;

أبين تدفع الثمن.. إلى هنا وكفاية 729

2009-07-28 04:04:57

علي منصور مقراط

المراقبون للمشهد الدموي وتراجيديا الأحداث الأليمة والمؤسفة التي عصفت بالأوضاع في محافظة أبين أو بالأصح في عاصمتها المدينة زنجبار والمتابعون عبر وسائل الإعلام المختلفة ما كانوا يتوقعون وصول الأمور إلى ذلك الحد من الضحايا الذين تجاوز عددهم العشرات بين قتيل وجريح.. الأرجح أن المحافظة الوحدوية التي حملت إسم بوابة نصر الوحدة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله وشفاه المواصلة في بناء وطنه وخدمة شعبه ما كان يتوقع أن تشهد أحداث الخميس الدامي 23 يوليو 2009م الذي سجل في صفحات التاريخ كيوم حزين وأسود يتحمل نتائجه ونقولها بصريح العبارة العناصر التي تطلق على نفسها بالحراك الجنوبي وتتزعم الأفعال الخارجة عن النظام والقانون والدستور والأسوأ تجاوزها الخطوط الحمراء أي الثوابت الوطنية برفعها أعلام وشعارات الدولة التشطيرية التي انتهت بميلاد دولة الوحدة الجمهورية اليمنية في 22 مايو 90م.. لكن القوى التي فقدت مصالحها الشخصية الضيقة باتت تفتعل الأزمات والاحتقانات بما تقوم به من خطاب إعلامي تدميري مقيت وتكريس ثقافة الكراهية والمناطقية والعنصرية والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد في سعي منها إلى جر الوطن إلى التناحر وإشعال الحرائق والفتن التي كانت حصيلتها عدد من الضحايا أكان من عناصر الحراك التي تدفع بهم قوى مأجورة ورجال الأمن وكلهم أبرياء وأبناء اليمن أخوة في الدم الواحد..

لقد كنت قريباً من تصاعد وتفاقم الأوضاع في زنجبار كصحفي لابد من أن أسجل تلك اللحظات والمشهد قد بدا لي من اليوم الأول أي قبل مهرجان الحراك أن الأوضاع متوترة ومؤشراتها باتت قابلة للانفجار ونظراً لحالة التوتر التي سبقتها وجاء إصرار الداعين لإقامة الفعالية التشطيرية كتحدي مستفز للدولة مع أن الهرجان أقيم والسلطات فوتت الفرصة إلا أن التعبئة وعملية الشحن للمشاركين كانت نتيجتها الصدام المسلح بين أصحاب الحراك وأجهزة الأمن.

واللافت للنظر أنه وبعد هذه المأساة الكارثية ما زالت تداعياتها تتصاعد بشكل يثير الدهشة بعد أن صارت التعبئة في أبين والدفع بالمغرر بهم إلى استخدام لغة العنف وهنا من الصعوبة رصد تلك المظاهر والحوادث التي تلت يوم الخميس الدامي.. لكن ما يؤسف له أن هناك أفعال انتقامية من الخارجين عن النظام والقانون ضد أبناء المحافظات الشمالية الذين يعملون في المحلات التجارية وأصحاب الفرشات في الأسواق وغيرها الأمر الذي دفع بالبعض إلى إغلاق محلاتهم خاصة بعد حادثة القتل الآثمة لصاحب محل تجاري بمنطقة الجول الشعبية.. والذي اغتيل في دكانه بدون ذنب وهو أحد أبناء محافظة تعز واعتداء آخر على صاحب محل بائع بهارات بسوق زنجبار ومما زاد الأسف له ما شهدته مدينة جعار المنكوبة من عدوان مسلح على مبنى المجمع الحكومي للمديرية ونهب محتوياتها وأجهزة الكمبيوتر والمكيفات والفاكس وآلة التصوير وبنفس الوقت العدوان المسلح على شركة الماز للقطن بجعار التي تتبع العميد يحيى محمد عبدالله صالح اختطاف أحد الأطقم العسكرية في باتيس وقطع الخط الرئيسي في منطقة أمعين م/ لودر والذي يربط محافظات عدن وأبين وحضرموت وشبوة والبيضاء وأحداث أخرى متفرقة لا يتسع الموضوع لذكرها هنا.

لكن ما يدعو للتفاؤل بعودة الاستقرار والهدوء في أنحاء محافظة أبين أن جهوداً مكثفة تبذل من قبل الكثير من العقلاء والشخصيات الاجتماعية من أبناء المحافظة وخارجها إلى جانب الأخ المحافظ م. أحمد الميسري الذي لم يسلم منزله هو الآخر ومعه مدير أمن المحافظة من العدوان المسلح ..لكن هذه رسائل بائسة فقط والراجح أنها لم تحرك شعرةً في معنوية المحافظ الصابر والصامد الميسري وأنا اختتم هذه التناولة الصحفية بلغني وصول لجنة من صنعاء يترأسها البرلماني الكبير الشيخ محمد علي الشدادي نائب رئيس مجلس النواب .

وختاماً فإن أبناء أبين ينشدون الأمن والاستقرار والسكينة والسلام ولم يعد الخيرين فيها بحاجة إلى مزيد من المآسي والصراعات .. لكن الذي لا مفر منه أن الوحدة تجري في دماء عروقهم ووجدانهم وسيقفون وقفة رجل واحد لصد المتطاولين عليها..حتى وأن قلنا أن أبين كثيراً ما تدفع الثمن ونأمل لأبين وكل الوطن الحبيب الاستقرار والنماء والوحدة إلى الأبد وإلى هنا وكفاية.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد