كروان الشرجبي
الحياة صعبة قاسية جافة مليئة بالصعوبات التي تحيط بك وتتحدى شعورك الإنساني لتصيبك في مقتل،وهي تمضى مسرعة لتكتشف أن معاناتك مجرد نقطة في بحر الحياة الزاخر الذي انطلق منذ زمن بعيد قبل ولادتك وسيمضي طويلاً بعد وفاتك.
هذه ليست خاطرة أدبية ولا مقالة رومانسية إنما هي حديث إنساني يبحث عن جوهر القضية عن المناخ الذي يجمعنا نحن البشر جميعاً ولو فهمنا المناخ قد نرى الأمور بشكل مختلف ونتعامل معها بشكل أعمق وأذكى وأجمل.
هذه أيضاً ليست عبارات تشاؤمية فأنا أكره التشاؤم ولكنها حقيقة الحياة منذ بدأت وضحكاتنا التي تتسرب من أفواهنا لا تنفي أن الحياة تواجهنا كل يوم بالصعاب واستخدامنا للمظلات لا يقينا حرارة الشمس القاسية، سر قوة الحياة كامن في ضعف الإنسان الذي يهرب من الموت حيث ينتظره في آخر مسيرته وتجاربه طموحات القوة ورغبته في الحياة الجميلة وحالته النفسية وغرائزه التي تسيطر عليه أحياناً وهو لا يملك أمام ذلك كله إلا التظاهر بالسيطرة على مقاليد الأمور بينما حقيقة نفسه الضعيفة تأخذه في كل اتجاه وهو أينما ذهب على الحافة وقد يقع في أي مشكلة من المشكلات.
إن إدراكنا لكون الحياة قاسية على الجميع وأن الإنسان ضعيف جداً أمام مختلف أنواع الظروف يجعلنا نقلل كثيراً من الغضب ضد الآخرين ونمتلئ بالرحمة والتسامح نحن نحتاج للتسامح والروح الإنسانية كي تسري بيننا ونحن نناقش مختلف القضايا وبدون الروح الإنسانية تصبح أحاديثنا جافة ونهاجم غيرنا ونحن لا ننتبه أنهم ضعفاء فتخيل نفسك مكان طفل يتسول في قارعة الطريقه طفل صغير كان يمكن أن ينعم بالمكيف والأكل اللذيذ واللعب مع الأصحاب وجاء من يستغله محرضاً أهله بحجة الكسب السريع فضربته أمه وأجبره والده وصار يعمل لساعات طويلة يعطيه قليلون وينهره كثيرون، تخيل حياة هذا الطفل وتخيل كيف كنا سنناقش معاناة الفقر ودائماً أمر حزين وهذا جعل الخليفة "علي بن أبي طالب رضي الله عنه" يتمنى أن يكون الفقر رجلاً لقتله لأن قلبه الرحيم لم يتحمل قسوة الفقر على البشر.
دعونا نعلن أننا بشر من بني آدم كلنا أخوة في الآدمية وكلنا ضحايا الحياة الجبارة كلنا ضعفاء ونستحق أن نرحم بعضنا البعض فإذا تأملنا سور القرآن لوجدناها كلها نداءات للرحمة وكلها تبدأ "بسم الله الرحمن الرحيم".<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM