عصام المطري
الحياة السعيدة التي يطلبها العاقلون هي في متناول الأيدي إذا تم التعامل والتعاطي مع هذه الحياة بوعي وبإدراك، والوصول إلى القمة فرصة سانحة لكل إنسان فما علينا إلا التشمير والمثابرة والانطلاق صوب الاهداف الخاصة والعامة التي وضعناها وتنفيذ المشروع الذي وضعناه فالحياة جملية وأجمل ما فيها العيش الهادئ الأمن المستقر فبمقدور الإنسان أن يحيط عش حياته بعوامل الأمن والاستقرار والهدؤ فمسألة الوصول إلى القمة هي عملية سهلة إذا ما وجد التخطيط السليم والدقيق، والمقدرة الفائقة على وضع الأهداف والغايات الخاصة والعامة فضلاً عن حسن إدارة الوقت فإذا تمكنت من إدارة وقتك خير الإدارة بما يتماشى وتطلعاتك وينسجم مع أهدافك الخاصة والعامة، ويتماشى مع تخطيطك فإنك إنسان غير عادي وسوف تصل إلى القمة إنما المسالة مسألة وقت.
كن في القمة وأرض الله عز وجل عنك بالتزام طريق الجادة والصواب أي طريق الحق ولا تنسى أن تعطف على الأيتام والأرامل والمساكين والمتحاجين وتناولهم العطاء تلو العطاء ولا تحقرن شيئاً من المعروف حتى أن تلقى أخاك بوجه طلق، وابتسم في وجه أخيك فإن تبسمك في وجهه صدقه وصل من قطعك، واعطي من حرمك واحلم على من اساء إليك وإياك والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق نبياً ورسولنا الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ولا تسفه أحداً أو تقنط من روح الله وخالق الناس بخلقٍ حسن واثبت ذاتك أمام منافسيك من أجل أن لا تترك لهم فرصة في الفوز عليك.
كن في القمة واطلب الموت توهب لك الحياة واحضر مجالس العلم وتزود فإن خير الزاد التقوى مصداقاً لقول الله سبحانه وتعال في آي الذكر الحكيم"وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الأبصار" ونمي إيمانك بالله عز وجل فإن الإيمان هو السعادة فهو يذهب الهموم ويكشف الغموم وتبدد به الظنون والأكدار والأحزان واتقي الله عزوجل في مأكلك ومشربك ولا تظن بالله الظن السيء واخرج إلى الحدائق الغناء وأنظر عظمة الخالق وبديع صنعة واتقانه وابداعه وأكثر من الاستغفار فمعه الرزق، الذرية الصالحة والتيسير، والعلم النافع ولا تخالط أهل الأراجيف فإنهم يسهل الكدر وصانعي الهم والغم ولا تأكل إلا طيباً ولا تتزوج إلا بكراً، وقل المعروف وأمر به وانه عن المنكر تنل السعادة المطلقة وخاطب الناس بقول حسن ولا تُجرِّح الأفراد والمؤسسات والهيئات.
كن في القمة وأعلم ان العفو ألذ من الانتقام والعمل أمتع من الفراغ والقناعة أعظم من المال والصحة من الوحدة والعزلة عبادة والتفكر طاعة والعزلة مملكة الأفكار وكثرة الخلطة حمق والوثوق بالناس سفه، واستعداؤهم شؤم، وسوء الخلق عذاب، والحقد سم، والغيبة رذالة، وتتبع العثرات خذلان، وشرك النعم يدفع النقم، وترك الذنوب حياة القلوب، والانتصار على النفس لذة العظماء خبر جاف مع أمن ألذ من العسل مع الخوف، وخيمة مع ستر أحب من قصر فيه فتنه، وفرحة العلم دائمة، ومجده خالد، وذكر باقٍ، وفرحة المال منصرمة، ومجده إلى زوال، وذكره إلى نهاية،وأعلم ان الفرح بالدنيا فرح الصبيان، والفرح بالإيمان فرح الأبرار، وخدمة المال ذل، والعمل لله شرف، وعذاب الهمة عذب، وتعب الإنجاز راحة وعرق العمل مسك والبناء الحسن أحسن طيب، وأعلم ان السعادة أن يكون مصحفك أنيسك، وعملك هوايتك، وبيتك صومعتك، وكنزك قناعتك والفرح بالطعام أو المال فرح الأطفال، والفرح بحسن الثناء فرح العظماء وعمل البر مجد لا يفنى ولا نفي، وصلاة الليل بهاء النهار، وحب الخير للناس من طهارة الضمير وانتصار الفرج عبادة، وفي البلاء أربعة فنون:إحتساب الأجر، ومعايشة الصبر، وحسن الذكر، وتوقع اللطف والصلاة جماعة، وأداء الواجب، وحب المسلمين وترك الذنوب، وأكل الحلال صلاح الدنيا والآخرة ولا تكن رأساً فإن الرأس كثير الأوجاع، ولا تحرص على الشهرة فإن لها ضريبة، والكفاف مع الخمول سعادة، وعلامة الحمق ضياع الوقت، تأخير التوبة، واستعداء الناس، وعقوق الوالدين، وإفشاء الأسرار وإلى لقاء يتجدد والله المستعان.
Yusef_alhadree@hotmail.com