عبدالمجيد السامعي
كثيرة هي الدول التي تمارس التنصت على مواطنيها أما بسبب الحرص على الأمن القومي أو من أجل الحصول على المعلومات بشكل أسهل .. والحقيقة أن التنصت له سلبيات وله إيجابيات.. من الإيجابيات أن الدولة ستتمكن من معرفة المخربين بشكل أسرع الأمر الذي سيساهم في محاربة الجريمة قبل وقوعها .. ولنا في أمريكا أسوة حسنة فقد أعطى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تصريحاً لبرنامج تنصت على الأمريكيين وقد أشرف شخصياً على مثل هذه البرامج عشرات المرات منذ حوادث الحادي عشر من أيلول ، الأمر الذي أثار الرأي العام لما في هذا القرار من انتهاك للحريات الشخصية وخروجاً من القوانين الأميركية التي لا تسمح بالتنصت على المكالمات الهاتفية بدون قرار محكمة أو إذن خاص.
ومن الطرائف تلقى البيت الأبيض رسالة من رجل أميركي كتب فيها : "الرئيس بوش :كنت قد وعدت زوجتي في مكالمة هاتفية بدعوتها لحضور مسرحية في برودواي بمناسبة ذكرى عيد زواجنا ووجبة عشاء فاخرة على أضواء الشموع ، لكنها تصر على أني وعدتها بتذكرة سفر إلى هاواي ،سيدي الرئيس: هل يمكن أن ترسل لي شريط المكالمة حتى أثبت لها أني لم أعدها بتذكرة سفر؟".
اقترح أحد الليبراليين أن يطبق قانون التنصت على جميع الأميركيين بما فيهم الرئيس بوش، وكشف مكالماته مع حكام السعودية وشركات النفط وشريكه ونائبه ديك تشيني وبيع تلك التسجيلات الصوتية في محلات "بلوك بوستر" لصالح ضحايا إعصار كاترينا!!.
أحد الديمقراطيين صرح قائلاً : "التنصت على الأميركيين لصالح الشعب الأمريكي ، لأن الرئيس بوش سيسمع من النكات والتهكم والانتقادات حوله وإدارته ما يشيب له الشعر ، وربما تخجل على نفسها- أي إدارة بوش- وتقدم استقالة جماعية".
وأحد بلدياتنا مسك جاسوساً في سيارته الجديدة التي اشتراها ، عندما أعاد السيارة بجاسوسها إلى وكالة السيارات اكتشف أن الجاسوس ليس إلا "نافيجيشن سيستم".
اقترح أحد أبناء الجالية المسلمة على مؤسسة إسلامية معروفة استصدار قاموس ببعض الكلمات والأسماء غير المحبذة لدى المراقبين والتي تثير فضولهم واهتمامهم مثل "الجهاد، السلام عليكم، الله أكبر، الله على هالطعة، الله عليكي يا سوسو، طبخنا منسف ، ضحينا بالخاروف، مقلوبة وكل أشكال الانقلابات ، طاجين..إلخ".
بعض الزعماء العرب تبنوا البرنامج بشكل مختلف : فالقذافي قرر التنصت على السعوديين ، في فترة الخلاف معهم..والملك عبدالله بن عبدالعزيز قرر التنصت على السعوديات فقط وخصوصاً المثقفات منهن ، والرئيس الجزائري قرر التنصت على طبيبه الخاص لمعرفة تطورات حالته الصحية قبل أن تعرفها واشنطن ، وتل أبيب قررت التنصت على أميركا ، وسوريا ستتنصت على لبنان ، أما لبنان فستتصنت على سعد الحريري وسوريا ، أما السودان فلقد قررت إلغاء الخدمة الهاتفية .. ما نخلص إليه أنني مع إيجاد قانون للتنصت ليتسنى لنا التعرف على المجرمين من خلال المكالمات الهاتفية ، لأن هناك من الناس من يمارسون الجرائم المنظمة ويتسترون خلف الفضيلة ، ويظنون أنهم يفلتون من عقاب الله..<