;

من خميس عاد وثمود إلى خميس الفضلي.. الناقة تحضر 843

2009-07-26 03:01:21

فاروق مقبل الكمالي

مؤكدا حين قال الفضلي طارق متفاخرا "فنحن أحفاد عاد وثمود والأحقاف " فإنه لم يكن يجهل الآيات القرآنية القائلة " كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ....

لكن الرجل كان يدعو قومه إلى عقر الوحدة اليمنية تماما على الطريقة التي ذهب إليها أجداده في عقر ناقة الله وهم من أراد الفضلي في خميس أبين الدامي أن يعتز بهم وسط مدينة زنجبار التي أحالها إلى نار مستعرة وقودها الناس والحجارة من أبناء محافظة أبين والمحافظات الأخرى المتواجدين .

والمشكلة ليست مشكلة طارق الفضلي كشخص أجتمع حوله عشرات الغوغائيين ولكن بتلكم النفر من الناس المساكين الذين لاحول لهم ولا قوة والذين ما سمعوا الفضلي ينهي القول أعلاه حتى أمطروا الجند رصاصا والجو صياحا معها لو أن نبي الله صالح عليه السلام بشحمه ولحمه وتعاليمه كان ينصح لهم ما أفادهم ذلك بشيء .

وثمة مفارقة تاريخية عجيبة حيث تروي كتب الحديث والتفسير أنه بعد أن عقر قوم صالح الناقة حل بهم العذاب في ثلاثة أيام كان اليوم الأول الخميس وقعدوا في بيوتهم ووجوههم مصفرة من الخوف واليوم الثاني الجمعة وفيه أحمرت وجوههم ويوم السبت اليوم الثالث أسودت وجوههم ويوم الأحد حلت عليهم المصيبة ونزلت فيهم الطاغية التي حذرهم منها نبي الله صالح عليه السلام .

لا وجود لناقة نبي الله صالح اليوم وإن كان ثمة عشرات النوق التي أحاطت بالفضلى في خميس زنجبار الدامي والتي ربما كانت شاهدا هذه المرة على حقيقة كان لابد أن تخرج إلى الناس وقد كان ذلك فهاهو الفضلي بكل بساطة يذهب بعيدا لتوضيح ما خفي من حقائق التاريخ دون قصد معترفا بأنه من أحفاد عاد وثمود ,وكبار عاد وثمود الذين ينتسب إليهم هم من غرروا على بسطاء القوم وأغروهم على عقر ناقة الله بدلا من سقايتها كما أمروا وكانت النتيجة معروفة ومخلدة عبرة لمن اعتبر

أية ديمقراطية وأية ثورة سلمية التي تحضر فيها الأسلحة والخطاب التهديدي باقتحام السجون وإطلاق المساجين وفيهم طبعاً من القتلة والسفاحين وأصحاب السوابق من قاطعي الطرق , الكثيرين الذين يشكلون خطرا على المجتمع وفيهم المظلومون الذين يشكلون خطرا على الفضلي نفسه الذي لاشك بأنه كان سببا في سجنهم أو سجن بعضهم وقت كان الآمر الناهي في محافظة أحالها على مدى سنوات إلى زريبة ملحقة بقصره الذي ما كان لعابر سبيل أن يسند ظهره إلى جدران سوره الكبير ولو لدقيقة واحدة .

كنت أعتقد أن السلطة فقدت عقلها وإذا بخطاب الفضلي الذي بات يرى في نفسه ثائرا على غفلة من الزمن يكشف عن عقلية وطباع همجية منحدرة من أسلاف أغضبوا الله فغضب عليهم غضباً لم يغضبه إلا على يهود السبت , لكن انظروا إلى الرجل كما يظهر في الفيديو الذي يسجل خطبته التحريضية المتفاخرة بأسلاف عصوا نبيهم وأغضبوا خالقهم وهناك سنجد الرجل محاطا بمجاميع من الرجال الملثمين حاملي الأسلحة ورجال الجهاد الذين يرون في أنفسهم مشائخ في دين الله يصدرون الفتاوى التي تبيح قتل الأبرياء من السياح والأجانب ولا يكادون يتحدثون كلمتين حتى يفاجئونك بالآيات القرآنية العظيمة وهاهم خلف الفضلي يصفقون للرجل بشدة حين يقول منفعلا " نحن أحفاد عاد وثمود والأحقاف "

وبصراحة لو كنت شخصيا إلى الجانب الذي وقف فيه الفضلي يلقي خطبته وسمعته يقول قوله ذلك لكنت استدرت 360 درجة واضعا على أذني كيلوا من أقطان أبين تضمن لي ألا أسمع له قولاً مدى حياتي فالرجل لم يكن مضطرا للاستشهاد للناس بأنه قادر على عقر الوحدة اليمنية تماما كما عقر أسلافه ناقة نبيهم صالح وأنه قادر على أن يكثر في البلاد الفساد كما فعل أسلافه أيضا, لكنه كان يقول الحقيقة التي أراد لها الله عز وجل أن تظهر على لسانه ليظهر ما كان غائبا عنا من حقيقة هذا الرجل والذين على شاكلته .

وإلا فقد كان بإمكان الرجل أن يستشهد بتاريخ قريب فيقول نحن منا لبوزة ومنا المجعلي وغيرهم من الرجال الرجال لكنه حسنا لم يفعل ولم يلوث تلك القامات التاريخية الوحدوية بلسانه , ويا للأسف إنه لم يقل بأنه من قوم العطاس والبيض والحسني .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد