عبدالوارث النجري
قد يسأل أي واحد منا، هل بالفعل وصلت الدولة إلى هذا الحد وأصبحت عاجزة وغير قادرة على إخماد الفتن في مختلف محافظات الجمهورية ، ومعالجة الأوضاع ووقف الفوضى وأعمال التخريب التي تشهدها العديد من المحافظات سواء في الشمال أو الجنوب؟! هل يعقل أن الدولة وبمختلف مؤسساتها العسكرية والأمنية والتنفيذية والمحلية والنيابية والقضائية والرئاسية أصبحت عاجزة أمام تمرد الحوثيين وحراك بعض الجنوبيين؟! هل يصدق بأن الدولة اليمنية المثقلة بالهموم الاقتصادية والمؤامرات الخارجية صارت اليوم تحت رحمة عناصر التخريب وقطاع الطرق وتجار المخدرات ودعاة الردة وفك الارتباط وشعار آل الحوثي وأنصارهم ؟! في الحقيقة أن الدولة لا تزال قادرة على التحكم في قيادة السفينة إلى بر الأمان ومواجهة كافة الأمواج والأعاصير لأن الدولة متى تريد أن تفعل ذلك تختفي في مواجهتها كافة النتوءات والفقاعات وتخرص كل الأصوات النشاز ، وإذا كان كذلك ترى لماذا الدولة بوزرائها وجيشها وأمنها ونوابها وحزبها الحاكم وزبانيته لم يفرضوا بعد هيبة الدولة وقوة النظام ويمنعوا تلك الأعمال الخارجة عن القانون التي صارت تظهر بشكل يومي في بعض المحافظات الجنوبية وشمال الشمال وهم يلاحظون كيف يتم تبادل الأدوار، وصار الكل يتكلم عن اليمن وفوضى اليمن وما يسبب ذلك من أضرار للاقتصاد الوطني وإزهاق الأرواح البريئة من المواطنين ورجال الأمن؟! خاصة وأن الأخ الرئيس قد توعد تلك العناصر الخارجة عن القانون بالعين الحمراء ، لهذا كم أصبحنا نحن عامة المواطنين من صعدة وحتى عدن ومن الحديدة وحتى المهرة وشبوه بحاجة لمشاهدة العين الحمراء ، حتى توقف الفوضى والاضطراب الذي تمر به البلاد كم نحن يا سيادة الرئيس بحاجة إلى تلك العين الحمراء حتى يوقف نزيف الدماء البريئة في صعدة ولحج وأبين خاصة بعد أن أصبح القتل بحسب الهوية والمناطقية ، إذا كانت العين الحمراء ستؤمن لنا الطريق للتنقل في محافظات الضالع ولحج وأبين والتذوق لبلح لحج وبرتقال صعدة فأهلاً وسهلاً بهذه العين الساهرة من أجل أمن واستقرار الوطن وحماية حقوق المواطنين من المسافرين وأصحاب المحلات التجارية ورجال الأمن المرابطين في تلك المحافظات ، خاصة يا فخامة الرئيس بعد أن فشلت لجان الوساطات السابقة واللاحقة ولجان المراضاة والمحاورة وغيرها من تلك اللجان في العمل على استتباب الأمن في تلك المحافظات السابقة الذكر والقضاء على الحراك الانفصالي والتمرد الحوثي إلى غير رجعة بأي طريقة.
سيدي الرئيس تظن ما حدث في زنجبار ، أبين نهاية الأسبوع الماضي كافي لإظهار العين الحمراء أمام أولئك الذين يستهدفون أمن الوطن ووحدته واستقراره ،وأتمنى أن لا يكون وراء تأخير إظهار العين الحمراء أولئك المتمصلحون من وضع لهذا أهم أولئك الفاسدون الذين ينخرون جسد الدولة وينهبون ثرواتها وهم أولئك المتشدقون المتملقون المنافقون من حمران العيون لأنهم يا فخامة الرئيس من المفترض أن يكونوا أول من يشاهد العين الحمراء فالفاسدين الذين يستغلون الوظيفية العامة لتحقيق مصالحهم الشخصية والوصول إلى قمة الثراء على حساب خيرات الوطن وحقوق العامة من أبنائه وحدهم من جعل الدولة عاجزة أمام كافة المؤامرات أمام كل التظاهرات والمسيرات الشرعية والغير شرعية ،حمران العيون من الفاسدين الذين يظهرون أبناؤهم فجأة مسؤولين أو رجال أعمال أو أصحاب مؤهلات عليا بالطرق المختلفة هم أول من يجب عليهم مشاهدة العين الحمراء لأنهم خانوا الأمانة مرتين ، خانوا الأمانة والثقة التي منحتهم إياها من خلال نهب المال العام والتصرف به في أطر مخالفة للوائح والقوانين وخانوا الشعب والوطن بإجراءاتهم الخاطئة وإداراتهم الفاشلة لتلك المصالح الحكومية ،حمران العيون من الفاسدين وسماسرة الأراضي والمقاولات والمشاريع هم أول من يجب أن يشاهدوا العين الحمراء لأنهم هم من أباحوا الرشوة وسنوا المحسوبية وحللوا كل أموال الناس والمال العام بالباطل ونقلها حقيقة ناصعة وساطعة كسطوع الشمس لن يستقيم الحال ولن يصلح الشأن ويتحسن الوضع وهؤلاء الفاسدون حمران العيون في مواقعهم فينهشون في جسد الوطن وخيراته ، مهما كتب وكدس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تقريراته السنوية عنهم ، ومهما غازلتهم الهيئة الوطنية "لمصاحبة" عفواً لمكافحة الفساد ، ومهما تفضحهم الصحف والتقارير الداخلية والخارجية ، لهذا فإن العين الحمراء عندما يشاهدوها حمران العيون من الفاسدين والنهاية وتوصلهم إلى السجون وقاعات المحاكم جراء ما اقترفوه بحق الوطن وخيراته خلال تواجدهم في تلك المرافق الحكومية حينها يا فخامة الرئيس سيكون من السهل والسهل جداً قمع حراك الانفصاليين في المحافظات الجنوبية وردع تمرد الحوثيين في بعض المحافظات الشمالية بالعين الحمراء نفسها وبعدها تستطيع الدولة قمع أي فوضى أو شغب داخل الوطن ودحر كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن سواء في الداخل أو في الخارج، وبعدها تستطيع يا فخامة الرئيس أن تترجم برنامجك الانتخابي على الواقع وترسم البلاد ليصبح يمن جديد ومستقبل أفضل فما نرجوه يا فخامة الرئيس أن لا يحرمونا حمران العيون من مشاهدة العين الحمراء.