;

رجال في خنادق الدفاع عن الثورة ..الحلقة «47» 773

2009-07-26 03:01:06

أشرنا في الحلقة الفائتة عما أوضحه المؤلف حول الإفرازات الحزبية والمناطقية والطائفية التي انعكست سلباً بتغلغلها في صفوف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية ولا سيما تأثير بعض القيادات التي بدأت تتعامل باللغة العنصرية والإفرازات الضيقة ولا سيما ذلك التصرف الممقوت الذي بدر من نائب رئيس الأركان للشؤون الإدارية آنذاك النقيب/ عبدالرقيب الحربي والذي كان يتخذ في إجراءاته محاولة التخلص من أحد القيادات المناضلة بمبررات ضيقة لها علاقة بالإفرازات الحزبية.

يوضح المؤلف: أن ذلك التصرف بدى ممقوتاً حيث قام به الحربي دون أن يدرك بأنه ليس فقط يسيء لذلك الموقف أي دور سبق القيام به ويتجاهل التضحيات الكبيرة في سبيل قيام الثورة والدفاع عنها والتي أوصلت مثل ذلك الرجل المراهق إلى ما وصل إليه من رتبة ومنصب إداري في القوات المسلحة وكان الحربي قد طلب تنفيذ مهمة قذرة لإستغرابه بأنه يكون/ أحمد فرج من ضمن أعضاء اللجنة المكلفة بالتالي يجب سرعة التخلص منه.

وكم كانت سعادتي عندما شعرت بأن الزميل/ ياسين علي ذو وعي وإدراك لمواجهة ومعالجة الموقف حيث أكد طبيعة المهمة التي كلف به مع زميله الآخر بعد إنفراد الحربي بهم والأكثر من ذلك وجدنا الزميل/ ياسين قائد في حالة استغراب مضيفاً بأنه كان لا يتوقع من شخص في تلك المكانة أن يكلف زميلين بالتخلص من زميل ثالث لهما لا شيء، وإنما ليؤكد حقيقة المراهقات الحزبية وما يترتب عليها من ممارسات وأخطار كبيرة بعيدة كل البعد عن الوطنية والتي من البداية يغلب عليها الغرور وجوانب الطيش التي كانت من البدايات القذرة نحو الدعوة إلى الغرورية والطائفية كل تلك الظواهر لا شكل كانت غير مألوفة بين صفوف أبناء الوطن الواحد وبالأخص رفاق المدرسة والكلية والوحدة العسكرية والدليل على ذلك موقف زميلنا ياسين قائد، الذي كان لا يتصور بأن الأمور تسير في ذلك الاتجاه الخطير.

كل ذلك أكد الحقيقة بأن البيئة اليمنية متجانسة وخالية من كل الانحرافات برغم وجود بعض العناصر الحاقدة التي كان ولاؤها لخارج الوطن مستخدمة الأساليب الحزبية والتي تعتبر ولا شك عاملاً يسيء إلى مفهوم العمل الحزبي وأهدافه.

إفرازات مستنكرة

وقد استنكر الأخ/ علي الحبيشي وهو يستمع إلى الحوار الذي شارك فيه الأخ/ ياسين مستنكراً ما حدث، وحسب قول المؤلف: قد كان ذلك الحدث من الأمور التي تزيد الحشرة في النفس فبعد أن مرت أيام طويلة ونحن في المواقع وفي الكلية الحربية طلاب ومدرسين نعيش كأفراد أسرة واحدة لم نفكر خلالها مجرد التفكير بأن الانتماء إلى القرية أو القبيلة يجعل أي فرد أو زميل ضحية لتوجيهات حاقدة ورغبات ضيقة إلا أن كان ذلك المشهد الغريب والمشير على شباب في ريعان شبابهم لا يعرفون الحقد وكان شعارهم الأول والأخير هو الدفاع عن "الثورة والجمهورية".

ويضيف: ومن خلال تجربتي في تلك الفترة تأكد لي بأن الأخوين/ علي الحبيشي والذي كان المسؤول الأول من قيادة طلبة الكلية الحربية وياسين قائد الذي كان حينها رقيب فصيلة، بأنهما على مستوى المسؤولية ، حيث كانوا يرفضون تلك الممارسات الحزبية وينبذون الطائفية ومعهم معظم الطلاب الذين كانوا على مستوى من الوعي والإدراك بكل ما يحصل ويدور من تجمعات حزبية وشللية ويستنكرون الممارسات الغريبة والمراهقة والتي كانت تسيء إلى الثورة ليستفيد منها أعداء الثورة.

نستنتج أن ذلك النموذج والذي يمثل أحد النماذج التي تبرز الدور الذي قامت به بعض القيادات المغرورة والمراهقة حزبياً والتي كانت لا تدرك حجم المؤامرات على الوطن والثورة حيث كان هدف تلك المؤامرات الدعوة إلى التناحر والشقاق في صفوف القوات المسلحة حتى تتسع الخلافات وتصل إلى أقصى حد لها في يومي "24 25" أغسطس عام 1968م وما نتج عنها من أحداث مؤلمة.

ويؤكد المؤلف: أن هنالك نماذج أخرى لا أريد أن أتناولها في هذه المذكرات باعتبار أن بعض النماذج كانت من القيادات ولكن بالمستوى الذي شاهدناه من الأخ/ عبدالرقيب الحربي، وقد تحاشى المؤلف ذلك في مذكراته مبرراً الإيمان بالحكمة القائلة" أذكروا محاسن موتاكم " وأختصر الكثير وتحدثت عن الشيء القليل.

مشيراً إلى أن الزملاء الذين كانوا أعضاء في تلك اللجنة المشار إليها سابقاً وعظمهم على قيد الحياة لا يكون ذلك كل الإدراك.

وهدفي من ذلك هو تعريف جيل اليوم بما حدث في الماضي وكيف يمكن لهم المساهمة والمشاركة في بناء الوطن بعيدين عن الممارسات الضيقة والأهواء المحدودة التي تزول سريعاً وأيضاً التعرف بملحمة السبعين والأسباب المباشرة وغير المباشرة التي ساهمت في الوصول إلى ما وصلت إليه من تناحر وحدات القوات المسلحة التي كانت تقف في خندق واحد لصد الهجوم عن صنعاء ومحاولة الأعداء لإسقاطها والقضاء على أحلام الشعب اليمني في الخروج من دائرة التخلف والعزلة التي فرضها النظام الإمامي للتحول بنادق وأسلحة المدافعين إلى صدور بعضهم البعض لتنتهي معها عظمة النصر وهذا ما كان يهدف إليه أعداء الوطن والثورة ومن يقف في دربهم داخلياً وخارجياً.

ولعل من أهم المشاهد المثيرة التي رافقت تلك المرحلة وفي أيامها الأخيرة الاعتماد على الدعايات والشعارات البراقة والجوفاء التي كان يتسلح بها مجاميع المراهقين في تغذية واتساع الفجوة وإتباع أسلوب المكايدة السياسية وعدم الخضوع لتسير الأمور بعد ذلك في اتجاه مصدرها قيادة رئاسة الأركان والتي كان الأخ/ عبدالرقيب عبدالوهاب رئيساً لها في تلك المرحلة بعد تعيينه في النصف الأول من شهر يناير 1968م.

بالإضافة إلى قيادة قوات الصاعقة وكان "حمود ناجي" قائداً للمظلات والمحور الشرقي و"محمد صالح فرحان" لسلاح المشاة و"علي مثنى " لسلاح المدفعيين وهؤلاء الأربعة كانت مواقفهم البطولية والشجاعة لا تختلف بينهم من واحد لآخر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد