دموع الألم والحزن على عرب شغلوا أنفسهم وتنحوا جانباً وتركوا القدس وغزة، لمن أيقنوا فعلاً بأن الأعراب أشد كفراً ونفاقاً فاستطاع الصهاينة أن يجدوا الكثير ممن تشملهم هذه الصفات ، فأحرزوا تقدماً وحققوا نجاحاً وأصبحوا يحتفلون في مناسبات عدة لاحتلال فلسطين، بينما العرب لا ينقصهم إلا أن يرسلوا برقيات التهاني والتبريكات وتمنياتهم بمزيد من التقدم والانتصار.