كروان الشرجبي
حينما تحاور فإنك تفتح نوافذك للنور وتسمح لداخلك بالتنفس وتدخل فضاءات جديدة لم تكتشفها من قبل ومن أصعب الأمور حينما تفقد لغة الحوار فهذا لا يحرمنا فقط من التواصل بل يلغي جزءاً من تفكيرنا وتطمس مساحة من مشاعرنا ويجعلنا أقل من إنسانية في عالم سريع الإيقاع.
والحوار ليس فقط في المجتمع بل هو ينطلق من داخل المنزل والأسرة التي تملك القدرة على الحوار والتواصل والاختلاف في الرأي.
الأسرة التي تنجبُ أفراداً أقوياء وقادرين على النجاح في الحياة وبناء مجتمع متوازن ويبدو أن ثقافة الحوار في مجتمعنا ضعيفة وربما يعود هذا إلى موروث نكتسبه من البيت ومن كبير البيت وبالتالي يظل التعامل الفكري والاجتماعي بصورة عمودية أي أن الرأي يأتي من الأعلى مباشرة وفقدان القدرة على الحوار يخلق مجتمعاً هشاً لا يستطيع الفرد منه أن يجادل أو يخالف في الرأي وأسره يسيطر عليها الرأي الواحد ولذلك يتعرض كثير من الأفراد إلى صعوبات في التكيف مع واقع جديد ينتج عنه ردة فعل سلبية.
إن تطوير مبدأ الحوار في المنزل والمدرسة بداية مهمة لمجتمع صحي وسليم والبعض يعتقد أن الحوار والنقاش يفتح الباب لتباين الآراء مما يضعف هيبة الكبير أو يشتت وحدة وتماسك الرأي وهذا الاعتقاد فيه الكثير من القصور فالحوار والنقاش أصبح مبدأ لا يمكن تجاهله.
وإن أول أبجديات الحوار هو القدرة على الإنصات ليس بالأذن وإنما بالقلب والعقل هنا يبدأ التغيير فالحوار داخل الأسرة ومحاولة المشاركة بالإحساس والاستماع للأبناء والتحاور معهم وإعطائهم الحرية لطرح آرائهم وأفكارهم هو استثمار حقيقي للمستقبل لخلق أسرة ناجحة وسعيدة وناضجة ليس فقط على مستوى الأسرة فحسب بل للمجتمع كامل لأن العطاء الحقيقي هو الإحساس والتواصل الإنساني وما عدا ذلك مكملات.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM