علي الصباحي
دائما وعلى مر التاريخ تقاس رموز الأمة - أي امة- بمقدار الانجازات التي حققتها تلك الرموز على ارض الواقع في أي مكان كان فبمقدار تلك الانجازات وحجمها يكون كذلك الحب والتقدير والولاء والاحترام محفورا في ذاكرة الأمة لصانعها ( المنجزات ) وهذا شئ طبيعي عبر التاريخ .. ويزداد أكثر ذلك الحب والولاء وهذا التقدير والاحترام لصانع المنجز في حالة تعرضه لمرض ما أو لسفر ويصبح الشوق إلى لقائه أو رؤيته هو الهاجس العام لمحبيه ...
وفخامة الوالد العزيز الرئيس القائد علي عبد الله صالح من هذه الرموز التي سجلها ضمن أرشيف القادة العظام الذين وهبوا حياتهم ونذروا أنفسهم من اجل أممهم وشعوبهم , فكان لزاما على التاريخ أن وضع أسمائهم في سماه الصافية وفي اضبارته البيضاء على مدى الزمن ,وبالتأكيد أن هذه الحقيقة لا يستسيغها البعض إلا إن الحق أحق أن يقال رضينا أم أبينا ونظرتنا واضحة وتذكروا مقال ( إلا الرئيس والثوابت) .
لا نريد عبر هذه الزاوية الضيقة أن نسرد ونستعرض منجزات الوالد العزيز فخامة رئيس الجمهورية فالتاريخ كفيل بذلك ومضاف إليه جيلين كاملين يتحدثان عن منجزات الوالد ( جيل ما قبل الوحدة وجيل ما بعدها ).
كان يمن ماقبل الرئيس صالح يعيش العصر الحجري تجتاحه رياح الفتن والحروب والتخلف من كل جانب سواء في المحافظات الجنوبية أو الشمالية , تصفيات متتالية لخيرة أبناء الوطن جنوبا وشمالا !! وكان الرجل الأول في البلد لايمكن بقائه في سدة الحكم نصف عقد متتاليا !!بسبب المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية على السواء حتى أن الكثير من الدول الشقيقة والصديقة صارت لديها قناعة تامة أن أي رئيس يتولى قيادة السفينة اليمنية يعتبر بمثابة من حكم على نفسه بالإعدام مقدما !!!
ومع تولي الوالد علي عبد الله صالح قيادة السفينة اليمنية في ظرف كان الأصعب في تاريخ اليمن المعاصر بسبب الأمواج العاتية و القوية والوضع الخطير آنذاك توقع الكثير من السياسيين داخليا وخارجيا الأشقاء والأصدقاء أن هذا الشاب القادم من المؤسسة العسكرية لقيادة اليمن لا يتعدى صموده شهور معدودة ويصبح كسابقيه!!
وحسب ( الزعم السابق) انه حينها لم يتمتع بدرجة عالية سياسيا تمكنه من معرفة واقع وحقيقة ( الحلبة السياسية )وعواقبها ( حسب زعمهم ) إلا أن فخامته اثبت عكس كل التوقعات وظهر بالفعل انه سياسي محنك بامتياز وابهر العالم بحنكته الفطرية وحكمته اليمانية وبخبرته الميدانية وهذا ما برهنه الواقع ودونته الوقائع وسجله التاريخ ..
فبعد أن تولى والدنا جميعا فخامة الرئيس القائد علي الصالح قيادة الفينة اليمنية بنا جيشا منظما و تلاشت المشاكل ووقف الصراع الدموي بين أبناء الوطن الواحد في المناطق الوسطى وكل مناطق ( الحواجز المصطنعة) وتم تجفيف حمامات الدم التي كانت تنزف قبل وصوله إلى سدة الحكم .
يكفي والدنا فخرا انه بنا الصرح الشامخ (المؤسسة العسكرية والأمنية )وأغلق بوابة الصراع بين أبناء الوطن (شماله وجنوبه) وحقق بمعية الحزب الاشتراكي منجزا تاريخيا ليس له فقط أو لأبناء اليمن بل للأمة العربية قاطبة التي ظلت تنادي بتحقيق بالحلم العربي ( الوحدة العربية ) من المحيط إلى الخليج , فقد حقق الوحدة اليمنية ووضع اللبنة الأولى في أساس البيت العربي الموحد وهذا المنجز ( الوحدة) يفتخر بها كل عربي وقومي محب لامتنا العربية , وإضافة إلى كل ما سبق فقد رفع فخامته الحواجز التي كانت تقف سدا منيعا أمام الرأي والرأي الأخر وأصبحت الديمقراطية في اليمن الموحد يشار إليها من قبل الآخرين ..
لا نريد أن نتوسع أكثر في المنجزات التاريخية التي حققها الوالد الرمز فالتاريخ كفيل بعرضها وتفصيلها كونه لا ينسى شيئا إلا ودونه , وانه من الواجب على امتنا العربية أن تكرم هذا الرمز لما حققه من انجازات وطنية وقومية عبر مشواره الطويل والصعب في ذات الوقت لكن يبدو أن امتنا العربية تعودت ألا تكرم رموزها إلا بعد رحيله بعد أن تلقي نظرة في أرشيف التاريخ لترى المنجزات !!
أيها الوالد العزيز فخامة الرئيس القائد إن أجيال الأمة مدانة لفخامتكم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومهما قدموا إليكم من حب وولاء واحترام وتقدير فلن يفوا أمام ما قدمته إليهم وللأمة ككل من منجزات وكاتب هذه الأسطر القليلة احد أبناءك لا يسعه إلا التضرع إلى الله العلي القدير أن يمن عليك بالشفاء العاجل وان يلبسك ثوب الصحة والعافية والسعادة وان يبارك في عمرك لإكمال المسيرة الوطنية والقومية , وسلامات أبا احمد.
Alsabahi77@hotmail.com