;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «46» 747

2009-07-22 04:11:12

إفرازات جديدة وغريبة

يقول المؤلف مع توالي النصر وفي كل الاتجاهات ظهرت محاولات بدأت تلوح في الأفق وإفرازات غريبة وجديدة كان منها ما يمكن أن نطلق عليه بحالات من الغرور والتي تمثلت في صور وأشكال مختلفة صادرة من بعض القيادات التي كانت لها ارتباطات حزبية تحت الستار والبعض منها كانت تحمل رائحة قذرة وهي التي تدعو إلى الطائفية والمناطقية كل ذلك أنعكس وبصورة واضحة في صفوف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية إذ تعتبر الحزبية في القوات المسلحة أهم عوامل الإحباط والفشل وهو ما يفقد الثورة ما حققته من انتصارات متتالية ويفقدها تلك الهيبة وتقلل من حجم ما تحقق من ملاحم بطولية.

لتبدأ بعد ذلك الصفوف تعاني من الانشقاق وبالذات في الكلية الحربية، والأكثر من ذلك ظهرت دعايات جديدة تصنف وحدات القوات المسلحة بأن هذه الوحدة ملكية وهذه جمهورية وكان كل من ينتمي إلى المدرعات يقال أنه ملكي ومن ينتمي إلى الوحدات "الخاصة الصاعقة المظلات" يعتبر حزبياً وثورياً وكان ذلك هو البداية الجديدة للتآمر على الثورة والوطن بعد أن فشلت قوى التخلف ومن يقف معها في إجهاض الثورة بذلك الأسلوب والذي كان يمثل تآمراً على تلك المكتسبات العظيمة التي تحققت من بداية الحصار وما تلى ذلك من انتصارات متلاحقة للثورة وهزائم تلو الأخرى لفلول النظام الإمامي والمرتزقة.

ولا يوجد أدنى شك بأن تلك الإفرازات وما رافقها من تعصبات حزبية مراهقة ونعرات طائفية كانت بداية العد التنازلي لدفع ثمن الانتصارات والوقوف الصلب في وجود الأعداء والذين كانوا على ترقب ليتمكنوا من أي فرصة أو يستغلوا أي ثغرة يتسللون خلالها للوصول إلى القيادات الفعلية صاحبة القرار في القوات المسلحة وخصوصاً في القيادات العامة ورئاسة هيئة الأركان العامة محاولين باستماتة تعميق الخلاف وهو في المراحل الأولى إذ وصلت درجات الغرور أوجها لدى بعض القيادات خاصة في تلك المجموعة من رئاسة هيئة الأركان ومعهم عناصر من بعض الوحدات العسكرية فكانت سبباً في اتساع رقعة الخلافات وما رافق تلك الانقسامات في صفوف القوات المسلحة والوحدات المقاتلة فكانت الوحدات ذات الطابع الخاص مثل الوحدات الخاصة تسير في اتجاه يمكن وصفة بأنه حزبي ويخضع لتعبئة معينة يقودها البعض ممن كانوا يطلقون على أنفسهم أوصافاً عديدة ومنها أنهم القيادات الوطنية والثوار وكانت تلك الصفات في الواقع بعيدة كل البعد عن الممارسات والتعامل الوظيفي لهم ولعل من أهم تلك الممارسات التي عمدت لها بعض القيادات التي كان لها أدوار بطولية أمثال الأخ/ محمد صالح فرحان الذي تخرج من الكلية الحربية بعد أن شارك مع زملائه في تنفيذ العديد من المعارك الناجحة ومع ذلك كانت الارتباطات الحزبية وتأثيراتها أقوى من كل ذلك.

