محمد أمين الداهية
بكى محمد وحق له أن يبكي ، لم يكن بكاؤه على عزيز فقده أو داءٍ سكنه ، كان بكاؤه وتوجعه على أكبر من ذلك بكثير وبدون وجه مقارنة وكان بكاؤه على وطن ينهك ويدمر،ومستقبل أجيال يتلاشى ويرحل نحو المجهول ، كان بكاؤه على وطن استباح الجبناء حرمته وجعلوا منه مسرحاً بشعاً لبغيهم وإجرامهم ، يبكي محمد على وطن أثقل كاهله الخونة العابثون بمقدراته،ويا له من عبث لا يدل إلا على التخطيط والتآمر عليه وأبناؤه جبناء، من لا يهمهم أمرك يا وطن جبناء أولئك المفسدون الذين ما زالوا مصرين على بغيهم وفسادهم جبناء من يتحدثون عن الفساد ويجعلون منه طريقاً إلى تحقيق أحلام الشياطين الذين نرى في أعينهم ناراً ظلوا يضرموها عشرات السنين، ليطلقوا زفراتها الخبيثة على وطن شرعوا في نهشه وشعب أدخلوا في جزء منه أفكارهم الباطلة وما تمتلئ به قلوبهم من ضغائن الحقد والكراهية جبناء من يحملون هذا الوطن ما لا طاقة له به جبناء من جعلوا من الحرية مسلكاً لإشعال نار الفتن والنهش على جسد هذا الوطن جبناءً من يتشدقون بحب الوطن وهم في حقيقة الأمر الذئاب التي أعيته،والشياطين الذين يعتقدون أنهم سيكونون بعيدون جداً عن الهاوية التي لا يقع فيها غير البسطاء الذين يستحيل عليهم القرار خارج الوطن، لعدم قدرتهم على ذلك وكذلك لأن أرواحهم امتزجت بهواء وطنهم وترابه الطاهر ولا يمكن أن يسعفهم هواء وتراب وطن آخر استطاع غيرهم من الجبناء أن يعيشوا في كنفه لأنهم قتلوا ضمائرهم وأبوا أن تمتزج أرواحهم بهواء وطنهم وترابه ، ابكي يا محمد ولكن أجعل من دموعك ناراً تحرق من يريدون إحراق وطنك اجعل من ألمك وتوجعك ثورة عاتية إن احتاج وطنك لذلك أجعل من حزنك بركان غضب يرفض أن يدمر وطنه ويأبى أن يغرب ويفرق أبناءه أجعل من سهرك يقظة ترعى وطنك وتحميه من كيد العملاء وقبل ذلك ثق يا محمد أنك لست الوحيد الذي يتجرع هموم هذا الوطن والتحديات التي يواجهها اطمئن فأبناء اليمن الشرفاء كلهم يشعرون بما تشعر به وتعانيه، وما دام الأمر كذلك فالوطن من خير إلى خير بأذن الله وما وجب أن تتضافر الجهود من أجله مكافحة الفساد والقضاء عليه والوقوف يداً واحده في وجه ، أعداء الوطن ومن لا يهمهم مصيره فبدون ذلك سينتهي البكاء ويستيقظ الغضب.< 
