عصام المطري
أيها الشعب الوفي في المحافظات الجنوبية ما الذي جرى لكم ؟!، أنتم وحدويون حتى النخاع ،والوحدة قدمت لكم العديد من المكاسب والمنجزات ، فالوطن وطننا جميعاً ، وليس ملكاً لعشيرة أو قبيلة إنما هو ملكنا جميعاً، فإلى أين تريدون أن توصلوننا ، فالوطن توحد في يوم الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م ، وهو ما يزال موحداً ولا داعي للشعارات والأعلام التي ترفعونها ، فعودوا إلى رشدكم والله عز وجل يناديكم من فوق سبع سماوات بقوله : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" .
ثم إن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر بالوحدة ، فالوحدة واجب والقيام بها فرض كفرض الصلاة والصيام ، فالذي أمر بإقامة الصلاة هو الله تعالى في محكم الآيات البينات : "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" فيا أهل اليمن توحدوا بأمر الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبله المتين القرآن الكريم الذي يحرم قتل النفس البريئة ، والذي يقول بالقصاص ولا يجوز الاعتداء والظلم ، فلماذا القتل ؟!، ولماذا المناطقية وبث سموم الكراهية ؟َ!، عودوا إلى الله عز وجل ولا تسرفوا في القتل ، وإزعاج السلطات ، فمن ورائنا تآمرات وتحديات على وحدة الوطن ، فلا تشمتوا بنا الأعداء ، وإذا كان لكم تظلمات ومطالب واحتياجات فإن ذلك سيتم من خلال الحوار الوطني الذي سترعاه الدولة ، فتريثوا وعلى مهلكم فهذه الطريق طريق الخسران المبين ، فالشعب اليمني الأبي موحد وسوف يقاتل عن وحدته ، ولن يفرط فيها قيد أنمله ، فبين ظهرانيه شعب موحد يحب الوحدة ويعمل لها ، ولن يكفيه دماؤكم ولحومكم فداءً لهذه الوحدة المباركة ، فأنتم على خطأ كبير وقد كنا هنا في المحافظات الشمالية متعاطفون معكم ضد السلطة إلى حين ظهور مراميكم القذرة التي تريد أن تهدم وتفرق الوطن لقاء مبررات واهية ما أنزل الله بها من سلطان ، فعلى رسلكم فأنتم تسبحون عكس التيار ، وتكلفون الدولة المزيد من المال ، ونحن في أزمة اقتصادية خانقة ، فلا تضاعفوا مأساتنا إن كنتم مواطنين بحق يهمكم الوطن جنوبه وشماله ، فأنتم تسعون نحو الانتحار.
إن فك الإرتباط من سابع المستحيلات ، ولن تتمكنوا من تحقيق هذه الغاية القذرة ، فالشعب اليمني الأبي من ورائكم ولن تفلحوا أبداً ، وسوف تعتقلون بتهم التحريض ضد الأمن والاستقرار وإثارة الشغب والقتل والتقطع في أرجاء البلاد ، أو ستموتون على أيدي الوطنيين الغيورين على وحدة هذا الوطن ، فإذا كانت الحرب فنحن لها ، وسنذيقكم السم والعلقم ، فأرجوكم أن تعدلوا عما أنتم فيه ، وعودوا إلى وطنكم مواطنون مخلصون من الدرجة الأولى وسوف تسوّى كل إشكالية .. المهم ألزموا السكينة والهدوء ، وحافظوا على أمن البلاد ، فالأعداء من الخارج يتربصون بنا، ثم اتركوا المناطقية والمذهبية والطائفية والسلالية ، ففي الأصل أننا أهل وطن واحد إخوة متحابين ، وإذا ما أردتم الثورة ضد النظام السياسي القائم فمسألة فيها نظر - المهم أن لا يمسوا الوحدة تسوء.
عودوا إلى رشدكم ، واستفيدوا من الأجواء والمناخات السياسية التي في البلد وشكلوا لكم حزباً سياسياً من أجل التداول فلديكم الإمكانات والقدرات والمؤهلات فقط اخلصوا النية لله عز وجل وامضوا في حال سبيلكم حزباً سياسياً قوياً يمكن أن يضعكم أمام الاستئثار بالسلطة أو المشاركة في الحكم والله المستعان<