أخطاء تتجاوزها أدوار بطولية

يضيف المؤلف: ومع ذلك أجد أن أي انتماء أو تعاطف حزبي يعتبر من الأمور الشخصية التي تخضع لقناعات معينة كما أود الإشارة إلى أن هناك أخطاء كثيرة حدثت وتجاوزات ومن ذلك تعتبر بعض القيادات العسكرية مثل تغيير قيادات الكلية واستبدال الأخ/ محمد علي الجبري بالأخ/ علي الصلاحي متجاهلين الدور البطولي للجبري خلال مرحلة الدفاع عن العاصمة والذي حدث دون معرفة القيادات العامة وكان لذلك أكبر الأثر على الكلية وطلابها ولذا لم يستمر الصلاحي طويلاً ليستبدل بالمقدم/ عبود مهدي وللحقيقة أن الأخ/ عبود مهدي يعتبر من القيادات الشجاعة ومن أصحاب المواقف الشجاعة في الدفاع عن الثورة والجمهورية ولفت إلى أنه حدث رد فعل لدى بعض الزملاء ونتيجة لهذا التعيين خاصة بعد تفشي ظاهرة الانتماء الحزبي والمناطقي في صفوف طلاب الكلية لتزايد الدعوة بعد قبول المقدم / عبود مهدي وربما كان ذلك مرتبطاً بتعليمات وأوامر مصدرها قيادات مسؤولة هدفها استمر تحفيز الطلاب وإقناع العديد منهم بتشكيل لجنة تذهب إلى رئاسة هيئة الأسكان العامة للقوات المسلحة تطالب بنقل المقدم/ عبود المهدي على أن يتم اختيار أقدم طالب وهو المساعد/ علي أحمد الحبيشي رئيساً للجنة.

لقد كان علي الحبيشي بعيداً كل البعد عن الحزبية والدعوة إلى الطائفية والمناطقية حيث كان اختيارة من قبل اللجنة الممثلة من أقسام الكلية الثلاثة "الاعدادي المتوسط النهائي".

وكانت اللجنة المشار إليها تهدف لاستبدال إدارة الكلية حيث كنت أنا واحداً من جملة أعضاء تلك اللجنة ممثلاً للقسم الإعدادي وقد ذهبت إلى المساعد/ علي الحبيشي أترجاه أن يعفيني من المشاركة في تلك المهمة إدراكاً مني بأن الهدف ليس إقصاء المقدم / عبود المهدي بل كان الهدف أبعد من ذلك وهو الخضوع لتوجيهات هدفها زعزعة الكلية.

تصرفات قيادية تكشف عن قذارة الحزبية

واتضحت طبيعة التربية الحزبية والممارسات اللاوطنية التي يتحدث عنها / عبدالرقيب الحربي وخاصة عندما وجه الحديث للزملاء بقوله: لعلمكم أنهم يرشحون لكم مديراً جديداً وإذا به يكرر نفس الاسم لذلك الرجل / عبدالله عبدالسلام صبرة، وكنت على وشك الرد عليه لكي أعرفه من هو عبدالله صبرة أنه ذلك الرجل أحد رموز الثورة وأبو الأحرار ولا أستطيع أن أصف الوالد / عبدالسلام صبره بالكلمات البسيطة وعبدالله عبدالسلام صبرة هو أبن ذلك الرجل المناضل وأقول هذا الشبل من ذاك الأسد".

لم يدرك الحربي بأن الثورة والجمهورية قامت على أسس ومبادئ وأهداف عظيمة منها إنهاء الطائفية والعنصرية والمناطقية وإزالة الفوارق بين أبناء الشعب الواحد.

ومما يزيد الموقف حسرة هو أن ذلك الرجل كان يتربع على كرسي القيادة للقوات المسلحة وكان مسؤولاً في رئاسة هيئة الأركان العامة والأكثر من ذلك ومما زاد في احتقاري له عندما حاول المساس بشخصية أحد رجالات الثورة والذي أطلق أول طلقة على قصر البشائر وهو المقدم/ عبدالله عبدالسلام صبرة مما أدى إلى تزايد شعوري بالإحباط وكنت أفكر في كيفية مواجهة المستقبل في ظل هذه التصرفات الحمقاء والتربية الحزبية التي كانت تطغى على كل القيم والمبادئ.

ومما كان يحز في النفس أن الحديث ينصب حول الثورة والوطنية والتقدمية والتي كانت شعارات تتناقض مع تلك الممارسات التي لا يمكن أن يطلق عليها إلا ممارسات المراهقين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد