محمد أمين الداهية
أعرف يا وطني أن الأسى والحزن يعتصر قلبك اعتصاراً، أعرف يا وطني أن تأوهاتك وأوجاعك تذهب أدراج الرياح، أعرف يا وطني أن النار التي تصطليك، يمدها الخونة بالمزيد من الزيت، لتقضي عليك وتجعل منك رماداً تناثره عواصف الجبناء، أعرف يا وطني أنهم باعوك وتخلوا عنك، أعرف يا وطني أنهم قبضوا ثمن دمارك دراهم معدودة وحسبوا أنهم سيكونون من الزاهدين ، أعرف يا وطني أن هناك من يريد أن يجعل من اليمن يمنات.. سحقاً لقوى الشر الظالمة، سحقاً لأنصاف الرجال باعة الأوطان ،سحقاً لكل المتواطئين ، سحقاً لكل العملاء، سحقاً للطابور الخامس ، سحقاً لصمت شعبي،وضعف أمني سحقاً لقلوب تضمر ما تخفيه وجوه مقنعة ، أيها اليمن العظيم، ما لي أراك وهنت ، أنذير شؤم يعتريك، وكأني أرى أرضك الطاهرة تقول لا تجعلوا جسمي ساحة يقتتل عليها أبنائي ، فما أقسى الحزن عندما لا أعرف هل أبكي عن من أحتضنه وأضمه إلى أحشائي أم أبكي على جيل إنهارت أركان مستقبله، فلن يرى إلا وطناً منهك وأرضاً تحترق لا تستطيع أن تكون إلا وعاءً لجثث الإخوة المتناحرين ، فيا أيها اليمنيون إلى أين يسيرون باليمن. وإلى أي جحيم يمضي به العملاء، أيها اليمنيون هل جاء الدور علينا لنعيش مأساة فلسطين والعراق، هل جاء الدور علينا لنشرب من الكأس الذي شربه وما زال يشربه الصومال الشقيق أيها اليمنيون، ما ذنب الأبرياء ليكونوا ضحايا أطماع المرتزقة والعملاء ، أيها اليمنيون ، من منكم لا سمح الله إذا حل بوطننا ما حل العراق ، من منكم قد عمل على تأمين حياته وحياة أسرته خارج أرض الوطن؟! فلماذا يكون الضعفاء المغلوبون على أمرهم، معاول هدم لوطنهم وشعبهم وقبل ذلك لأنفسهم، أيعقل أن يكون أبناء اليمن هم من يحققون لأعداء اليمن أرضاً وإنساناً مآربهم وأحلامهم أيها اليمنيون ، الوطن أمانة في أعناقكم ، مستقبل الأجيال أمانة في أعناقكم، أيها السياسيون والقادة ، أيها المفكرون والمثقفون ، أيها الأحزاب والمنظمات أيها الوجهات والشخصيات الاجتماعية ، ويا كل من له صلة أو تأثير مباشر أو غير مباشر على ما يجري لوطننا الحبيب، نناشدكم الله ونحملكم مسؤولية أمن الوطن وسلامة واستقرار الشعب فما حيلة البسطاء الذين يرون أنهم ضحايا الأزمات إلا أن يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله العظيم ،والله المستعان يا أبناء اليمن. 
