زياد ابوشاويش
المبعوث الأمريكي للمنطقة جورج ميتشل من الدبلوماسيين المعروفين بحنكتهم السياسية وقدرتهم على حل الأزمات.. وإدارتها إن اقتضت الضرورة. الرجل يحضر للمنطقة ليتابع البحث عن إمكانية تحريك عجلة السلام على المسار السوري وفي ذات الوقت للبحث عن طريقة ما لإقناع حكومة تل أبيب بوقف الاستيطان توطئة لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني.
تكررت الزيارات وقدم الرئيس الأمريكي أوباما رؤيته للحل على قاعدة الدولتين مما أعطى دفعة لتحركات ميتشل باتجاه تذليل العقبات أمام الشروع في تطبيق الرؤية الأمريكية للمسار الفلسطيني ولتنشيط عملية البحث عن فرصة سانحة لعودة المفاوضات على المسار السوري وعزز من التفاؤل على هذا الصعيد زيارة رئيس وزراء تركيا أردوغان لسوريا عشية وصول ميتشل لها والبحث في إمكانية استئناف الوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل.
المشكلة التي تحدث عنها الرئيس بشار الأسد بعدم وجود شريك في عملية السلام تتضح بأكثر تجلياتها سطوعاً في نتائج الزيارات المتكررة لميتشل وتصريحات أركان الحكومة المتطرفة في تل أبيب. إن تصريحات تكررت برفض التفاوض مع سوريا ورفض المطلب الأمريكي والدولي بوقف الاستيطان واستمرار الإجراءات التعسفية في الضفة وفي طريقة التعاطي مع السلطة الفلسطينية والحديث عن السلام الاقتصادي وغير ذلك من السلوك الصهيوني المستخف بكل العملية السلمية التي تتبناها الولايات المتحدة يجعل مهمة السيد ميتشل شبه مستحيلة، ويدمر كل فرص السلام في المنطقة.
اللافت في الأمر أن الولايات المتحدة ورغم تعنت الحكومة الإسرائيلية وتجاهلها للمبادرة العربية تطلب من الدول العربية اتخاذ خطوات إيجابية تجاه العدو الإسرائيلي لتشجيعه على السلام حسب المزاعم الأمريكية.
السيد جورج ميتشل وبحكم معرفته بطبيعة الملفات التي يتولاها وبمحتواها المعقد بسبب الموقف الإسرائيلي يدرك قبل غيره أن تحركاته وزياراته المتكررة للمنطقة لن تسفر عن أي نتيجة وبأنها لن تثمر في إيجاد قواسم مشتركة بين أطراف الصراع طالما بقيت إسرائيل على موقفها تجاه الحقوق العربية، وفي مقدمتها استعادة الأرض المحتلة، وطالما استمرت في عملية الاستيطان وتهويد القدس وإقامة الجدار، وأن كل ما يقوم به الرجل لا يعدو كونه دوران في حلقة مفرغة.<